إلى جنات الخلد يا صلاح الدين و عبدالله

الى جنة الخلد يا صلاح · 29-11-2011, 03:24 AM

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته.

انتظرت وقتا وقتا طويلا حتى استطيع مسك قلمي و تسطير ما جاش في خاطري من اشجان و آهات و أحزان.
فقدت اثنين من اخوتي و احد ابناء عمي و صديق لهم رابع.

نعم لقدت فقدت أخي و صديقي و حبيبي و ابني عبدالله الذي لم يكن لي اخا فقط بل كل شيء
فقدته و هو بالعشرين من عمره .
يوم الاربعاء 13 من شهرالحج قلت لعبدالله غدا رحلتنا الى القصيم و كنا حينها في مكه
فكان رده ان وقت العصر هو المناسب للتوجه نحو القصيم.

ويوم السفر و في الساعة الثامنة صباحا .. فقدت أغلى من اعزهم من اخوتي
كان عبدالله مع اخيه صلاح الدين 17 عاما و ابن عمي صالح 23 عاما مع صديقهم عبادة 18 عاما
كانوا كلهم صغارا و في سيارة كامري منطلقين من جده صوب مكه حتى يناموا وكان عبدالله عائدا الى مكه لينام و يسفر معي لبريده عصرا .
لكن و قبل الوصول الى مكه انقلبت بهم السيارة فماتوا من فورهم.

وقتها كنت على سريري ابحث عن النوم الذي لا يرضى أن يأتي ..
كنت أحس بضيق ربما لاني على موعد السفر و لكن الضيقة كانت أكبر
الساعة العاشرة صباحا نمت.

الساعة الثانية ظهرا يدد اختي تمسكني و توقظني بشدة قم امك اغمي عليها و اخوتك لم يأتوا الى البيت وقد وقع لهم حادث والجميع ببيت عمك ينتظرونك قمت فزعا و لم يمض على نومي سوى 3 ساعات ..
لبست ثوبي و ذهبت لبيت عمي و انا اتصل على اخي الاخر واقول له باكيا : ارجوك اخبرني مالذي حصل فرجلاي لا تطيقان حملي و احس اني مشلول !!!
رد علي ان لم تستطع الحضور فليحضر غيرك.
ذهبت و اذ باثنين من اعمامي و خالي و ابنائه و اخي يبكي...
احستت بأني سانهار بأي لحظة.

طلب مني عمي أن احضر بطاقة عبدالله لان بطاقته لم تكن معه.
ذهبت الى البيت مذعورا خائفا من هول الحدث و إذ باخواتي و امي وأخي الاصغر مني يبكون و يقولون مات اخوتك صلاح و عبدالله؟ نعم لقد ماتوا ؟وأنا اردد لا لم يموتوا بل حادث بسيط ..
وإذ باختي تقول : الناس قدمت التعازي وأنت تقول انهم لم يموتو...

ذهبت مع ابني خالي الى جده ..
و كم احسست أن الطريق طووويل جدا و مع هذا كانت أختي تتصل كل حين وتقول :مات صلاح مات عبدالله وأنا اقول لا فترد و تقول الا أنا متأكدة أنهم ماتوا.
بعدها يتصل اخي ليقول نفس الكلام..
وصلنا الى مرور الوزيرية جنوب جده.
انتظرت نصف ساعة حتى يخرج عمي و يعلن لنا الخبر.
واثناء الانتظار اتصل اخي الاصغر مني و اذ به يقول ان خالي قال له ان الذين ماتوا اربع
و معناه ان اخوتي ماتوا و ظل يبكي كطفل صغير و لا يزال صوته يرن في اذني ليل نهار.
طال انتظاري ومللت فدخلت الى قسم المرور بخطوات متثاقلة و حائرة حتى أتاكد .

حين دخلت و ليتني ما دخلت ..
سمعت العسكري يقول جثامين اربعة بالثلاجة ..جثمان.. أه كم كانت صعبة علي أن اسمع كلمة جثمان
انه جثمان صلاح الدين أخي ..
خرجت مسرعا و أنا ابكي ..
راح صلاح
صلاح راح.
لم نكد نفيق من الصدمة حتى أكتشفنا أن أخي الاخر عبدالله بينهم

دفنا صلاح الدين و صالح ابن عمي و صديقهم بعد صلاة الفجر من يوم الجمعة 15 شهر الحج

و دفنا اخي عبدالله بعد صلاة الجمعة لاننا عثرنا عليه متأخر.
كان يوما مهيبا حزينا مفجعا مر علينا.

و الى هذه اللحظة لم استوعب كل ما حدث و غير مصدق.

رحمك الله يا صلاح الدين
رحمك الله يا عبدالله
رحمك الله يا صالح
رحمك الله يا عبادة.

انا لله و انا اليه راجعون.

29-11-2011, 03:24 AM	#1
الى جنة الخلد يا صلاح عـضـو تاريخ التسجيل: Nov 2011 البلد: بريده المشاركات: 42	إلى جنات الخلد يا صلاح الدين و عبدالله السلام عليكم ورحمة الله و بركاته. انتظرت وقتا وقتا طويلا حتى استطيع مسك قلمي و تسطير ما جاش في خاطري من اشجان و آهات و أحزان. فقدت اثنين من اخوتي و احد ابناء عمي و صديق لهم رابع. نعم لقدت فقدت أخي و صديقي و حبيبي و ابني عبدالله الذي لم يكن لي اخا فقط بل كل شيء فقدته و هو بالعشرين من عمره . يوم الاربعاء 13 من شهرالحج قلت لعبدالله غدا رحلتنا الى القصيم و كنا حينها في مكه فكان رده ان وقت العصر هو المناسب للتوجه نحو القصيم. ويوم السفر و في الساعة الثامنة صباحا .. فقدت أغلى من اعزهم من اخوتي كان عبدالله مع اخيه صلاح الدين 17 عاما و ابن عمي صالح 23 عاما مع صديقهم عبادة 18 عاما كانوا كلهم صغارا و في سيارة كامري منطلقين من جده صوب مكه حتى يناموا وكان عبدالله عائدا الى مكه لينام و يسفر معي لبريده عصرا . لكن و قبل الوصول الى مكه انقلبت بهم السيارة فماتوا من فورهم. وقتها كنت على سريري ابحث عن النوم الذي لا يرضى أن يأتي .. كنت أحس بضيق ربما لاني على موعد السفر و لكن الضيقة كانت أكبر الساعة العاشرة صباحا نمت. الساعة الثانية ظهرا يدد اختي تمسكني و توقظني بشدة قم امك اغمي عليها و اخوتك لم يأتوا الى البيت وقد وقع لهم حادث والجميع ببيت عمك ينتظرونك قمت فزعا و لم يمض على نومي سوى 3 ساعات .. لبست ثوبي و ذهبت لبيت عمي و انا اتصل على اخي الاخر واقول له باكيا : ارجوك اخبرني مالذي حصل فرجلاي لا تطيقان حملي و احس اني مشلول !!! رد علي ان لم تستطع الحضور فليحضر غيرك. ذهبت و اذ باثنين من اعمامي و خالي و ابنائه و اخي يبكي... احستت بأني سانهار بأي لحظة. طلب مني عمي أن احضر بطاقة عبدالله لان بطاقته لم تكن معه. ذهبت الى البيت مذعورا خائفا من هول الحدث و إذ باخواتي و امي وأخي الاصغر مني يبكون و يقولون مات اخوتك صلاح و عبدالله؟ نعم لقد ماتوا ؟وأنا اردد لا لم يموتوا بل حادث بسيط .. وإذ باختي تقول : الناس قدمت التعازي وأنت تقول انهم لم يموتو... ذهبت مع ابني خالي الى جده .. و كم احسست أن الطريق طووويل جدا و مع هذا كانت أختي تتصل كل حين وتقول :مات صلاح مات عبدالله وأنا اقول لا فترد و تقول الا أنا متأكدة أنهم ماتوا. بعدها يتصل اخي ليقول نفس الكلام.. وصلنا الى مرور الوزيرية جنوب جده. انتظرت نصف ساعة حتى يخرج عمي و يعلن لنا الخبر. واثناء الانتظار اتصل اخي الاصغر مني و اذ به يقول ان خالي قال له ان الذين ماتوا اربع و معناه ان اخوتي ماتوا و ظل يبكي كطفل صغير و لا يزال صوته يرن في اذني ليل نهار. طال انتظاري ومللت فدخلت الى قسم المرور بخطوات متثاقلة و حائرة حتى أتاكد . حين دخلت و ليتني ما دخلت .. سمعت العسكري يقول جثامين اربعة بالثلاجة ..جثمان.. أه كم كانت صعبة علي أن اسمع كلمة جثمان انه جثمان صلاح الدين أخي .. خرجت مسرعا و أنا ابكي .. راح صلاح صلاح راح. لم نكد نفيق من الصدمة حتى أكتشفنا أن أخي الاخر عبدالله بينهم دفنا صلاح الدين و صالح ابن عمي و صديقهم بعد صلاة الفجر من يوم الجمعة 15 شهر الحج و دفنا اخي عبدالله بعد صلاة الجمعة لاننا عثرنا عليه متأخر. كان يوما مهيبا حزينا مفجعا مر علينا. و الى هذه اللحظة لم استوعب كل ما حدث و غير مصدق. رحمك الله يا صلاح الدين رحمك الله يا عبدالله رحمك الله يا صالح رحمك الله يا عبادة. انا لله و انا اليه راجعون.