[ألــــــــــم]

سوق الحريم في بريدة




هكذا تيسر لي أن أذهب إلى السوق ..
كان في مخيلتي ..
مجموعة من المحلات التجارية ..
وباعة ..
ومجموعة من النساء والرجال المتبضعون ..
ولم يخطر ببالي سوى ذلك ..


في ذلك المساء ..
ذهبت مع أختي بعد إلحاح مرير ..
أًصيب بسببه رأسي بصداع ..
خرجنا سويا ..
ذهبنا إلى هناك ..
إلى الأسواق العامة ..
فجأة أصبحت أختي تمسك بيدي ..
ثم تطلب مني صرف نظري إليها ..
وفي الأخير ..
قررت أن نغادر السوق ..
خوفا علي من الفتنة ..

في البيت ..
سألتني العزيزة ( أختي ) :
مالك ..؟؟!!
لماذا أصبح نظرك شاردا ..
ساهما ..
مدققا ..
لماذا أنت هكذا ..؟؟!!


أجبت بعد تباطوء ..
وبعد تثاقل وشرود ..
قلت لها :
سبحان الله ..
كيف نطالب الشباب بالالتزام ..
والفتيات كلهن يسرن في الأسواق بتغنج ..
وعطر الواحدة منهن يزكم الأنوف ..
تتقصد نعومة الصوت ..
وتتعمد ظهور الكف والذراع ..
وتهدف إلى إظهار شيء من الملبس ..
وتسعى بذلك إلى شيء لا أعرفه ..؟؟!!
وإذا أحسنت النية فإنها تريد استمالة قلب البائع ليخفض قيمة البضاعة ..؟؟!!
................!!!!!!!!!!!!!!!!!
كيف نطالب الشباب بالتمسك والاستقامة ..
والفتيات يبخترن بمشيتهن أمامهم ..
ويتبادلن الضحكات ..
وحينما يعرض عليها البائع شيئا تقول ..
( وللحلوات بكم يكون ) ....؟؟!!
وربما لا تمانع بمس اليد عند أخذ علبة المكياج ..


لقد رأيت موقفا ساءني كثيرا ..
أدمى قلبي ..
أحرقني ..
أعادني إلى الألم ..
فتاة تطلب من صاحب المحل هاتفه الجوال ..
بقصد الاتصال بأخيها ..
تستخدم الهاتف الجوال ... ثم أسمع صوت هاتفها النقال يصدر من محفظتها ..
أسمع ابتسامتها وهي تقول :
( شكرا كنت ادق على رقمي لإني ما أدري وين حطيته ) ..
يبتسم الشاب ويرد :
( عادي أي وقت تضيعينه جوالي بالخدمة ) ..



اهٍ ..
ثم أهٍٍ ..
يا ويلي ..
أين أنت أيها الأب عن أبنتك وهي تخرج ..
بكامل زينتها ..
بل أحيانا بقميص شفاف وقصير ( عاري الصدر ) ..
وأين أنت وهي تخرج ..
متعطرة ..
لابسة عباءتها الفرنسية ..



لقد دعاني هذا الموقف لأتجرأ قليلا ..
وأخرج عن الطوق قليلا ..
وأرفع الهاتف على أحد الذين لهم كلمتهم ..
قلت له بعد السلام ..
( ......................................... القصة )
هذا ما رأيته ..
فأين أنتم ...؟؟!!
قال لي والألم يعتصر قلبه – كما أشعر فقط - ..
هل تعرفين يا اختي أن أعلى نسبة لخروج المرأة إلى الأسواق في المملكة أين تكون ..؟؟!!
قلت له : لا
قال : هنا في بريدة في معقل الدين ..
قلت له ولكن عدد النساء اللواتي يخرجن في الرياض مثلا أو جده ربما يفوق عدد سكان نصف بريدة ..
قال : قصدت بالنسبة .... عدد النساء المتسوقات بالنسبة لعدد النساء الكلي في المينة ..
قلت له : أنا أبرأت ذمتي .. ووفقكم الله والسلام ..



أعدت كلامه مرارا ..
فلم أجد غير البكاء ..
فأين علماءنا الأفاضل ..
وأين رجال بريدة وشبابها الذين يعتزون بمسكهم .. ( وحق لهم )
أين هم عن ذلك .....؟!!


أنت أيها الشاب المتمسك ..
لماذا تترك أختك في السوق وتذهب إلى الحلقة ..
أو إلى أصدقائك ..
أو إلى قضاء حاجة لك ...
لماذا لا ترافقها ...؟؟!!
وتسير معها ..
تباشر عملية البيع ..
تأخذ البضاعة وتسلم المبلغ ..


اهٍ لكم ..
تتحدثون ولا تفعلون ..


الفتيات في أعناقكم فأين أنتم .........




ملاحظة :
ليست كل النساء المتسوقات كذلك ..
ولا كل الشباب المتمسكين كذلك ..