[الـمـتـوهـج]

لقد عمل إخواننا في مركز حي الفايزيه (جزاهم الله عنا كل خير )
حفل في يوم الإربعاء وذلك بتصفية المباريات النهائيه للدوري حيث انتهى اللعب
بفوز احد الفريق وبعدها بدأ نشاط الحفل بداية بعرض مبسط تعريف لمركز الحي ثم تسليم الجوائزللفريق الفائز ولهداف الدوري واللاعب المثالي وللحكم ونائبه وحظر مجموعة من الإخوه المعروفين
ومنهم الأخ ((حمد صالح السلمان ))حيث سلم الجوائز للفائزين مع اخوانه من مدراء الدوائر وأعضاء المركز .

وبعدها قام الداعيه المعروف (يوسف المطرود) الذي سمعت عنه الكثير من الإخوه لكن رأيته أعظم مما سمعت عنه
لقد سحر الحضور بابتسامته الصادقه وبكلامه الواقع في القلوب وهو يعتبر مقدم للأخوين (صنداح السهلي )
و (عائض العرجاني ) قدمو لنا من الرياض ماقطعو المسافه إلا إنقاذاً للشباب ومحبة في الله ونثرو مأساتهم الماضيه
لعظة الشباب ولعدم الوقوع والإنزلاق في الهاويه كما حصل لهم و لله الحمد نجاهم الله منها (( فكتب الله خطواتهم حسنات
ومغفرة لهم وزادهم الله صلاحاً وثباتاً على الطريق المستقيم )).

((صنداح السهلي )) لم أتوقع شكله هكذا أبداً كنت أتوقع أنني سأرى جسم كجسم المصارعين العالميين
لكن حصل عكس ذلك تماماً رأيت جسمه الذي هده الحبوب وحتى الآن بقت أثارها على جسمه .
الرجل ذهبت جمييع أسنانه من استعماله للحبوب جلس أكثر من عشرين سنه في التعاطي
عمره الآن تجاوز الأربعين سنه لكنّ جسمه نحييل جداً
قام يخاطب الحضور فقال والله الآن ماعندي إلا رئه واحده والكبد تعبان ونصف الجسم أسياخ حديد .
بدأ أخينا (صنداح ) يسرد لنا ماضيه ومايحتويه من قصص غريبه وتجاريب مؤلمه
والله لقد سلب عقولنا وأثر في نفوسنا من قصصه الغريبه قال لنا أن :
بدايته في عالم الإدمان كان في المرحله المتوسطه حيث طلب منهم أحد المدرسين بدراسة الماده
للإختبار فتأذى من ذلك وخاصاً انه قليل الحضور ومتلاعب فقال له أحد الطلاب بسيطه الحل عندي
((دف لك حبتين وتحفظ كل شيء)) فقال قداام وين الحبتين فأخذها وتناولها .
يقول والله كنت بحاله سيئه أشد من الأول تعبت كثييراً وغيم كل ماحولي ولم أحفظ شيئاً هذه هي بدايته .
وبعدها بدأ بالتطور ودخل في عالم الإدمان دون أن يشعر ثم قال أن أوضاعه بدأن تتطور من حبه إلى شراب
ثم إلى زقائر حشيش ثم إلى إبر يقول والله أجرب أشياء ولا أعلم ماهي ((يقولون لي فيه شيء اسمه كذا جربه وأقول نعم وأجربه ))

المروجين قالو لي لابد أن تحضر نقود وإلا لن تحصل على ماتريده (وهم يعطون أول حبه مجاناً لكسبه
وليدمن وليكسبو من وراه النقود) فيقول قلت في نفسي مافيه حل إلا الوالد فذهبت إليه فقلت له إنني سأذهب لرحله
مدرسيه وهم يريدون مبلغ قدره كذا وكذا فأعطاني المبلغ وذهبت بسرعه متجهاً للمروجين ولشراء الحبوب .
يقول كررت المره فستغرب الوالد وذهب للمدرسه فسأل المدير عن سبب طلب تلك النقود من إبنه
فقال (لم نطلب أي نقود وإبنك لم نره منذ زمن ) يقول فطلبني الوالد من الفصل وذهبت إليه وأنا في الطريق
أفكر ماذا سأقول له فضيحه إن علمو ((لكن الكذب هو طريقي)) يقول ووجدت ما اقول لهم فلما دخلت سألني الوالد
أين تذهب في النقود فقلت ((إن فيه عائله يتيمه وانا أصرف عليهم )) هههه على طول جابها فقال الوالد
جزاك الله خيراً وخذ المبلغ هذا وأعطهم إياه يقول وعلى وجه السرعه المبلغ للشباب وكفاني اسبوع للحبوب .

قال لنا إن المأساة كثييره والقصص أكثر بكثيير لكن سأسرد لكم جزء من قصصه التي سمعتها منه
يقول ان هناك الكثير ممن تعرفت عليهم ماتو وبعضهم مات أمامي لكن لم أتعض وإنما أقول هم ماتو
لضعف فيهم وماعلمت أن الرب يمهلني يقول مره كنت جالس مع أحد المدمنين فقال لي إني أحس بوجع شديد في داخلي
وهو يتألم ثم أخرج من فمه دم وفضلات فسقط أمامي ومااات نعم مااات بلحضته .

وهذه يقول أنني لما شربت كثير يقول ركبت السياره وأنا لا أعلم اين بيتنا هي أمامي أم خلفي فذهبت
ومررت من عند الحاره ورأيت جارنا فوقفت عنده وقلت (((أين بيت صنداح السهلي ))) وهذا شاب ملتزم
فحزن من حالتي وقال حسبي الله على من كان سبب في إغوائك وضياعك .

ومره أنه في البيت وبيده الإبره يقول فلما أردت الإستخدام فإذا بي ارى أبي وأمي أمامي وهم يبكون
يقول فمضيت في عملي واستخدمته ولم أعطي لهم بالاً.
وهذه يقول كنت أروج (( وقد وصل إلى الترويج)) تحت منارة مسجد أنتظر الزبون والناس في صلاة
والإمام يقرأ آيات الوعيد يقول والله إني أسمعه والدموع تسيل مني لكن ماأقدر أتوب وما أعرف اين الطريق للهدايه.
ويقول ذات مره من ضيق الصدر قررت الإنتحار فأخذت مسدساً ووضعته على رأسي لكن ترددت وتراجعت .
هو دخل لمستشفى الأمن أكثر من خمسة عشر مره ودخل في السجن سنوات لكن يخرج ويعود .
يقول أن سبب إدمانه هي كلمة ((لعيونه)) يقصد لأجل فلان أشرب لأجله أفحط لأجله أروج .
فمن الله عليه بالهدايه وذهب لأمريكا ودرس عن الإدمان وأخذ شهاده معتمده من هناك .
الحديث عنه يطول لكن لعلي أتحدث عن أخينا ((عائض العرجاني )) عمره بالثلاثين
وجهه منور حتى أتاني شعور أنه لم يرى (زقاره عاديه)) فضلاً عن أنه وصل إلى الإدمان .
يقول كنت في التعاطي (سبع سنوات ) وهو لا يستخدم إلا زقارة حشيش وهو عائض لم يتكلم عن نفسه سوى
بضع دقائق لضيق الوقت فقال وصل بي الإدمان إلى أن أصبحت مروج وأني أصبحت معروف في المنطقه
والأمن يبحثون عني ومطلوب عندهم لكنهم لم يعثروا علي .
يقول ماترك بيت من حولي إلا وجعلت واحداً منهم مدمنا وضيعت عدداً من الشباب
يقول جائني ضيق وملل عظييم حتى أنني ربطت رقبتي بحبل وعلقته على المروحه لأنتحر صدق الله إذ قال
((ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكى))
يقول سمعت أن الذي أدخلني في عالم الإدمان هو سلم نفسه فقررت أن أسلم نفسي فوضعوني في
السجن بغرفه صغيره وكنت رافع نفسي مره حتى أنني أرى نفسي فوق الناس لشهرتي في الإدمان
لكن لماوضعت في الحجره قلت أين الشباب أين أهل الفزعات لكن كلهم مافيهم خير فقررت أن أتوضأ وهذه
أول مره أتوضأ منذ سنوات وصليت يقول لماسجدت بكييت بكاءً شديدا وقررت التوبه والرجوع
وجلست على هذه الحال ثلاثة أيام حتى دخلت على المدير وعرف صدقي ورجوعي
وكنت أضن أنني سأجلس سنتين أو أكثر لكن بعد إثنا عشر يوماً جائني الفرج وأرادو أن يخرجوني
لكن بشرط أن يكفلني أحد قلت بسيطه عندي الشباب وأهل الفزعات (كنت أضنهم كذلك )
فخرجت الجوال وبه مجموعه من الأرقام يقول وأتصل على واحد واحد وكلهم اللي يقول لا واللي يقول
مشغول واللي يقول سأتي بعد نصف ساعه لكنهم مافيهم خيير أبداً جلست أنتضر من يقول سآتي لكن لم يحضر أحد
جلست ثلاثة أيام ولم يحضر أحد فخرجت الجوال واللي أكلمه أمسح رقمه لأنه لم يخدمني في وقت الضيق
حتى مابقي إلا خمسة أرقام ومن ضمنه واحد أعرفه ومطوع وكنت متردد لكن الضروف حدتني وخاصه أن الشباب
كلهم لم يخدموني يقول لما اتصلت قال خمس دقائق وأحضر وفعلاً حضر وخرجت .
عدت للمنزل الذ ي غبت عنه ثلاث سنوات فاستقبلوني الأهل بفرح وسرور.
وهنا تعرفت على الصالحين والأخيار وتركت الإدمان والضياع .

وأخيراً قامو بعرض على الشاشه مشاهد مؤلمه عن التفحيط و بعدها عن التدخيين وبعدها عن المخدرات
وفيه بعض صور المدمنين متوفين في مكان قذر ومن ظمن الصور صوره قال لنا صنداح أنه يعرف هذا الرجل
وهو متوفي ويده بيضاء لكن والله أن وجه أسود مشابه بالفحم مات وهو يتعاطى وهو يعرفه معرفه شخصيه.
ورأينا طفل عمره لايتجاوز الستة شهور ميتاً ألقاه أبيه المدمن ضناً أنه ليس بولده وإتهام زوجته بالزنا
وهذا الوسواس هو من تأثيير المخدرات .

وبعد العرض قال صنداح أن من أراد التوبه والرجوع فليحضر أمامي مامعه من دخان واشرطه وغيرها
والحمد لله قام أحد الشباب وأخرج من جيبه الدخان ووضعه أمام الجميع وكبر الشيخ المطرود ومن معه
وقبلو رأسه وبعدها أحضر شابا آخر مامعه من أشرطه فلله درهم ثبتهم الله على الطريق السليم .



أتمنى أن لا أكون أطلت عليكم تقبلو مني السلام محبكم (( المتوهج))