[محب الاصلاح]

وأخيرا وبعد ان احترقت جميع أوراق النظام السوري التي تشكك بالحراك الشعبي السلمي للسوريين المطالب بالحرية وإسقاط النظام الاستبدادي القمعي الطائفي في سوريا . وعلى مدار 9 أشهر من اندلاع الثورة السورية لم يفلح النظام في إقناع أحدا لا في الداخل السوري ولا الإقليمي والا العالم الغربي وعلى رأسهم الإدارة الأمريكية لرواياته المشروخة ( من وجود عصابات مسلحة تقتل المتظاهرين وأفراد الجيش والأجهزة الأمنية على السواء )
اليوم يلعب بالورقة الأخير في هذا الاتجاه وهي ورقة تنظيم القاعدة ظنا منه انه سوف يستطيع تغير قناعة الجامعة العربية والمجتمع الدولي في التضييق على النظام والمطالبة برحيله . على غرار مافعله الذين قبله من الأنظمة الطاغية في مصر وليبيا واليمن للتشكيك في الثورة وقمعها . ومع ذلك لم يفلحوا وسقطوا الى مزابل التاريخ .
يطالعنا اليوم التلفزيون السوري الرسمي بخبر هجومين إرهابيين انتحاريين بساريتين ملغومتين استهدفا مقرين أمنيين في العاصمة دمشق . وقد أسفر الهجومين على سقوط 44 قتيلاً وأكثر من 100 جريحاً .
ان الذي يدعونا الى الجزم من ان هذه العملية هي من صنيعة النظام السوري وأجهزته الأمنية المتشيطنة أسباب منها :
اولاً : تزامن العملية مع وصول وفد المراقبين التابع للجامعة العربية الى العاصمة السورية تنفيذا للاتفاق الذي تم مابين الجامعة النظام السوري الذي بموجبه ترسل الجامعة مراقبين يراقبون مدى التزام النظام السوري ببنود المبادرة العربية التي اتفق عليها قبل عدة أشهر ولم ينفذ منها النظام السوري الي شيء . وهي رسالة لوفد المراقبين من أن مهمتكم ستكون صعبة للغاية في تفقد المواقع المطلوبة وسيما الأمنية التي تحتوي على سراديب الاعتقال والتعذيب لألاف المعتقلين السوريين . وان مهمتكم ربما تكلفكم أرواحكم بعمليات مشابه يقوم بها تنظيم القاعدة التابع للنظام ( الشبيحة وعناصر الأجهزة الأمنية للنظام )
ثانياً : لم يمضي على العملية أكثر من عشرة دقائق وإذا بإعلان السلطات السورية من ان بصمات تنظيم القاعدة واضحة في العملية وهي المتورط الرئيسي عن العملية .
ثالثاً : تحذير وزير الدفاع اللبناني ( الموالي للنظام السوري ) قبل يومين من تسلل عصابات من القاعدة إلى سوريا ؟ دون ان يتم استهدافهم أو إلقاء القبض عليهم . ليصل والى دمشق بعد يومين ويحدو سيارتين ملغومتين قد أعدت لهم ليقوموا بقيادتها للانتحار ؟!! وهو ما استشهد به النظام السوري في مسرحيته المعلنة عن التفجيرين .
رابعاً : لم يستطع النظام السوري عرض أي صور للضحايا الذين سقطوا على الرغم من كثرتهم كما جاء بالبيان . وكذلك على الرغم من امتلاكه للكاميرا والمسرح . والناظر إلى صور العملية يلحظ بوضوح البرود و( التمثيل ) حتى على وجوه عناصر الأمن وهم يرفعون أحجار الأنقاض في المبنى . حيث إنهم ينظرون إلى الكاميرا في مشهد مصطنع واضح .
خامساً : ان النظام الذي يقوم بعمليات قتل ممنهجة لشعبه وفي ابشع الاساليب القمعية على مدار اربعة عقود
من الزمن ليس بحاجة الى عمليات القاعدة حتى يبرر جرائمه البشعة ضد المتظاهرين السلميين .
هذه أهم الأسباب التي تجعنا نجزم من أن ما أعلنه النظام السوري هو عبارة عن مسرحية مفبركة من بنات أفكار النظام وحلفائه الطائفيين في المنطقة حيث ان تفجيرات دمشق هذه تحاكي في ترتيباتها وأهدافها سلسلة تفجيرات بغداد التي حصلت قبل يومين .
ابراهيم العبيدي .