[الموج الهادئ]

أزمة قدوة
ذات ليلة وبينا أنا في مكتبي أقلب ملفاتي وأرتب أوراقي ، وإذا أنا بشخص عزيز على نفسي يتصل بجوالي ( مشتاق لشوفتك ــــ ولهان عليك ) فبادلته نفس المشاعر وبابتسامة المودة والقربى ، وقلت أنا بالمكتب وبانتظارك .
وما هي إلا لحظات وإذا به يشرفني بطلته وابتسامته ، وما إن جلس حتى دخل شخص لايقل قدراً عنه من الصداقة والقرابة والمودة .
وبدأنا نتجاذب أطراف الحديث يمنةً ويسرةً ، حتى رست سفينتنا على موضوع طالما كنت أسبره في مجتمعنا ، وأتألم من مخرجاته ، وأبحث عن المساهمة في معالجته ، أو على الأقل الإحساس بوجوده (فالاعتراف بالمشكلة خطوة من خطوات الحل ) .
والمشكلة التي دار حديثنا حولها هي
( عدم اهتمام القدوات في المجالس )
حيث تجد بعض المجالس العائلية أو الشبابية ، يشارك فيها أشخاص لهم وزنهم الاجتماعي سواءً كانوا قضاةً أو معلمين أو موظفين أو غيرهم
ويخوض الجميع في أمور يترفع عنها العاقل اللبيب ، من الغيبة وتنقص الآخرين ، أو إبداء الملاحظات على بعض المسؤولين والدعاة وتنقصهم ، أو المزاح في أمور مسفة لاترتقي للقيم والأخلاق السامية التي هي سر جمالنا في حياتنا
زاعمين أنها من أمور التسلية والمزاح ، كما يظن القدوات أنها من باب التواضع مع هؤلاء الشباب ، ومع استمراء تلك المجالس التي لاتزيد خلقاً كريماً ، يخرج شباب لا يبالي باحترام الكبير ولا رحمة الصغير ، و لا يقدر العالم والحاكم ، بل تجده دائماً منتقداً هذا ، ومتنقصاً ذاك .
بينما لو استعرضنا سيرة قدوتنا الحبيب – صلى الله عليه وسلم – ومن بعده السلف الصالح لوجدنا مجالسهم تزيدك وقاراً وأدباً يرفعك في حياتك ، ويقربك من أحبابك ، ويحتار فيك أعداءك .
وبعد هذه الخاطرة التي أثارها أحبابي ، أحببت أن نبحر جميعاً ونشترك في طرح ما ترونه حلاً وعلاجاً يسهم في الحد من انتشارها في مجتمعاتنا .