|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
07-01-2012, 02:13 PM | #1 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Jan 2011
البلد: في حي ( الساحة المفتوحة ) من مدينة ( بريدة ستي )
المشاركات: 2,272
|
■■ لتُبيّننه للناس أو وظيفة السُلطان .. ! ■■
أيها الأحبة : كان الفقيه الثري عبدالله بن المبارك - رحمه الله – يتولّى شؤون العلماء العاملين القائمين بالدين بوضعهم المعيشي دعماً بالمال والقوت ، فكان يملك مئات الألوف من الدراهم فلامه أهل العلم في ذلك فقال لهم : [ والله لولاكم ما اشتغلتُ بالتجارة ] يقصد " سفيان الثوري وإسماعيل بن علية والفضيل بن عياض " أي أنه يكفيهم عطايا السلطان وهداياه ، لمعرفته التامة أن العلم لو ركن لسلطان رجاء ماله أو قُوته لحاد عن الحق وداهن وهذه سُنةُ متكررة إلى يومنا هذا إلا من عصمه الله ، ولايزال السلف الصالح قديماً وحديثاً يوصون بعضهم بالاتجار بحُرِّ المال بعيداً عن المناصب والوظائف المتعلقة بالحكومات ، وإن كان لابد فلا يتكل عليها بل يجعل من دَخْلِ التجارة له نصيب أوفر لصيانة جناب العلم أن يخنع أو يتقعقس خشية قطع المال عنه فتضيقُ الحال على أولاده وأهله ، والسرُّ كذلك في هذا أنهم يرون أن الرزق بعمل اليد أكثر بركة ، وأعز نفساً إن كان من أهل الصادعين بالحق أمام سقطات السلطان ، بل منهم من أوصى أن العلماء يُوضع لهم أوقافٌ خاصةٌ بهم يأخذوا منها المال ويتجنبوا المرتّبات من الحكومات ، وقد ذكر الشيخ المحدّث الطريفي -حفظه الله- قبل أيام كلاماً نفيساً في ذلك : (( لن يصلح أمر الفُتيا في هذه الأزمنة إلا باستقلال أمر العالِم في دنياه فيخرج من دائرة التعيين والعزل ، فيكون للمفتين أوقاف تُبعدهم عن الاستمالة . كثيرٌ من مُراجعات الفقهاء اليوم هي بسبب استمالة الفقيه (بالعزل والتعيين) . من أفتى بفرض النقاب في مصر هو من أفتى ببدعيته عندما طُلب منه ذلك )) اه ولو تأملت قبل أكثر من قرن في مصر مثلاً وأئمة الأزهر فإنهم كانوا أقوياء وكان لهم أوقاف ، وما استطاع الاستعمار التحكم بالبلاد بل اضطر للخروج عن البلاد ، لثبات العلماء بوجه المستعمر وفتوة أبناء البلاد بتثبيت وتحريض من العلماء ، إلا أنه نجح عن طريق السالك على خطى الغرب / محمد علي باشا ووضع لهم وظائف ومرتبات وكثفوا البعثات الخارجية لأبناء البلاد ، حتى أتوا بعد سنين وتقلدوا المناصب الرفيعة بعد انسلاخ الأديان قبل العقول ، وإن المُلاحظ في هذه الأيام أننا نسير على خُطى مصر حذوا القُذة بالقُذة ! بعثات .. حملات تشويه .. اعتقالات .. قطع أرزاق وفصل من العمل ... ! ولذلك كان العلماء العاملين يحذّرون أشد التحذير من قبول المال أو الهدايا من أهل السلطة والرياسة ، لأن بطبيعة الحال البشرية الضعيفة أنها تركن وتستحي أن تخالف من أحسنَ إليها لو خالف ! فتأمل وقال العلامة المحدّث / سليمان العلوان – ثبته الله – : (( وما كانوا يقبعون في بيوتهم - أي أئمة السلف - ينتظرون الإذن الرسمي في قول كلمة الحق والإنكار على أهل الباطل ، وأمّا الآن فقد أصبح كثير من أهل العلم موظفين لدى السلاطين فأخرست الأطماع ألسنتهم فلا يقدرون على القيام بالعهد والميثاق المأخوذ عليهم في الكتاب ، ولا يستطيعون مصاولة الباطل ولا مقارعة الفساد ومن هنا كان أكثر أئمة السلف يَدْعون إلى الأعمال التجارية الحُرَّة دون التقيد بالأعمال الحكومية ويكرهون أُعطيات السلاطين وهدايا الملوك ويرفضون قبولها حتى لا يحملهم ذلك على المداهنة والنفاق وطاعة السلاطين في أغراضهم ونزواتهم )) اه في الختام : لقد نجحت الحكومات بإسكات أهل العلم بأن ربطوا أرزاقهم على رضاهم وغضبهم ، فتأثر الكثير منهم وأخذ بالرخصة الأكثر ولزموا الصمت ولم يحرّكوا ساكناً . ووصيتي دائماً ممن أقابلهم من طلاب العلم وممن أتوسم فيهم الصدارة غداً ، أن يتحرروا بأرزاقهم إذا قدّر الله حدوث القطع والتجويع أو التهديد والوعيد ، فهو بإذن الله دخل ثابت لمن تعول إن صرتَ إلى ماصاروا إليه !! رزقنا الله وإياكم الرزق الحلال ، وفتح الله علينا أبواب رزقه وغناه ،، إنه جوادٌ كريم ،، واللهُ أعلم أخوكم غربة غريب 13 - 2 - 1433 هـ
__________________
|
الإشارات المرجعية |
|
|