|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
08-01-2012, 01:24 AM | #1 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Oct 2011
البلد: بريدة
المشاركات: 29
|
مـن أجــل أمــكـ !!
أمــــــكـ ومـا أدراكـ مـا أمـــــكـ .. حملتك في أحشائها تسعة أشهر ، ذاقت فيهل المُرّ ، وتغيرت عليها دنياها ، فما المذاق هو المذاق ، ولا المعاشرة هي المعاشرة ! فكم من أنّةٍ خالجتها ، وزفرة دافعتها من ثقلك بين جنبيها ، لا يزداد جسمك نمواً إلا وتزداد معه ضعفاً . تُسر إذا أحسّت بحركتك داخل جوفها ، ولا يزيدها تعاقب الأيام وكرُّ الليالي إلا شوقاً لرؤيتك واشتياقاً لطلّتك . ثم تاتي لحظة خروجك ، فتعاني ما تعاني من خروجك !! فلا تسل عن طلقها اللذي يعتصر له الفؤاد ، وآلامها اللتي تُعجزها عن البكاء !! ولا تسل عن تعسر ولادتها ، ترى الموت في تلك الساعة عشرات المرات حاضرا بين عينيها ، فإذا تعسرت ولادتك استسلمت راضية ، خائفة عليك لا على نفسها من ان تعبث مشارط الاطباء في بطنها .. حتى إذا ماخرجت من أحشائها وشمّت عبق رائحتك نسيت آلآمها ، وتناست أوجاعها ، وعللقت فيك جميع آمالها ، فكنت انت المخدوم في ليلها ونهارها ، تغذيك بصحتها ، وتدثرك بحنانها ، وتميط عنك الأذى بيمينها ، تخاف عليك من اللمسة ، وتشفق عليك من الهمسة . إذا صرخت فزّ قلبها إليك ، سرورها أن ترى ابتسامتك ، إذا مسّك ضر لم يرفا لها دمع ، ولم تكتحل بنوم ، تفديك بروحها وعافيتها . فكم من ليلة سهرتها من أجلك ؟ وكم كم دمعة ذرفتها من أجل مرضك ؟ . فياليت عنائها ينتهي عند هذا ؛ بل ماتزيدها الايام إلا لك حبا ، وعليك حرصا ، فما إن يتم فصالك عامين ، وتبدأ خطواتك الصغيرة بالثبات ، إلا وترمقك بنظراتها ، وتحيطك بعنايتها . أوامرك مطاعة ، وطلباتك مجابة ، تغتمُّ لحزنك ، وتضيق لغضبك ، تشقى لك أنت ، تتعب حتى تهنئ أنت ، فكم من دموع عنك أزالتها ؟ وهموه عن صدرك أزاحتها ؟ حتى إذا صلب عودك ، وزهر شبابك ، كنت انت عنوان فخرها ، ورمز مباهاتها ، تسر بسماع أخبارك ، وتسعد برؤية آثارك ، فكم من دعوات لك تجلجلت في ظهر الغيب وأنت لا تدري ؟ وكم من ابتهالات سالت معها الدموع على المآقي من اجلك وأنت لا تشعر ؟ . تعطيك كل شيء ولا تطلب منك أجرا ، وتبذل لك كل وسعها ولا تنتظر منك شكرا ، أحسنت إليك إحسانا لا تراه ، وقدمت إليك معروفا لن تُجازاه . فهاهي قد تقضى شبابها ، وعلا مشيبها ، ورقّ عظمها ، واحدودب ظهرها ، وارتعشت أطرافها ، وزارتها اسقامها ، في هذه "الحالة " لا تنتظر منك إلا قلبا ً رحيما ، ولساناً رقيقا ، ويداً حانية . * للأمــانـة .. مـنـقـول* |
الإشارات المرجعية |
|
|