بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » إنَّــــــــــــــــــه الله !!

ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول

 
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 01-11-2005, 08:07 AM   #1
سميّة بنت خياط
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Sep 2005
المشاركات: 237
إنَّــــــــــــــــــه الله !!

منذُ فترةٍ طويلةٍ وفي هاجسي وخاطري أنْ أكتُبَ حديثاً لا كالأحاديثِ ...حديثاً يَسلبُ اللب معناه لالفظه ...يطيرُ بالروحِ عالياً إلى الأعلى ...يسبحُ في فضاءِ الحبِ الخالدِ الأبدي ...يَشرحُ البالَ ...ويُطمئنُ القلبَ ....وينعشُ الفؤادَ !!

أوليس هو من قال : ( ألا بذكر الله تطمئن القلوب ) !!؟

إنه حديثٌ عن الخالقِ ...وقفاتٌ من عبدٍ أو أمةٍ لا تساوي شيئاً بين آياتهِ ومعجزاتهِ ...حديثٌ من ضعيفٍ آبقٍ عن سيدٍ مالكٍ متصرفٍ فعالٍ لمايريدُ ...

لقد هاج القلمُ وماج في ثناءِ العبيدِ الضعفاءِ ...أولئك الذين ليس في أيديهم نفعٌ ولاضرٌ ولا إعطاءٌ ولامنعٌ ...ونسي القلمُ أنْ يَشكُرَ ويُثني ويَمدح مَنْ قال عنه رسوله صلى الله عليه وسلم : (ولا أحد أحب إليه المدحة من الله ) ويعلق عليه ابنُ حجر : قال القرطبي :والمدح الثناء بذكر أوصاف الكمال والأفضال ...

نعم أين أنتَ أيُّها القلمُ السيال ...أين غبتَ عن مولاكَ حتى رُحتَ تعبث هنا وهناك ...ورَبُّكَ في سمائهِ يراكَ ويَطلعُ عليكَ الآن ويَداكَ وأصابِعُكَ _ التي هي من نعمه _ تنتقلُ بين الحروف لتنظمِ الجملَ والكلماتِ ...ويلٌ ...ثمَّ ويلٌ ...ثمُّ ويلٌ‏ لك أيُّا القلمُ البائس !!؟

ألا من فرصةٍ أو لحظةٍ أو دقيقةٍ لتكفر بها عن سوءِ فعلتك !!


بلى هاهي الفرصةُ الآن بين يديك !!

ماذا عساي أنْ أقول فإن يدي ترتعش وحرفي يضطرب وعيني تزيغ وقلبي يرتجف خوفاً وهيبةً وجلالاً من عظمته وكبريائهِ ...

كيف أخُطُ الجملَ بل :

من أين أبدأ والمحامد كلها *** لك يا مهيمن يا مصوريا صمد

لن أستطيع أن أصفهُ أبلغ مما وصفَ به نفسه :

هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ{22} هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ{23} هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاء الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ{24}


إنَّه اسم ( الله ) _أيُّها الفضلاء_ هو الاسم الذي تعشقه النفوس وتلهج إليه الألسنة وتُرفع إليه الأكف ...إنه مجيب المضطر وكاشف السوء لا إله معه ولانظير له ولاسمي عَزَّ عن الصاحبة والولد ...إنَّه الذي يردد المؤذنون اسمه عالياً في كل يومٍ خمساً ( اللهُ أكبر ) ...إنّّه ( الله ) الذي ينصر عباده ويعز جنده ويخزي الباطل وأهله ...إنّه ( الله ) الذي تعرف كلَّ المخلوقاتِ فضله فتسبح بحمدهِ ...إنّه ( الله ) الذي يُعبد في الشرق والغرب فحيثما وليتم فثمَّ وجهه ...إنّه ( الله ) الذي يراك حين تقوم وتقلبك في الساجدين ...إنّه ( الله ) الذي يشفي المريض ويطعم الفقير ويرزق الطير في سمائه والحوت في بحره والنل في جحره ...إنّه ( الله ) الذي يحب عبده الأواب الخائف التواب ...الضعيف المنكسر ...الأواه المنيب !

ارفع رأسك أو اخفضه ...لن ترى سوى مخلوقاته ! ...سافر بعيداً أو ارتقى في السماء أو اخرق الأرض لتغيب عن الأنظار لن تغيب عن عينه !

ما أجله ...وأعظمه ...وأكمله ...
تأمل في نبات الأرض وانظر *** إلى آثار ما صنع المليك
عيون من لجين شاخصـات *** بأحداق هي الذهب السبيك
على كثب الزبرجد شاخصاتٍ *** بأن الله ليس له شريــكُ

في آياته ومخلوقاته رمز وحدانيته وقدرته وتفرده ...

وفي كل شيء له آية *** تدل على أنه واحد

هذا هو ( الله ) أو ( الرحمن ) أيّاً ما تدعوه به فله الأسماء الحسنى ...أوليس من هذا خالقه حق عليه أنْ يعبده حباً فيه ووصالاً وشوقاً لرؤيته وطعماً في جنته !

لِمَ كَفَرَ الكفار وتَنَصرَ النصارى وتَهودَ اليهود وألحد الملاحدةُ وربهم في سمائه وعلوه يناديهم بلطفٍ ويدعوهم ( اعبدوا ربكم ) !!

لِمَ يحقدُ أو يحسدُ النّاس بعضهم بعضاً على ما آتاهم الله من فضله وهو مَنْ قسم الأرزاق بينهم بمنته وفضله ( يرزق من يشاء بغير حساب )!!

لِمَ يتوكل النّاس على أمثالهم من الضعفاء وهو الذي عليه التكلان وبه المستعان ( وعلى الله فتوكلوا )!!

لِمَ تفرق المؤمنون وتنافروا وهم يعبدون واحداً في ألوهيته وقد اختصهم بالأُخوة الإيمانيّة ( إنما المؤمنون إخوةٌ )!!

لِمَ قنط الصالحون من نصره القريب وفرجه العاجل لأوليائه ( كتب الله لأغلبن أنا ورسلي ) !!

لِمَ فرط المذنبون في عبادته والانطراح بين يديه وهو يفرح بتوبتهم ويناديهم ( قل ياعبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لاتقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً ) !!

لِمَ تنكب الصراطُ فئام ظنوا النصرة والرفعة في الغرب أو في الشرق وأخذوا قوانيهم وسننهم وكتابه واضح المعالم بين أيديهم ( وأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ ) !!

لِمَ لم يتدبر المؤمنون في أسراركتابهِ وينظرون أخباره ( كتاب أنزلناه إليك ليدبروا آياته ) ...!!

أين أولئك القوم من ذلكم الأديب العالم ذو النفس الشفافة والعين الرقراقة وهو جالسٌ بين أصدقائه في حديث سمر وإذ بصوت المذياع يتلو القاريء بخشوعٍ سورة النجم فيقول عن نفسهِ : فنسيتُ صحبي وسمرهم وكلامهم ثمَّ طارت النفس إلى الأعلى مع المصطفى حيثُ طار إلى لقاء ربه في معراجه ....ثمَّ يقول : ولم أحس بنفسي إلا وأنا أرتجف واهتز والبكاء يُسمع والعين تدمع مع آخر آيةٍ فيها ( فاسجدوا للهِ واعبدوا ) !! (1)

أين أولئك من ذلكم الرجل المعلق قلبه بربهِ والنّاس في لهوهم وعيدهم وهو في عالم غير عالمهم فيقول مرتجزاً :

النَّاس كلهم للعيد قد فرحوا *** وقد فرحتُ أنا بالواحدِ الصمدِ
النّاس كلهم للعيد قد صبغوا *** وقد صبغتُ ثياب الذلِ والكمدِ
النّاس كلهم للعيد قد غسلوا *** وقد غسلتُ أنا بالدمع للكبدِ

مالنا ...لا ننظر لحالنا ...وكيف صرنا ...حين نسيناه ...وتعلقتْ القلوب بغيره ...ونسي العابدون أن يلهجوا بذكرهِ ...

هل تُراني استطعتُ أنْ أصفه أو أعدد نعمه !! كلا _ والله _ لو كانت لي السماوات والأراضين صحفاً والشجر أقلاماً لما انتهى الكلامُ عن ذاته وأفضالهِ ..

لكني سأُردد في خلواتي ووحدتي :

دعوني أُناجي مولى جليلاً *** إذا الليل أرخى عليَّ السُّدُولا
نظرتُ إليكَ بقلبٍ ذليلٍ *** لأرجو به يا إلهي القبولا
لك الحمدُ والمجدُ والكبرياءُ *** وأنت الإله الذي لن يزولا
وأنت الإله الذي لم يزل *** حميداً كريماً عظيماً جليلاً
تُميتُ الأنامَ وتُحيي العظام *** وتنشي الخلائق جيلاً فجيلا
عظيمُ الجلالِ كريمُ الفعال *** جزيلُ النوال تُنيل السَّؤُولا
حبيبُ القلوبِ غفور الذنوبِ *** تُواري العيوبَ تُقيل الجهولا
وتعطي الجزيلَ وتُولي الجميلَ *** وتأخذُ من ذا وذاك القليلا
خزائنُ جودكَ لاتنقضي *** تَعُمُّ الجوادَ بها والبخيلا


والسلام عليكم !!

__________

(1) وهذا الرجل هو الأديب الشهيد سيدقطب _رحمه الله _ ذكر ذلك في كتابه ظلال القرآن عند تفسير سورة النجم .


__________________

المرءُ بأصغريه ...قلبهِ ...ولسانه ...!

آخر من قام بالتعديل سميّة بنت خياط; بتاريخ 01-11-2005 الساعة 08:18 AM.
سميّة بنت خياط غير متصل  


 

الإشارات المرجعية


قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 01:29 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)