[إبراهيم اليحيى]

مداينة إبراهيم الربدي
للملك عبد العزيز

من المستفيض عند أهل بريدة بحسب روايات محمد بن ناصر العبودي في كتابه (معجم أسر بريدة) أن عائلة الربدي عائلة ثرية يستدين منها الأمراء والحكام.
حدثني والدي عبد العزيز بن إبراهيم اليحيى عن محمد بن إبراهيم المبارك الحميد أن الملك عبد العزيز آل سعود كان في بريدة وكان محتاجا لمبلغ (150) جنيه ذهب؛ فنادى أبو صالح محمد بن صالح الملقب بـ(شلهوب) وأعطاه السيف (الأجرب) ( ) وقال له: اذهب إلى الصيرفي محمد بن عبد الله المسفر وقل له يعطيك (150) جنيه ذهب، وأعطه السيف رهانة.
فلما وصل شلهوب إلى ابن مسفر وقال له ما قاله عبد العزيز، اعتذر ابن مسفر وقال: الآن ليس عندي من المال إلا أموال لها أصحاب في أي لحظة يطلبونها.
فعاد شلهوب إلى الملك عبد العزيز يريد أن يخبره الخبر وكان الوقت أول النهار، فصادف في الطريق إبراهيم بن محمد الربدي؛ فلما رأى الربدي شلهوب قال: أبو صالح تعال خلنا نقهويك.
دخل شلهوب في ضيافة الربدي فوجد النار موقدة والقهوة والحليب والحنيني فقال: ليت معنا عبد العزيز يتقهوى ويشرب الحليب ويأكل الحنيني.
قال الربدي لشلهوب: وش عندك؟
أخبره شلهوب الخبر، فقال الربدي: بالأمس وصلتني فلوس 300جنيه لنا إبل بايعينهن في عمّان، وهذاهن بأكياسهن؛ خذهن عطهن عبد العزيز.
قال شلهوب: خذ السيف الأجرب رهانة.
قال الربدي: ما هيب أعز علينا من عبد العزيز إن سلم عبد العزيز ما يضيع حقنا وإن راح فما هن أعز وأغلى علينا من راسه.
فخرج شلهوب يدرج إلى مقر إقامة الملك عبد العزيز وكان الملك عبد العزيز يرقب الجردة من أعلى قصر بريدة وقد رأى ابن شلهوب ومعه السيف الأجرب، فقال الملك عبد العزيز لشلهوب من بعيد: بشر يا أبو صالح، وش صار؟
قال شلهوب: ابشر بالخير ليتك معي عند الربدي، فقص له الخبر. انتهت القصة.

ليعرف الجميع فضل أهل بريدة، وأنهم رجال مواقف.