[رامي الرامي]

بسم الله الرحمن الرحيم

حمداً لله وصلاة ًوسلاماً على رسول الله، وعلى آله وصحبهِ ومن والاه أما بعد :

يقول الله تبارك وتعالى:
(يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ} (11) سورة المجادلة ،



إليكم ياشباب القصيم عموماً وشباب بريدة خصوصاً هذا الحديث أقول لكم فيه :



لا تُغلَـبُوا على التتلمذ على إمام الزهد في عصرنا !!



فلله دره من عالمٍ وزاهد ..



ولله دره من إمامٍ وعابد ..



بقيةُ السلفِ الصالح ، إمامُ عصرهِ ، ووحيدُ دهرهِ ، في تعبده وتنسُكه ، أحسِبه كذلك والله حسيبه، ولا أزكيه على الله ، غنيٌ عن التعريف ،
هو فضيلة الشيخ محمد بن سليمان العليط حفظه الله وسدده ..


ماذا عساي أن أقول عنه ؟؟



أي شيءٍ أبدأُ به ، وأي شيءٍ أنتهي منه ، !!



تريدون زهدهُ فهو إمامٌ فيه ..

تريدون ورعهُ فهو إمامٌ فيه ..

تريدون علمهُ فهو إمامٌ فيه..



أقف على شيٍ يسير من برنامجه اليومي، مع بعض التنبيهات لمن سيتشرف بالحضور عنده ، ويكفي من القلادةِ ما أحاط بالعنق..



ياشباب :



الشيخ له سنون طوال ملازم في المكث في المسجد للقراءة عليه من كتب أهل العلم ، له مايربوا على الثلاثين سنة إن لم يخب ظني .



تراه يجلس للطلاب مرة في الأسبوع أو مرتين أو ثلاثاً ؟؟ لا بل يجلس للطلاب في اليوم ثلاث مرات للقراءة عليه !! جلد عجيب وصبر رهيب !! برنامجه اليومي كالتالي:

بعد صلاة الفجر يجلس لورده اليومي حتى تخرج شمس الأصيل ثم يجلس في مكانه المعتاد في مؤخرة المسجد، ثم يبدأ جموع الطلبة باالالتفاف حوله ثم يجلس في الشتاء إلى قريب العاشرة ، وفي الصيف إلى قرابة التاسعة صباحاً، ياله من جلد عظيم !!

ثم يخرج من المسجد إلى بيته فإن كان معه شيئٌ من مال وزعه على الفقراء والمحتاجين ، و إلا ذهب إلى بيته ، ثم يأتي إلى المسجد قبل صلاة الظهر بنصف ساعةٍ تقريباً.



ثم يركع ماشاء الله له أن يركع إلى قبيل وقت النهي ثم يتلو الكتاب العزيز إلى أذان الظهر ، وبعد الصلاة يجلس للطلاب ليقرؤوا عليه وربما لم يخرج من المسجد حتى العصر!! من كثرة رواده من الشباب الطيبين أصلح الله الجميع ..



وفي وقت العصر يقرأ على المرضى بالرقية الشرعية ، وماأكثر رواده من المرضى شفاهم الله .



أما المغرب فلا علم لي به ، وإن كنت أظنه يكمل القراءة على المرضى ولا أجزم بهذا .



وبعد صلاة العشاء يجلس للطلاب ليقرؤوا عليه !! أرأيتم مثل جلد هذا الإمام !! ولا يدعك تكثر من القراءة وقت العشاء لأنه في الغالب يكون يداعبه النوم وربما نام وأنت تقرأ، ولكنه أخذ عهداً على نفسه أن لا يترك شيئاً اعتداده من عشرات السنين !!



وبعد أن ينتهي الطلاب من القراءة عليه يذهب للنوم إلى وقت السحر ثم يقوم باقي الليل إلى الفجر وهكذا دواليك كل يوم ...



تنبيهات مهمة :



1- الشيخ ليس درسه درساً علمياً مؤصلاً، بل هو على طريقة السلف ، تأتي بأي كتاب ثم يعلق الشيخ تعليقاً بسيطاً ، وأكثر مايحبذ الشيخ من الكتب كتب الرقاق ، وكتب الشيخين ابن تيمية وابن القيم ، والإمام المجدد محمد بن عبدالوهاب، والعجيب أن الشيخ يحب بل ويستأنس بقرائتك عليه كتب الشيخ بكر بن عبدالله أبوزيد شفاه الله..



2- الشيخ حفظه الله لن تفهم ما بقول بحضورك له مرة أو مرتين !! بل لابد من المواظبة ، لأن صوت الشيخ منخفض جداً ولا يفهمه إلا من واضبط على الحضور إلا مدة بسيطة .



3- فيه ميزة أعتقد أنها ليست في علماء عصرنا وهي : أنه يدعوا للذين يقرأون عليه ويحضرون درسه !! فلله دره .



4- الشيخ حفظه الله لا يكثر من التعاليق أثناء قرائتك ، بل ربما قرأتَ مرة ولم يعلق على شيءٍ مما قرأته ، بينما تجده يكثر من التعاليق في أمور الرقائق ودقائق النفوس .



5- الشيخ بطبعه بسيط غير متكلف ، فتجد القهوة والشاي في درسه ، وتشربها هنيئاً مريئاً بإذن الله ، من كبير في السن رجلٌ يدعى الصنات ويغضب إن أردت أن تصبَّ عنه ، لأنه اتخذ خدمة طلبة العلم قربة لله !! وفقه الله للخير .



6- كثير هم الذين يحضرون ولا يقرأون ، بل يستفيدون من مجالسة الصالحين ، ورياض الذكر ، فلا تحرم نفسك الأجر وفقت للهدى.



7- يحضر جلسات الشيخ طبقات من الناس ، فطالب العلم الكبير، المبتدئ، والغني ، والفقير، والعاقل ، والمجنون !! وهذا شاهدته بأم عيناي ، وربما شحذوا الشيخ فأعطاهم أو منعهم إن أكثروا الترداد .



8- في النهاية الشيخ في مؤخرة العمر ، والأعمار بيد الله لكن : عليكم يا شبابنا بلزومه ولو لفترة بسيطة ، لتنالوا شرف التتلمذ عليه ، و الأخذ من زهده وورعه، وترقيق القلب في حضور مجالسه ، وهذا لايعرفه إلا من جرَّب. وفق الله الجميع لما يحب ويرضى ..





أعتذر عن الإطالة ففي الجعبة الشيء الكثييييييير عن الشيخ متعه الله بالصحة والعافية ..



وإن أردتم مزيد بيان عنه حفظه الله فأنا مستعد لذلك..





كتبه : رامي الرامي