[مدحت شوقي بريده]

يتساهل الكثير من الناااااااااس في الولوغ في اعراض اخوانهم او اخواتهم ..
ويتتبعون عوراااتهم ويفرحون بزلاتهم ..

ومن هذه التتبعااااااااات ماحصل لأحد الأخوة الافاضل في بريده
جعله الله مباركاً اينما كااااااااان ..

وحينما تسئل هولاء ولماذا اقدموا على هذا العمل .. لرفعوا لك شعار الاصلااااح والتقويم ..
ولكنهم والله انهم يبررون لأنفسهم سوء اعماالهم ..
وهم والله ابعد الناس الى الاصلااااااااح وجميل الصنيع بالقول والعمل ..

اخي الكريم انظر هنا الى هذا التهديد والوعيد الشديد الى متتبعي العوراااااااات والتشهير بالناس ..
(من كشف عورة أخيه المسلم كشف الله عورته حتى يفضحه في بيته) (ابن ماجه).

وانظر في المقابل ايضاً الى هذا الحديث :
عن أبي الدرداء أن رجلا نال من رجل عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله: (من ردَّ عن عرض أخيه كان له حجاباً من النار)


أما من يعمل هذه الاعمال وذلك للتسليه والتمتع في خفايا البيوت واسرارها والتلصص عليها لاظهار عوراتها فإنهم والله على خطر عظيم ..

فقد شبههم الله تعالى بأبشع الصور وأخزاها ..
فقال جل من قائل :
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ} ..

وايضاً امرنا رسولنا الكريم بقوله ..
(ولا تحسسوا ولاتجسسوا) وقال (من استمع إلى حديث قوم وهم له كارهون صُب في أذنه الآنك يوم القيامة) (البخاري).

والحكمة في النهي عن التجسس وتتبع العورات فهي في قول الرسول صلى الله عليه وسلم ..
{ إنك إن تتبعت عورات الناس أفسدتهم أوكدت أن تفسدهم } (أبو داوود وابن حبان)

ومن صور الستر عند صحابة رسول الله قصة أبوهيثم مع جيرانه الذين يشربون الخمر إذ أراد أبو هيثم أن يبلغ الشرطة لهم فنهاه أحد الصحابة وقال له ( عظهم وهدِّدهم ) ..
فإني سمعت رسول الله يقول (من رأى عورة فسترها فكأنما استحيا موءودة في قبرها ) (رواه أبوداوود والنسائي)

ولنا في رسولنا الكريم ايضاً وقدوتنا خير مثّل وقدوة ..
في قصته مع الغامدية التي جاءت معترفة بالزنا وهو يتيح لها الفرص واحدة بعد الأخرى لتتراجع عن اعترافها ..
فهل هناك أعلم بحدود الله من رسوله الكريم ومن ثم صحابته ..

ثم يأتينا من يأتينا من أناساً من المسلمين يصرون على تتبع عورات المسلمين ..
وهتك ستر من ستر الله عليه من عباده من اصحابهم او اقربائهم او اخوانهم ..


اخوتي ..
يقول احد الافاااااضل ..
متى نعلم أن الدين ستر لا فضيحة
و رحمة لا قسوة
وفضيلة لا رذيلة ..
وإن من الإسلام سلامة الناس من لسانك ويدك وترك مالا يعنيك
فوالله لايؤمن احكم حتى يحب لأخيه مايحبه لنفسه ..



ولعلي اختم هنا في كلام جميل للشيخ سلمان العوده
عن بعض اسباب تتبع العورات
ومن اهمها وهو الحسد ..


وفي نفس الإطار، إن كان في فضح السر وكشف الستر عن صاحب السر ضرر يلحقه في نفسه أو ماله أو بدنه أو مركزه الاجتماعي فإن الغالب أن يكون ذلك عن عداوة باطنة أو حقد خفي أو حسد دفين، وذلك من الهوى. قال الغزالي: "منشأ التقصير في ستر العورة أن السعي في كشفها سببه الداء الدفين في الباطن، والحقد والحسد، فإن الحقود الحسود يمل باطنه الخبث، ولكنه يحبسه في باطنه ويخفيه ولا يبديه إذا لم يجد له مجالاً، وإذا وجد فرصة انحل الرباط وارتفع الحياء وترشح الباطن بخبثه الدفين".

ويزداد ذلك الهوى ضراوة إذا انحل رباط المودة فعاد عداوة. فإن لم يكن للصديق القديم عاصم من دين يعتصم به استغل تلك الأسرار القديمة، وأصبحت في يديه سلاحاً يقتل به عدو اليوم أخاه بالأمس. وقال بعض الحكماء: لا تصحب من يتغير عليك عند غضبه ورضاه، وعند طمعه وهواه، بل ينبغي أن يكون صدق الأخوة ثابتا على اختلاف الأحوال. ومن هنا كان حفظ الأسرار يحتاج إلى قوة نفسية، وإرادة حازمة، تتمكنان من مغالبة هوى النفس، والتغلب عليه. فالإفشاء ناشئ عن قلة الصبر في هذه المعركة النفسية.


والله اعلم ..