|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
21-11-2005, 08:24 PM | #1 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Mar 2005
البلد: بريدة النماء
المشاركات: 413
|
أعــذب التاريخ ... أكـذبه !!
الأحداث تتوالى ، والأيام دول ، تتغير الأزمان ..و تتقلب بين أفراح وأحزان .. فمن سره زمن ساءته أزمان ، قيام يخلفه سقوط ، وانتصار يعقبه انهزام ، وإعزاز يتبعه إذلال ، سير وأبطال ، معارك وغزوات ، حروب وانتصارات . أحداث لا يغادرها التاريخ .. ولا ينساها الزمان !! وكُتِبَ التاريخُ ! فعل ماض .. مبني للمجهول !! أي مجهول هذا الذي يتوارى خلف أقلامه ومحابره .. ثم يحور التاريخ في أحرف وكلمات .. يملأ بها القراطيس ، حتى إذا مات الأشهاد ، وانقطعت الأخبار ، ووري جسد الحقيقة والواقع الثرى ، ظهرت تلك القراطيس تغسل العقول ، وتسحر الألباب .. وتغير الحقائق ، وتحجب الشمسَ بغربالٍ !! كُتِبَ التاريخُ بفعله المبني للمجهول .. وهو لا يخرج عن ثلاث حالات .. أما الحالة الأولى فتغلفها العاطفة ، ويؤطرها الحب ، ويرسم ملامحها النفاق ، ويكتب تفاصيلها التقرب زلفا ، يكتب المؤرخ الأحداث بيده اليمنى .. وفي يده اليسرى صرة من دنانير .. تساهم في تغيير الحقائق ، ورفع بعض الشخصيات لمرحلة القداسة والنبوءة .. فتعمي النقود بصره وبصيرته ، وتفتح المجال لقلمه ومحابره .. ليخفي الحقائق ، ويزور الأحداث ، ليجعلها في صالح من اشتراه عبدا له ليؤرخ له ويكتب سيرته .. فنقرأه تاريخا مجيدا عذبا سلسبيلا .. ينقلنا لتلك الحقبة من الزمان لنعيشها بتفاصيلها بأحداثها بصراعاتها .. ولا يبهرنا من ذلك إلا الشخصية الملائكية للقائد العظيم ، أو الملك الهمام ، الذي كتب من أجله التاريخ !! وأما الحالة الثانية ... فيعميها الحقد ، وتدفعها الضغينة ، وتؤطرها الكراهية ، تهضم الحقوق ، وتغير الحقائق ، تمسك بمشرط التشويه ، وتشعل مشعل الإحراق ، تتجه نحو المساوئ ، وترفض أو تنكر المحاسن ، تسلب من أهل الفضل فضلهم ، و تغتصب من أهل الحلم حلمهم ، وتسرق من أهل الشجاعة شجاعتهم ، تعمي العداوة البصر والبصيرة ، فلا تبصر إلا بعين السخط التي تبدي المساوئ ، وتعمى عين الرضا التي هي عن كل عيب كليلة ، وتشترك مع سابقتها في الشراء والدفع ، فهناك أياد خفية .. تمد الدنانير لكاتب التاريخ من أجل تشويه سيرة بطل ، أو إلغاء حكمة عاقل ، وحنكة مغوار .. أو بطولة قائد .. فقط بدافع الكراهية والعداوة والبغضاء !! وأما الحالة الثالثة ، فهي تنتهج منهج الوسط - وما كان التوسط في شيء إلا زانه - فلا مبالغة في مدح أو قدح ، فلا نفاق في مدح ، ولا ضغينة في قدح ، تظهر المحاسن ، وتصور الحسنات ، وتذكر الإبداعات ، وتشير إلى البطولات ، ثم تعرض لبعض السلبيات والعيوب والمساوئ والأخطاء ، فلا تجد حرجا من ذكرها ،لكنه تصوير الواقع الذي يتوافق مع طبيعة البشر ، فلا خيال يشطح بالكاتب ليجعل من تلك الشخصية خرافية أو ملائكية أو ذات قدرات ليست لبقية البشر ، بمبدأ [ أحبوه غصبا عنكم ] ولا تجاهل يسفه تلك الشخصية وينقل كراهيتها لكل من يقرأ عنها بمبدأ [ اكرهوه غصبا عنكم ] .. وتلك على قلتها وندرتها ، تكتب للتاريخ .. الذي لا يدفع ثمنا لأحد قط !! كل التقدير لكم
__________________
انا ولد شيخ لي هيبة وشخصية الارض ارضي وكون المرجلة كوني وهامتي فوق السحاب |
الإشارات المرجعية |
|
|