[شاكر الحصني]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله اما بعد :
فلقد حثت الشريعة الإسلامية على الفرحة وجلب السرور وإدخاله على المسلمين في كل وقت بل هو محبوب عند الله كما قال صلى الله عليه وسلم ( احب الاعمال الى الله سرور تدخله الى قلب مسلم )

كما حث ديننا بسماحته ويسره على ادخال السرور على الأهل وخصوصا في الانفاق عليهم وهو من السرور ورتب على ذلك اجراً عظيماً قال صلى الله عليه وسلم ( افضل دينار ينفقه الرجل دينار ينفقه على اهله )

وقال صلى الله عليه وسلم ( دينار انفقته في سبيل الله ودينار انفقته في رقبه ودينار تصدقت به على مسكين ودينار انفقته على اهلك اعظمها اجرا الذي انفقته على اهلك)

وفي هذه الأيام يعيش المجتمع افراح متنوعة مابين نجاح دراسي أو اجتماع اسري او زواج اوفرح بمولود وغيرها كثير من المناسبات السعيده ادام الله الفرح والسرور على جميع المسلمين وهذا منتمام شكر نعمة الوهاب جل جلاله ، الذي يعطي كثيرًا ويمنح كثيرًا

لذلك فإن الله يحب أنيرى أثر نعمته سبحانه على عبده بالفرح والسرور والاغتباط والسعادة بعيداً عن الاسراف والتبذير وارتكاب المخالفات الشرعية

فمن حق ابناءنا وبناتنا ان يكافأوا على جهد سنة دراسية تكللت بالنجاح فيُمنحون الفرصة للتعبير عما في نفوسهم بفرح وسرور منضبط اما برحلات خاصة سواء الى مكة او المدينة او إمتاعهم بحضورهم المهرجانات المنضبطة هنا وهناك

وانها لفرصة عظيمة بهذه المناسبات ان يعطي الوالدين جل وقتهم وعاطفتهم واهتماماتهم لاولادهم حتى لايبحثون عنها في مواقع أخرى سيئة

فليخرجوا مع اُسرهم سوياً للبراري والاستراحات الخاصة وليتجرد الوالد من ابوته والام من امومتها في تلك اللحظات الخاصة ليكونوا كالأخوة مع ابناءهم وبناتهم فيمازحوهم ويلعبوا معهم ويتسابقوا معهم وهذا والله لاينقص من قيمة الوالدين

فقد كان صلى الله عليه وسلم يمازح الصبيان والبنات من آله صلى الله عليه وسلم ومن غيرهم من ابناء المسلمين

بل لم يكن ينهرهم وهم يعتلون ظهره صلى الله عليه وسلم وهو في الصلاة

ومن إفراح الابناء شراء مايحتاجونه من العاب ومُسليات هادفة تنمي مواهبهم لعبا وترفيها وعلماً

وفي مناسبات افراح الزواجات من حق الجميع أن يفرحوا بماشرع الله فالمشروع للنساء في ليالي الأفراح ، ضرب الدف المحاط بالجلد من جهة واحدة ، بكلام تقي نقي ، لا فاحشة فيه ولا رذيلة ، وبدون إظهار لأصوات النساء عبر المكبرات

فلنجعل لأولادنا وبناتنا وأسرنا حظاً من الفرح المشروع حتى لاتمل النفوس فإن للنفس حق في ذلك كما قال صلى الله عليه وسلم

فاأعطوا كل ذي حق حقه من غير اسراف ولاترف ولاخيلاء أو خروج عن المشروع من دين الله تعالى

وكما ان ديننا يحث على الفرح المشروع فإنه ينهى عن الفرح المذموم الذي فيه مخالفة لشريعة الله

فمما ينهى عنه عبادالله إصطحاب الموسيقى في افراح الزواجات ولبس الملابس الضيقة والفاضحة لأجزاء اجسام النساء سواء كن صغارا او كبارا

ومما ينهى عنه الاسراف في المأكل والمشرب والملبس

ومما ينهى عنه اطلاق العنان للأبناء ليسرحوا ويمرحوا في الشوارع والطرقات مع اصحاب يقودونهم الى السوء وفعل المنكرات

ثم أما بعد : فإن الفراغ مع وجود المال مفسدة أيما مفسدة ولهذا فلينتبه اخواننا المسلمين من ضياع أوقاتهم في مايغضب الله بحجة انهم في إجازة فيُمْتع نفسه بالمباحات التي تلهيه عن فعل الطاعات في وقتها ناهيك عن من يضيعها على رؤية بعض المنكرات أو شرب بعض المحرمات والمكروهات

ومن السوء بمكان أن تضيع الأوقات من الأباء بإمتاع انفسهم فقط دون ابناءهم كما هو حال بعض المسلمين في بعض الاستراحات التي يقضون فيها جل اوقاتهم بعيداً عن الزوجات والاولاد وهذا قد ينعكس سلبً على الأسرة فتبحث عن الإمتاع في أماكن غير مأمونة ونتائجها غير سليمة

فليتقِ الله كل مسلم وليخشاه فإن الله سائل كل راعٍ عما استرعاه والله مجازٍ على كل عمل إن خيراً فخيرا وإن شراً فشرا

اللهم إقسم لنا من خشيتك ماتحول به بيننا وبين معصيتك ومن طاعتك ماتبلغنا به جنتك ومن اليقين ماتهون به علينا مصائب الدنيا

وصلى الله وسلم على نبينا محمد
الشيخ/ فهد عبدالرحمن السرداح