بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » على حافةِ سرير زوجته , حضرَ طيـْفُ طليقته !!

ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول

 
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 07-07-2012, 10:17 PM   #1
معاني17
كاتب مميّز
 
صورة معاني17 الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Jun 2009
البلد: جوار ضريح أمي .
المشاركات: 623
على حافةِ سرير زوجته , حضرَ طيـْفُ طليقته !!

*

عاد إلى شقته ثم انزوى في أقصاها ..
بصحبة ورقة وقلم , وكتب رسالة إلى امرأة ..
هو على يقين أنها لن تصلها !


الآنَ أقتسمُ مع زوجتي أسفلَ سريرَها الأبيضَ ..
ذبولـُها وأنـّاتُها تمزِّقُ قلبي , نظراتـُها وكأنها تعتذرُ ..
أنْ قد أهدتنِي بنية , ليقينها أنّني تمنّيته ولدًا ..
رُغمَ أنّي لم أتفوّه بذلك قط !

حاولتْ كفّ قدميها عنّي , لكنّها لا تستطيعُ ..
فقد بـُقِرَ بطنُها لأجلِ ابنتي و فرحتِي ..
وضعتُ يدي على قدميها , ولو لم تكن أمُّها حاضرةً لقبـّلتـُهما ..
فهي المرأةُ التي جعلتني أباً , وقـَبـِلتني بكلّ عيوبي ..
ولو لم يكن لي عيبٌ سواكِ لكفى

يا لـ قلبي الخائِن التائِه ! لِمَ حضرَ طيفـُكِ الآن ؟!
فقد تلاشيتِ من ذكراي بكلّ تفاصيلكِ , حتى كدتُّ أنسى ملامحَك
لِمَ الآنَ يا قلبي ؟! فليسَ لحبي القديم مكانٌ هنا ..
آآهٍ يا طيفٌ حضر, ليتكِ الآنَ ترفعين تلك الستارةَ ..
وتنظرين إليّ عن كـَثبٍ , وأنا أحتضنُ بـِكري ..
سأسرفُ في فرحتِي , حتى أُوغِلَ في عذابِك ..

لا لا هذا لن يحدثَ , ولن يجدي ..
بل سأصورُ كلّ هذا في مقطعٍ واضحٍ وإخراج مبدع ..
وسأداعبٌ ابنتي بأهازيجَ كنتِ تحبين سماعَها , وترددينها معي ..
وسأبعثه لكِ في ليلةٍ حالكةٍ , أرّقكِ التفكيرُ بي ..
وما ذاكَ إلا لأتمادى في دفعِك نحوَ فراغاتِ العدمِ والندمِ ..

بنيتى .. أخذتِ الكثيرَ من ملامِح أمِّها ..
وما أوجعني حقـّا وفتـَكَ بي , أنّني رأيتكِ فيها ..
َصَرختْ بُنيّتي في وجهي , وكأنّها تنتصرُ لأمّها , ولسان حالها ..
أبِي كـُفّ عن هذا , أرجوكَ أبي , وانظرْ لأمّي ..
وابقَ معنا كُلك , فنحنُ بحاجتِك , ونحنُ من يستحقك ..
اطمئنّي بنيّتي فكلـّي لكُما , وسأحبكِ أنتِ ..

أوتعلمين ؟ يا طيفي العائدِ الجاحدِ ..
لم ولن أبخسَ أمّها شيئـًا من عاطفتِي ومشاعري ..
أنتِ من علمتِني كلّ هذا , فصِرْتُ بعدَك مُمثـلا بارعاً ..
أتقنُ دورَ العاشِق وأحاديثَ الهوى ..
علمتنيه بصدقٍ من منابِعه , فكررتُ كل تفاصيلي معكِ ..
وهاتيك الليالي بدءًا من أوّلها حتى بداياتِ فتوركِ ..
وارتياباتكِ وشرودكِ , وإصغائكِ لمن هدمَ أمانينا !

كان مسلسلُ الجزءِ الثاني لزواجي باهتـًا ..
رغم أنها تفوقك في كل شيء , نعم كل شيء ..
إلا أن قلبي المتحجّر لا زالَ صلدًا شرودًا معها ..
ويحنُّ إلى حُبـّه البـِكر, ذلك القـَدَرُ الذي ما فتِئ ..
يفسدُ عليهِ لحظاتِه الجميلةِ !


ليتَ قلبي ينقادُ لعقلي , لمَا كنتِ حاضرةً الآنَ ..
فليستِ أنتِ سيدة اللحظةِ , بلْ من أهدتنِي كلّ شيء ..
حتى ابنتي فزتُ باحتضانِها في أقلّ من سنة ..
تلكَ الهدية التي عجزتِ أنت عنها في سنين ..
أنا لا ألومُك , فتلكَ إرادةُ الله ..

ما كسرَ قلبي هو تخلـّيك عنّي لمجردِ الشكّ ..
وذهبتِ تبحثينَ عن ذريةٍ عندَ رجلٍ غيري ..
ولم أكنْ لأفعلَ رغمَ يقيني أنـّك السببُ ..
كيفَ فاتكِ كلُّ هذا يا ذاتِ الدهاءِ والفطنةِ ؟!

وحتى أنتصر ..
أريدُ أنْ أراكِ تجثينَ على ركبتيكِ , وتتوسّليني أن أعودَ
عندها سأحملُ بنيّتي على يدِي اليُسرى ..
وأمسكُ يد أمّها في يدِي اليمنى , وأديرُ لكِ ظهري ..
نسيرُ راحلين أمامك في دربٍ طويلٍ , وأنتِ تنظرين ..
فلا يحجبُنا عن ناظريكِ ,إلاّ تلاشينا خلفَ سرابٍ ..
يُخالطه دموعك .

*
__________________
.

. . ما أقربك يا الله !

.
معاني17 غير متصل  


 

الإشارات المرجعية


قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 07:54 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)