[د / ماسنجر]

( رسَـالة صبَاحيّـة عَطِرَة) !

استيقظت .. بعد أن خبأتُ أحلامي تحت الوسادة، لبستُ وتهندمتُ ثم خرجتُ، اتجهت إلى سيارتي خلف جدار جاري وأنا في طريقي إليها نظرت إلى شيء ما قد وضع على عروة الباب، اقتربت أكثر وإذ بها ورقة ملفوفة مجهولة .. وقفت متأملاً ثم خلدتُ إلى هاجسي الشاعري الفسيح .. وما انتبهت إلى نفسي إلا وأنا أقول :

ياسلمان ... يا سلمـان .. لو أن هذه الورقة كتب بها حظك الذي تطرد خلفه سنيناً وقد جمع كله في بضع كلمات تنطقها مرتين في نفسٍ واحد !، لو أن عدة أحرفٍ عاطفية أرسلتها لك أمّك تصبّح عليك بها لتُرغدَ يومك وعمرك!، لو أن طفلك إلياس كتب بها خطوطاً عشوائية ووضعها لك وبينك وبينه 400 كيلوا ليؤنسك وتذكره بها!، لو أن ...لو أن ماذا؟ .. لو أن ضحكة أبيك -رحمه الله- صُوّرت ونُسخت من ماضيه ووُضعت لك!، أفقت وإذ بي أفتحها وأجد بها نصاً ( ظلل المساحة في الأسفل ليظهر لك النص ) :

السلام عليكم .. أخي صاحب السيارة
أرجو أن تتكرم بعدم الوقوف أمام باب المنزل
وشكراً .... !!!

هذا النص بعثر كل شيء وكأن شيئاً لم يكن ..! أين الحظ المنتظر والمستقبل الخفيّ ، وضحكة والدي - رحمه الله - وعبث إلياس الشقي!، بل أين كلام أمي حبيبة قلبي وحديثها الروحيّ ؟!..

فتحت الورقة مرة أخرى وكتبت على ظهرها :
وعليكم السلام .. صباحك خير
المعذرة لم أقصد ذلك ..
وأشكرك على أسلوبك المحترم واللطيف ..
تقديري ....

أخذتها وعلقتها على أقرب بابٍ يواجه سيارتي ..
واتجهت إلى العمل ،،

أنصحكم .. أن لا تخلدوا إلى هاجسكم الشاعري إلا بعد أن تمسكوا بأحلامكم .. (:
وأنصحكم أيضاً .. أن توقفوا سياراتكم في مواقف بعيدة عن أصحاب المنازل حتى لا تمتلئ سياراتكم بأوراق أمنياتكم قصدي بملاحظات ورسائل صباحية عطرة (: ..


صباحكم خير ..