[محمد الرشودي]

نبوءات كابل ..

إذا كانت الشعوذة أو التوقعات الفلكية هي التي حددت موعد حرب الخليج أو عملية عاصفة الصحراء ، وأطلقت وصف عام مليء بالنعوش على 2011 وصولا إلى سقوط إسرائيل ولكن هذه المرة على لسان أحد علماء المسلمين بالسعودية ، فلماذا لا تقودنا هذه العرافة إلى التنبؤ بالدور ألاستخباراتي الذي وظف الربيع العربي لنيل أهداف سياسية لم تحلم بها أمنيات المؤامرات المدروسة وجداول الأعمال المعدة على طاولات الزعماء الأوربيون !

إن موجة المد العنيفة التي أعقبت بقع المياه المتناثرة حول عربة البوعزيزي المحترقة ، خلفت من وراءها انقساما وحزبية مضاعفة في عمق الشرخ العربي والإسلامي على وجه الخصوص ، وقد أثبتت لنا الأحداث الراهنة مقدار الفشل الذريع في إدارة الأزمات ، وأن تجارب الماضي لم تضف إلى الرصيد سوى خبرات التشاحن والتناطح بين قيادات الشعوب الباقية.

وبالتالي فإن لملمة شتات التبرعات الشحيحة و دعوات الشجب والاستنكار البائسة أو حتى الدموع المنسابة خجلا من واقع الحال ، كل ذلك كنا نراه ونسمعه ولا نزال منذ الحرب الأفغانية المفبركة إلي يوما هذا ، والتي وبمباركة من التيار الديني اقتادت وقذفت بضحايا من حلموا براية سوداء مرفرفة تعلو سفوح جبال كابل حدود أطرافها ما بين الشرق والغرب.

لا أحد يراهن على أن الأحداث تتجه نحو الأفضل ، بالتغييرات الهامشية على مستوى تبادل المناصب ، وتوزيع الأدوار المسرحية ، أو حتى بقنوات الدعم ذات الاتجاه الواحد والتي تستقي من عبث سياسي لا قيمة له في الوقت الراهن! إن دفع الشعوب والضرب على وتيرة الحس الديني والانتماء العرقي لخدمة مصالح وإملاءات واردة تهدف إلى تمهيد الطريق نحو الطرف الآخر من كابل ، قد يهب الشعوب إرادة الممانعة المطلقة ، بل لربما أوجدت في دواخل النفوس الرغبة العارمة بالمقاومة والتضحية بالنفس بغية الانتقام من مرحلة استغفال غبية باتت مكشوفة مستهجنه ، ولعل أول من استفاق قبل حياكة نسيج العبث هي الحكومة التركية متمثلة برئيس وزرائها رجب طيب أردوغان.

عندما كسرت الولايات الأمريكية ميزان الأمم وضربت بموادها وقراراتها عرض الحائط ، لم تتوقف القوات المحملة والمجهزة بأدوات لحملة طويلة الأجل إلا فوق ساحات القواعد العسكرية المحيطة بحدود العراق ! فلماذا تفعيل دور القنوات الدبلوماسية في الوقت الحالي واللاعب بورقة الفيتو إلا إذا كان لتحقيق توازن على الأرض وكسب المزيد من الوقت لإعادة ترتيب الصفوف؟!

الأمر ببساطة واقع الأنظمة السياسية المتهالكة أو نبوءات من عراف كابل ..

همسه :
شاهدت أحدهم ذات مرة ممسكا بالمايك يقف على طرف المحراب يمزج حديثه بـ " كنا نقرأ ونحن صغار" علمت بعد ذلك أنها كانت كلمة لسلمان العودة .. وأيقنت بعدها أنه من السهل تماما أن تحشو عقلا فارغا .. بضمان التبعية العمياء ..

بقلم محبكم محمد الرشودي