[شاكر الحصني]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد :

فاإعلموا عباد الله أن كل معصية رتب الله تعالى على فاعلها عقوبة في الدنيا أو الآخرة فهي من الكبائر التي نهى الله عباده عن ارتكابها وقد رتب الله لفاعلها جزاء في الدنيا والآخرة اما بلعنة او عدم دخول الجنة او عذاب اليم
نذكر بعضا منها اليوم لنتعرف عليها حتى لانقع فيهاوللمسارعة إلى التوبة والاستغفار، والإنابة إلى الله تعالى عند الوقوع فيها
فمن ذلك ماجاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله ( اجتنبوا السبع الموبقات الشرك بالله والسحر وقتل النفس التي حرَّم الله إلا بالحق وأكل الربا وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات )
ففي هذا الحديث يُحذِّر النبي صلى الله عليه وسلم أمته من الوقوع في الذنوب المهلكة، والكبائر العظيمة التي تورد صاحبها المهالك
فاالموبقة الأولى: الإشراك بالله: وهو جعل شريك لله سبحانه وتعالى في ربوبيته أو إلوهيته بأن يدعو مع الله غيره أو يصرف له شيئاً من أنواع العبادة كالذبح أوالنذر أو الخوف أو الدعاء والشرك هو الذنب الذي لا يغفره الله تعالى لمن مات ولم يتب منه بل يكون مصير صاحبه الناركما قال تعالى: {إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ}.
الموبقة الثانية: السحر: قال صلى الله عليه وسلم (من أتى عرافاً فسأله عن شيء لم تُقبل له صلاة أربعين ليلة)
وقال: صلى الله عليه وسلم (من أتى كاهناً أو عرافاً فصدَّقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم)
وقال صلى الله عليه وسلم ثلاثة لايدخلون الجنة وذكر منهم مصدق بالسحر
الموبقة الثالثة: قتل النفس التي حرَّم الله إلا بالحق: قال الله تعالى: {وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللّهُ إِلاَّ بِالحَقِّ } وقال الله سبحانه: {وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُّتَعَمِّداً فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً )
الموبقة الرابعة: أكل الربا:والذي قد تعددت صنوفه في هذا الزمان
قال الله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ فَأْذَنُواْ بِحَرْبٍ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَإِن تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَالِكُمْ لاَ تَظْلِمُونَ وَلاَ تُظْلَمُونَ )
وقال الله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَأْكُلُواْ الرِّبَا أَضْعَافاً مُّضَاعَفَةً وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}
وقال صلى الله عليه وسلم ( لعن الله آكل الربا، وموكله، وشاهديه، وكاتبه )
الموبقة الخامسة: أكل مال اليتيم قال الله تعالى {إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْماً إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَاراً وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيراً} وقال سبحانه: {وَلاَ تَقْرَبُواْ مَالَ الْيَتِيمِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ )
فاليتيم يحتاج منا الرحمة والشفقة لاالتعذيب والضرب إنهم أناس أمر الله بإكرامهم ونهى عن إذلالهم وقهرهم قال الله تعالى { فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلاَ تَقْهَرْ}
واعتبر الله عز وجل الذين يمنعون اليتامى حقّهم أو يدفعونه احتقاراً وزجراً أو يستعلون عليهم اعتبرهم ممن يكذّب بعدل الله ويستخف بجزائه في اليوم الآخر قال الله تعالى {أَرَءَيْتَ الَّذِى يُكَذّ ِبُ بِالدِّيِن فَذَلِكَ الّذِى يَدُعُّ الْيَتِيمَ )

الموبقة السادسة : التولي يوم الزحف وهو الفرار من الجهاد ولقاء العدو في الحرب قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُواْ زَحْفاً فَلاَ تُوَلُّوهُمُ الأَدْبَارَ وَمَن يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلاَّ مُتَحَرِّفاً لِّقِتَالٍ أَوْمُتَحَيِّزاً إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاء بِغَضَبٍ مِّنَ اللّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ}
الموبقة السابعة: قذف المحصنات المؤمنات الغافلات بالفاحشة اوالزنا من غير دليل
قال الله تعالى{ إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ )
وجاء الوعيد له في الدنيا عند قوله تعالى: {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاء فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَداً وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ )
ومن الكبائر التي جاء الوعيد لفاعلها مدمن خمر والعاق لوالديه والديوث الذي يقر الخبث في أهله
وكذلك المرأة المتشبهة بالرجال والرجل المتشبه بالنساء والمسبل إزاره والذي يعطي الناس ثم يمن عليهم ومن ذلك الذي يبع سلعته بالحلف الكاذب
لقوله صلى الله عليه وسلم : ثلاثة لايدخون الجنة مدمن خمر والعاق لوالديه والديوث
و قال صلى الله عليه وسلم ثلاثة لا ينظر الله عز وجل إليهم يوم القيامة: وذكر منهم المرأة المترجلة ولعن الله المتشبهين من الرجال بالنساء والمتشبهات من النساء بالرجال
وقال صلى الله عليه وسلم ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ، ولا ينظر إليهم ، ولا يزكيهم ، ولهم عذاب أليم: المسبل إزاره والمنان والمنفق سلعته بالحلف الكاذب
هذه بعض من الكبائر المُهلِكة التي توعد الله فاعليها بأنواع العذاب منه ماهو في الدنيا ومنه ماهو في الآخرة
فاأحذروها عبادالله واجتنبوها يكفرالله عنكم سيئاتكم ويدخلكم مدخلا كريما
كما قال الله تعالى ( إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَمَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْعَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلاً كَرِيماً )
نستغفر الله لنا ولكم من كل ذنب صغير كان أوكبير فاستغفروا ربكم وتوبوا اليه انه هو الغفور التواب الرحيم

وصلى الله وسلم على نبينا محمد

الجمعة 27/10/1433هـ

الجامع القديم بدخنة القصيم
الشيخ / فهد عبدالرحمن السرداح