[عبدالعزيز التويجري 0]

بسم الله الرحمن الرحيم
شهيدة ينبع
الحمد لله الذي يرث الأرض ومن عليها
اللهم لك الحمد أن هديتنا للإسلام
اللهم لك الحمد على ما قضيتَ
الحمد لله الذي هدانا عندما نُصَابُ ونصبرُ لذكرٍ نقوله فيمنحنا صلوات منه ورحمة وهداية؛
(...وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون، أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون)

أخبرنا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم - كما عند مسلم-
بأن من سأل الله الشهادة بصدق بلغه الله منازل الشهداء وإن مات على فراشه.
وكذلك أخبرنا بأن الغريق شهيد.

إن مما يعزينا بمصابنا في فَقْدِ أختنا -زينب بنت سليمان بن عبدالعزيز التويجري- أنها قبل أيام من وفاتها كانت تسأل الله الشهادة فكانت ميتتها غرقًا في البحر (يوم الخميس 5/10/1433هـ)
ها هي شقيقتي مؤمنة بأنها ميتةٌ لا محالة فسألت الله ميتة طيبة ألا وهي الشهادة.

-أُخيتي:
لم نبكِ على موتكِ فلقد كتب الله الفناء على الخلق؛ ولكن غبِطناكِ على ما اصطفاكِ لهذه المَكْرُمةِ - الشهادة -

-أُخيتي:
لقد تركتِ فستان العيد الذي اشتريته وأهديته لكِ لأنه لا يساوي ما ينتظرك - وأسأل الله أن يتحقق لكِ- مما أعده الله للمؤمنين في الجنة مما لا عين رأته ولا أذن سمعته ولا خطر على قلب بشر.

- أُخيتي:
والله لقد أبهرني وأفرحني ما رأيتهُ فيكِ مما لم أعهده في دنياكِ؛ رأيتُ ابتسامة ملأت ثغرك الزكي, وتلألُئِ وجهكِ نورًا، وإشراقةُ جبينك.

-أُخيتي:
كلنا يتمنى الشهادة في سبيل الله ولكن الله اختارها لكِ فهنيئاً لكِ وهو والله فخرٌ لنا.

- والدي العزيز:
لقد رأيت وتعلمت منك درساً الصبر عند المصائب فها هما قبريّ محبَيِك -ابن خالك وأختهِ- لم يجِفَّا بعدُ فصبرتَ على ذلك وحمدتَ الله؛
ثم تُكْلَمُ بفقد فلذة كبدك
(ابنتكَ الشهيدة -زينب- ) فدافعتَ عَبَراتِ البكاء بِعِبارات الثناء والحمد؛
- والدي العزيز:
لم تكن هذه هي المصيبة الأولى بفقدك لابنتك ولكنها الخامسة من أولادكَ كلهم قدمتهم أمامك عسى الله أن يربط على قلبك وأن يأجُرَك على ما أصابك وأن يوفِيَكَ أجركَ بغير حساب.
(إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب)

- والدتي الغالية:
فديتُ قلبكِ الذي لم يندمل من فَقْدِ أخويكِ ولم تنسي أشباههما وها أنتِ اليوم يتفطر قلبكِ أسىً على فقد ابنتكِ هي آخر من ولدتِ وخاتم أولادكِ؛ لكن مما يواسينا ويدفع بأحزاننا ما نسمعه منكِ من الحمد والثناء على الله بما هو أهله.
ومن عرف الله هانت عليه مصيبته.

- والدتي الغالية:
احمدي ربكِ على ما ختم الله لابنتك بهذه الخاتمة الحسنة التي تُغبط عليها - الشهادة- ولقد استجاب الله لها كما كانت تسأله من قبل.

-والدتي الغالية:
لا يخفى عليكِ أن الموت حقٌ وهو مصيرنا جميعًا ولكن ما يفرحنا هو ما فازت به ابنتكِ بنيلها الشهادة -بإذن الله- مع ما عُرف عنها من حسن سيرةٍ وسمعةٍ, ولم يعهد عنها في شبابها صبوة ..

اللهم يا رحمن يا رحيم ارحم أختي ووسع لها في قبرها ونور لها فيه واجعله روضة من رياض الجنة اللهم اجعلها في جنات ونهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر.
اللهم اربط على قلبيّ والديّ وارزقهم الصبر والسلوان، واجعل ما أصابهم تكفيرًا لسيئاتهم ورفعة لدرجاتهم.

*مضى على وفاتها شهر ولم ولن أنساها فصورتها على قلبي منقوشة.

شقيق الفقيدة
عبدالعزيز بن سليمان بن عبدالعزيز التويجري
1433/10/7
ينبع -الهيئة الملكية-