إني عرفتُ الداء !

غيث السماء · 12-10-2012, 05:24 AM

*

فعل وترك أمر ونهي فما بال القوم اعتنوا بالأول وأهملوا الأخر

{ مَّا أَفَاء اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى
وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاء مِنكُمْ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ
فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (7) }
أمر الحبيب ورغب ووعد وأكرم
فالإكثار من الصدقات والصلاة والإحسان للخلق وخدمتهم
لا يعني إرخاء العهد للنفس بإتيان النواهي بل إن ترك النواهي
واجتنابها أعظم من الإتيان بمستحبات الأمور

أتسائل دائما مالذي جعلني آتي المعصية ؟

ولا أجد سوى إستصغار الذنب على أن الشرع وإن سامح
وخفف في الصغائر، فقد حذر من الاستهانة بها، والإصرار ،
فإن الصغير إذا أضيف إلى الصغير كبر، ثم إن الصغائر تجر
إلى الكبائر، والكبائر تجر إلى الكفر، ومعظم النار من مستصغر الشرر .
_

وقد روى ابن مسعود عن الحبيب : "إياكم ومحقرات الذنوب، فإنهن
يجتمعن على الرجل حتى يهلكنه وإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ضرب لهن مثلا ،
كمثل قوم نزلوا أرض فلاة ، فحضر صنيع القوم ، فجعل الرجل ينطلق ، فيجئ بالعود ،
والرجل يجئ بالعود ،
حتى جمعوا سوادا ، وأججوا نارا ، وأنضجوا ما قدموا فيها".
وخلاصة التشبيه : أن العيدان الصغيرة المتفرقة حين اجتمعت ،
أججت نارا ملتهبة ، وكذلك تصنع الصغائر المحقرات من الذنوب .
_

وقد ذكر الإمام الغزالي في جملة أمور تكبر الصغائر، وتزيد الكبائر كبرا ،
منها : استصغار الذنب ، واستحقار المعصية ، حتى
قال بعض السلف : إن الذنب الذي نخشى ألا يغفر هو الذي يقول
لصاحبه : ليت كل ذنب فعلته مثل هذا ! ومنها : المجاهرة والتبجح
بها ، ففي الصحيح : "كل أمتي معافى إلا المجاهرين".
وكل علاج بغير الوحيين داء فالداء الجهل بالله سبحانه .

_

يا أيها العبد الضعيف
أُديل على المسلمين في غزوة أحد فانقلبت العزة فرار ، والنصر خسارة
هل كان ذلك ظلما وماربك بظلام للعبيد
فقط ذنب قد نراه صغيرا هو
ترك المكان الذي أمر الحبيب
- صلى الله عليه وسلم - الصحابة لزومه
نزلت العقوبة على خير الأمة فالحكيم يحكم بالعدل
وهو العليم الحكيم !

كفانا تبجحا في معاصينا ولتمتلئ بالدموع مآقينا
كفانا تجاهلا لماضينا لعزا صار اليوم من ماضينا
خسرنا بالأمس أندلسا وقد خسرنا اليوم فلسطينا

_

من أجمع الأدعية النبوية المعينة على هجران الذنوب

اللهم اهدني وسددني
اللهم إني أسألك التقى والهدى والعفاف والغنى
اللهم آتي نفسي تقواها وزكها أنت خير من زكاها

*

12-10-2012, 05:24 AM	#1
غيث السماء عـضـو تاريخ التسجيل: Jun 2011 البلد: ~ كن كالنخل مرتفعا ~ المشاركات: 1,737	إني عرفتُ الداء ! * فعل وترك أمر ونهي فما بال القوم اعتنوا بالأول وأهملوا الأخر { مَّا أَفَاء اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاء مِنكُمْ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (7) } أمر الحبيب ورغب ووعد وأكرم فالإكثار من الصدقات والصلاة والإحسان للخلق وخدمتهم لا يعني إرخاء العهد للنفس بإتيان النواهي بل إن ترك النواهي واجتنابها أعظم من الإتيان بمستحبات الأمور أتسائل دائما مالذي جعلني آتي المعصية ؟ ولا أجد سوى إستصغار الذنب على أن الشرع وإن سامح وخفف في الصغائر، فقد حذر من الاستهانة بها، والإصرار ، فإن الصغير إذا أضيف إلى الصغير كبر، ثم إن الصغائر تجر إلى الكبائر، والكبائر تجر إلى الكفر، ومعظم النار من مستصغر الشرر . _ وقد روى ابن مسعود عن الحبيب : "إياكم ومحقرات الذنوب، فإنهن يجتمعن على الرجل حتى يهلكنه وإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ضرب لهن مثلا ، كمثل قوم نزلوا أرض فلاة ، فحضر صنيع القوم ، فجعل الرجل ينطلق ، فيجئ بالعود ، والرجل يجئ بالعود ، حتى جمعوا سوادا ، وأججوا نارا ، وأنضجوا ما قدموا فيها". وخلاصة التشبيه : أن العيدان الصغيرة المتفرقة حين اجتمعت ، أججت نارا ملتهبة ، وكذلك تصنع الصغائر المحقرات من الذنوب . _ وقد ذكر الإمام الغزالي في جملة أمور تكبر الصغائر، وتزيد الكبائر كبرا ، منها : استصغار الذنب ، واستحقار المعصية ، حتى قال بعض السلف : إن الذنب الذي نخشى ألا يغفر هو الذي يقول لصاحبه : ليت كل ذنب فعلته مثل هذا ! ومنها : المجاهرة والتبجح بها ، ففي الصحيح : "كل أمتي معافى إلا المجاهرين". وكل علاج بغير الوحيين داء فالداء الجهل بالله سبحانه . _ يا أيها العبد الضعيف أُديل على المسلمين في غزوة أحد فانقلبت العزة فرار ، والنصر خسارة هل كان ذلك ظلما وماربك بظلام للعبيد فقط ذنب قد نراه صغيرا هو ترك المكان الذي أمر الحبيب - صلى الله عليه وسلم - الصحابة لزومه نزلت العقوبة على خير الأمة فالحكيم يحكم بالعدل وهو العليم الحكيم ! كفانا تبجحا في معاصينا ولتمتلئ بالدموع مآقينا كفانا تجاهلا لماضينا لعزا صار اليوم من ماضينا خسرنا بالأمس أندلسا وقد خسرنا اليوم فلسطينا _ من أجمع الأدعية النبوية المعينة على هجران الذنوب اللهم اهدني وسددني اللهم إني أسألك التقى والهدى والعفاف والغنى اللهم آتي نفسي تقواها وزكها أنت خير من زكاها * __________________ [POEM="type=3 color=#339933 font="bold medium 'Simplified Arabic', Arial, Helvetica, sans-serif""] * فقلت للأبـرار أهـل التـقى والـدين لما اشتدة الكربة لا تنكـروا أحوالكـم قد أتت نـوبتكـم في زمن الغـربــة[/POEM]