[العمود]

بسم الله الرحمن الرحيم

أحبتي الفضلاء
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لا أظن أن أحداً ينكر قيمة المسجد عندنا (نحن المسلمين) ومانحمل له داخل ذواتنا من قداسة وهيبة واحترام يكاد يتغلغل (داخل أحشائنا) .. كل هذه تذهب وتذوب كذوبان الجليد عندما ترى من أهمل قيمة المسجد (وأمانته) وجعلها آخر اهتماماته فيسرح ويمرح في هذه الدنيا الفانية كأن لا مسجد موكل بأمانته وإمامته و(الواقع يشهد) ويقهر في الوقت نفسه ..
(إمام المسجد) ومؤذنه في أعناقهم (أمانة المسجد) والتي تكاد تضيع في هذا الوقت للأسف الشديد والذي كثرة في هجران المسجد من قبل إمامه الذي يعتبر (الواجهة الأساسية) بالنسبة لجماعة المسجد حتى كأن لا أمانة في عنقه سيسأل عنها يوم القيامة .
أنا لن أتكلم عن (الراتب الشهري) الذي يتقاضاه المؤذن والإمام لاجل تفرغهم لأداء هذه (الأمانة العظيمة) لأن أمر الراتب لايشكل لدي أهمية تذكر ولا هدف مرجوا من وراء هذا الموضوع ، فكل ما أسعى إليه هو تلك الأمانة التي علقت على رقابهم ، وإن لم يحاسبهم عليها (مراقب الأوقاف) سيحاسبهم عليها ملك الملوك يوم العرض الأكبر .
ربما أمر المؤذن أهون أمراً من الإمام والذي يعتبر أشد المفرطين في أداء الأمانة ، وبصراحة بدأت لا أستغرب أبداً أن أجد مؤذن ينوب إمامه في الصلاة (أكثر من وقت) في اليوم الواحد ، وهالني الأمر أكثر عندما سمعت أن أحد أئمة المساجد (يسهج) مسجده يوماً كاملاً وكأن الأمر عادي جداً وكأن شيء لم يحصل أبداً ، وبهذا تتحول الأمانة وتنصب على ظهر (المؤذن المسكين) كالعادة والذي لا أظنه سيأخذ أجرته على الأوقات التي صلاها عن (الإمام المفرط) ، وهذا الذي سمعته فقط فكيف بما وراء الستر .
والذي يهد أكيال القهر عليك عندما تسمع (بتوافه) الأسباب التي من أجلها ترك الإمام مسجده وقت أو وقتين أو ربما يوم كامل وأستحي أن أذكرها حفاظاً على مكانة هذا المنصب العظيم .
والمشكلة الأدهى من ذلك عندما ينصب شخص نفسه لإمامة احد المساجد وهو يعلم أن أشغاله كثيرة وأسفاره عديدة حتى أنك تراه غيابه أكثر من حضوره وأقصد بذلك قدواتنا (مشائخنا وطلبة علمنا) والذين لهم صولات وجولات في الداخل والخارج للدعوة وغيرها يحملون هم الدعوة و(إصلاح المجتمع) وهم والله على ثغر عظيم لكن أن يصاحب ذلك إهمال وتفريط بأمانة المسجد فأقول هنا (توقف واترك الأمنة لغيرك) وذلك حفاظاً على مكانتك ومكانة منصبك الذي لم تؤده حقه .

الموضوع شائك من جوانب عده ويعتبر مشكلة تبحث عن حل خصوصاً أنها تمس مكاناً له هيبته ومكانته في المجتمع .

وعموماً المشكلة تتلخص بالنقاط التالية :


# أمانة المسجد ومقدار مكانتها في الوقت الحالي وذلك مما نراه من تفريط (بعض) أئمة المساجد هداهم الله في اداء أمانتهم .

# ماذنب المؤذن المسكين في ان يحمل أمانة الإمامة في بعض الأوقات .. لماذا لا يكون للمؤذن موقف حازم في ذلك .

# الأوقاف ومراقبيها هل حاولوا التخلص من مشكلة تسرب بعض الأئمة من مساجدهم في بعض الأوقات لأسباب تافهة ، وما مقدار الحزم في ذلك .

# الإمام المشغول وكثير السفر لماذا ينصب نفسه لإمامة (حتى لو كان كفؤ) مادام لا يؤدي أمانتها كما يجب .

آمل من الجميع إثراء الموضوع وطرح حلول كفيلة لا أقول بالخلاص من المشكلة ولكن يالتقليل منها ..

والله يكلؤكم بحفظه