[قـــصـــيـــة]

هذه مشاركتي في مسابقة | عامل الناس كما تحب أن يعاملوك | .. لعلَّ الله أن ينفع بها


[عامل الناس كما تحب أن يعاملوك]
قيل للأحنف بن قيس رحمه الله: ممّن تعلمت الْحِلم ؟
قال: مِن نفسي .. كنت إذا كَرِهتُ شيئًا مِن غيري لا أفعل مثلهُ بأحَد

[عامل الناس كما تحب أن يعاملوك]
هذه العبارة متفرعة المعاني يستحيل حصرها ! فهذه العبارة القصيرة تحمل في طياتها رسالة
الرسول صلى الله عليه وسلم لأمته حينما قال (( بُعثت لأتمّم مكارم الأخلاق ))
فالأخلاق الحسنة والمعاملة الطيبة هي الدين الذي خُلقنا من أجله كما قال عليه الصلاة والسلام (( الدين المعاملة ))
فديننا الإسلامي يأمرنا بالفعل والقول الحسن وقد رغب في ذلك في قوله عليه الصلاة والسلام (( أنا زعيم بيت في ربض الجنة
لمن ترك المراء وإن كان محقا وبيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحا وبيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه ))
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال الرسول عليه الصلاة والسلام (( إن الرجل ليدرك بحسن خلقه درجات قائم الليل صائم النهار ))

عمومًا كل مانهانا عنه الإسلام في سوء الأخلاق يندرج تحت قول [عامل الناس كما تحب أن يعاملوك] من أجل الحفاظ علينا
من الضرر والتباغض بين المسلمين .. فكل البشر إلا من رحم ربي يقعون بأفعال وأقوال يغضبون حينما تفعل أو تقال لهم ..!! كــ :
- الغيبة .. أنت لا ترضى أن يغتابك الآخرين , إذن لا تغتابهم فهم لا يرضون أيضًا !
- الكذب .. أنت لا ترضى أن يكذب عليك الآخرين , إذن لا تكذب عليهم فهم لا يرضون أيضًا !
- الخيانة .. أنت لا ترضى أن يخونك الآخرين , إذن لا تخُنْهُم فهم لا يرضون أيضًا !
الإهانة .. النميمة .. السخرية ...الخ

[عامل الناس كما تحب أن يعاملوك]
هذه العبارة لا تكفيها صفحة ولا حتى صفحات لأنها تحكي عن قيَم ومبادئ كل مسلم التي من واجبه أن يتحلّى بها
بل ويجب عليه أيضًا أن يُربّي أبناءه عليها من طفولتهم حتى يزرع بقلوبهم ونفوسهم معاملة الآخرين بالحُسنى
مسلمين كانوا أو غير ذلك .. لأن المسلم سفير للإسلام لدى الديانات الأخرى بأخلاقه ومعاملته الحسنة

[عامل الناس كما تحب أن يعاملوك]
حقيقة لا أعلم من قائل هذه العبارة المربية لكن قد سبقه معلمنا ومربينا الأول محمد صلى الله عليه وسلم حينما قال :
(( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه )) وأبسط مثال/ كما تحب أن يسأل عن حالك فلان فاسأل عن حاله فهو يحب ذلك أيضًا

[عامل الناس كما تحب أن يعاملوك]
كنت كثيرا أسمع عبارات لوم وعتاب سواء موجهة لي أو لغيري لكن عبارة | عامل الناس كما تحب أن يعاملوك | لها أثر كبير على حياتي
بشكل خاص وعلى معاملتي مع الآخرين .. أصبحت ألوم نفسي على كل موقف وكل حديث أخوض فيه إذا بدرَ مني خطأ لم أشعر به
بتلك اللحظة فأعتذار أو آخذ عهد بيني وبين نفسي بأن لا أكرّر ذلك الخطأ .. وأصبحت أنقل هذا الإحساس لكل من يجالسني أو يحادثني
أرى وأعلم أن الكثير منهم يمل ويغضب بل ويكابر وتأخذه العزة بالإثم ويبرر موقفه ببراهين واهية لكن المعول عليه أنه استوعب الدرس
ووعى مدى خطأه .. فـ كنْ آمرًا بالمعروف ناهيًا عن المنكر إذا رأيت مُخطئ على الآخرين فاجعله مكان المخطأ عليه واسأله عن ردة فعله ؟

وأختم حديثي بمواقف كثيرًا ماتتكرّر والبعض للأسف لايؤدّب نفسه ولايحس بخطأه على الآخرين وأقرب وصف له أنه ( أنانيّ )!!
الموقف (1) هناك من يقف عند الإشارة بالمسار الأيمن بحجة أنه مستعجل رغم أنه سيسير للأمام !
فيسد الطريق على من أراد المسير من جهة اليمين .. ورغم سماعه لمنبهات السيارت التي خلفه إلّا أنه مصر يقف عنادًا
ثم يأتيه يومًا يحصل له مافعل مع أولائك الذين كانوا خلفه ! والمصيبه أنه يشتدُّ غضبًا ويسبب المشاكل ويحتج بأن الحق معه
نعم الحق معك لكن لا تنسى أن أولائك الذين كانوا خلفك كان معهم الحق ..!!

الموقف (2) تفسير النوايا تفسير سيئ! << خصوصا عند النساء!
إن سألوا عنها واطمئنوا قالت: حب استطلاع (شرافه) ، وإن تركوها قالت: يكرهوني ويسعدون بغيابي , وإذا حكوا بمجلس عن قضيةٍ ما
قالت: يقصدوني ×!× وبالطبع هي لاترضى أن تفسر نواياها وأفعالها كما تفسرها بالآخرين ..!!

الموقف (3) البعض عندما يرى أو يسمع أو يقرأ مالايعجبه من شخص ينتقده نقد هدام! بل ويعلن نقده أمام الملأ ..!!
فيصيب الشخص الخجل ويحس بالتحطيم والإنكسار .. فهل تريد أن يقوم أحدهم بنفس مافعلته مع ذلك الشخص ؟؟
وماذا سيكون شعورك واحساسك بتلك اللحظات ..!

الموقف (4) الأشخاص الذين يعتقدون أنهم الصادقين وبقية الناس الكاذبين في أقوالهم وأفعالهم!
فكل ماتتحدث عنه لايصدقونه وبالمقابل يجب عليك إلزاما أن تصدقهم بكل مايقولونه ..!

لِذا فكل مايحزنك ويضايقك من أفعال وأقوال موجهة لك حذاري أن تفعلها وتقولها للآخرين!
فهم أيضًا يحزنون ويتضايقون منها .. وتذكر معادلة الحياة > كما تدين تدان <

قال شاعر:
كل البشر مافيهم إنسان كامل :: الكل منّا عنده أخطاء وذنوب
أكبر خطا فالناس سوء التعامل :: وأكبر ذنوب الناس تذنب ولا تتوب!

الحمدلله الذي هداني لكتابة الموضوع وماكنت لأهتدي لولا أن هداني الله
فإن كان من صواب فمن الله وإن كان من خطأ فمن نفسي والشيطان
وأعتذر كثيرًا على الإطالة فوالله أن بجعبتي الكثير عن هذا الموضوع

أختكم/ قَـصـيّـة