الطريقة الاستفزازية لا تليق مع الشيخ العودة
البرنامج الذي يقدمه تركي الدخيل في قناة "العربية" يلاحظ على مقدمه النزعة الجريئة والشجاعة مع ضيوف البرنامج وهذا ما أضاف شيئا من التشويق للموضوع المطروح. ولكن هذه الجرأة قد نستحسنها من المعد لدى ضيوف معينين, ولكن قد لا تكون كذلك عندما يكون الضيف في حجم فضيلة الشيخ سلمان العودة هذا الإنسان الذي يعد من طلائع علماء وفقهاء هذا البلد تأتي الأسئلة الموجهة إليه وهي لا تلبي عشاق ومتابعي أحاديث الشيخ.
حالة الاستفزاز التي يعتمدها معد البرنامج لتحفيز ضيفه في أن يقول كل ما عنده ويكشف عن سواتر شخصيته أثبتت فاعليتها لدى ضيوف ليسوا من طراز الشيخ سلمان الذي حباه الله موهبة الحديث وقوة الحجة والذي لم يترك لمعد البرنامج أي فرصة للظهور بمظهر الحذق على حساب ضيفه.
شخص بحجم الشيخ سلمان واعتباره ضيفا في أحد البرامج الإعلامية يتطلب ذلك من الجهاز الإعلامي أن يختار المعد الذي يرتقي إلى فهم ووعي شيخنا لا كما شاهدناه مع مذيع لا يفقه الأبجدية العلمية في صياغة الأسئلة وتوجيهها إلى عالم جليل.
هذه الرؤية لا تنقص من مقام الإعلامي تركي الدخيل الذي أحدث نقلة واضحة وملموسة من خلال برنامجه في قناة العربية, ولكني أنال من كفاءته بل أجدها قاصرة عندما يكون الضيف بحجم شيخنا.
كل ما أتمناه من إداراتنا الإعلامية أن تهتم كثيرا بتطوير المستوى الفني والمهني للمذيع كما هي تهتم بضيف البرنامج وأن يكون هناك اتساق في الفهم وتقارب في التوجه, بمعنى أن البرامج الدينية لها خصوصيتها ودقة في تحضيرها حتى يأتي المعد وهو مبحر في الميدان متمكن في المجال.
الإقتصادية
|