[أبـو خـبـيـب]

من الأزواج من يكثر لوم الزوجة وانتقادها عند كل صغيرة وكبيرة، فتراه ينتقد الطعام

الذي تعده الزوجة، وتراه يعاتبها إذا بكى الصغار أو كثر عبثهم، وتراه يبالغ في تأنيبها إذا

نسيت أو قصرت في شأن من شؤونه. وأقبح ما في ذلك أن يصفها فيما لا قدرة لها عليه،

كأن يلومها إذا كانت لا تنجب أو إذا كانت لا تنجب إلا بنات فحسب أو بنين فحسب.




فالزوج العاقل الكريم لا يعاتب زوجته عند أدنى هفوة ولا يؤاخذها بأول زلة، فإن ذلك

يورث النفرة ويوجب الرهبة، بل يلتمس لها المعاذير ويحملها على أحسن المحامل، وإن

كان هناك ما يستوجب العتاب عاتبها عتاباً لينا رقيقاً تدرك به خطأها دون أن يهدر

كرامتها أو ينسى جميلها. ثم ما أحسن أن يتغاضى المرء ويتغافل فذلك من دلائل سمو

النفس وشفافيتها وأريحيتها، كما أنه مما يعلي المنزلة ويريح من الغضب وآثاره المدمرة.




ومما يعين الزوج على سلوك طريق الاعتدال في عتاب الزوجة أن يوطن نفسه على أنه

لن يجد من زوجته كل ما يريد، كما أنها لن تجد فيه كل ما تريد. ولا يعني هذا أن يتساهل

الزوج في تقصير الزوجة في الأمور المهمة من نحو القيام بالواجبات الدينية أو رعاية

الآداب المرعية أو التزام ما تقضي به العفة. فهذه أمور يجب أن توضع على رأس

الأشياء التي لا يقبل التنازل عنها بحال. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "استوصوا بالنساء خيراً فإنالمرأة خلقت من ضلع، وإن أعوج ما في الضلع أعلاه"

فالحديث الشريف يعلم الرجل كيف يسلك في سياسة الزوجة طريق الرفق والأناة. وقد يقع

بعض الأزواج في شدة العتاب أو إسراف اللوم فيحسن به إذا وقع منه ذلك أن يبادر إلى

الاعتذار أو الهدية وإظهار الأسف والاعتراف بالخطأ دون أن تأخذه العزة بالإثم.






.
.
.
(((..من مقالات أحد الإخوة في الله..)))