بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » آ د م .. .. .. فــــــــــي بــــــيـــــتِــــــــــــــنا

ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول

 
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 01-02-2013, 01:26 AM   #1
رولكس
عـضـو
 
صورة رولكس الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Feb 2004
البلد: مدينة بريدة
المشاركات: 557
آ د م .. .. .. فــــــــــي بــــــيـــــتِــــــــــــــنا

بِدايةً ..
أي اسْتِهلالاً واستِفتاحاً

وليستْ قناةَ بدايةٍ التي شَغَلتْ بعضَ نِسائنَا
عن تدْبيرِ شؤونِ منَازِلهنَّ وأولادِهنَّ
إلى البرايم .. و جلساتٍ أغْلَبُها المزاحُ والضَّحكُ و (التميلح)
وأقلُّها الجدِّيةُ والنَّفعُ ..

***

أَقولُ .. بدايَةً

هل آدمُ عليهِ السلامُ ، نبيٌّ أم رسولٌ أمْ لا شيء من ذلكَ ..
ولو أصّلنَا ..
هل يترَتَّبُ على هذا التأصِيلِ معَوَّلٌ أم مجرَّدُ تأصيلٍ وتقريرٍ

الحقيقةُ أنَّ على ذلكَ معَوَّلٌ ، ولذا ، أقولُ ..

بما قالَ بهِ أهلُ العلمِ بأنَّ آدمَ عليهِ السلامُ ، نبيٌّ وليسَ برسولٍ ..
وليسَ ذلك استِنتاجٌ ، ولكن دعمَهُ النَّصُّ الصَّريحُ ..

حيثُ ورَدَ عنْهُ عليه الصّلاةُ والسلامُ في الحدِيثِ الذي أخرَجَهُ ابنُ حبّانَ
عندَما سئل عن آدمَ أنبيٌّ هو؟ قال: "نعم، نبيٌ مُكلم" .

وفي البُخاريِّ وردَ في حديثِ الشَّفاعةِ أنَّ الناسَ يأتونَ آدمَ عليهِ السلام فيُثنونَ
عليهِ بما هوَ فيهِ ثمَّ يطلبونَ منهُ الشفاعةَ في أهلِ الموقفِ فيعتَذرُ ويحِيْلُهم إلى نوحٍ
عليهِ السلامُ : ويقولُ : (فإنَّهُ أولُ رسولٍ بعَثَهُ إلى أَهلِ الأرضِ ) .

هنا نعلمُ إثباتَ النُّبوَّةِ ونَفيَ الرسالةِ عنْهُ ، ولعلَّ الكثيرَ منكم يعلمُ الفرقَ
بينَ الرَّسولِ وبينَ النَّبيِّ ، وليستِ المعرفةَ التي تَعلَّمنَاها في صُغْرِنا بأنَّ النبيَّ :
من أوحِيَ إليهِ بشرعٍ ولم يُؤمَر بالتبْليغِ ، والرَّسولُ : من أوحيَ إليهِ بشرعٍ وأُمرَ بالتَّبليغِ

وإنَّما النَّبيُّ هو من جاءَ ليُجدِّدَ شرعَ من سَبَقَهُ من الأنْبياءِ كآدمَ مثلاً
والرّسولُ من جاء بشرعٍ جديدٍ ، كموسى وعيسى ، ورسولنا عليهِ الصلاةُ والسلامُ

إذاً كلُّ رسولٍ نبيٌّ ، ولا عكس ..

والمغزى من الاختلافِ في ذلكَ ، أعني في نبوةِ آدمَ أو رسَالتِهِ هو المعولُ والهدف
والمُتَحقِّقُ منهما في الحالِ ، والناظرُ في الحالِ يجِدُ آدَمَ وزَوجَهُ خُلقا على الفِطرةِ
موحدينَ ، وأتت ذُريَّتُهما من بَعدِهما مسلمينَ ، وما حديثُ ابْنَي آدمَ في سورةِ
المائدةِ إلا دلالةٌ واضِحةٌ على ذلكَ
ويقولُ العلماءُ بأنَّهُ بعدَ وفاةِ آدم عليه السلام عاشَتْ من بَعدِه عشَرةُ قرونَ على التَّوحيدِ ، ثمَّ اجتالتِ الشياطينُ ، وقصَّةُ صالِحي قومِ نوحٍ تعلَمونَها جميعاً ..

هذِهِ توطئَةٌ أَدلفُ بها بموضُوعيِ وإنْ كانت غيرَ قريبةٍ منهُ ولكنَّ الاسم
استلزَمَ ذلكَ ، فاستَرسلْتُ بها ، لمنْ يريدُ الاستِفادةَ ..
أعِزَّائي .

***

كَثِيراً ، ما يَفتَقِدُني الأهلُ ، وبِخاصَّةٍ والِدَتي رعاها اللهُ
في بَيتِنا .. نعم في بَيْتِنا
لا ملتَهِياً في مكْتَبةٍ أو أمامَ تلفازٍ
ولكنْ يُجْمِعونَ عنْدَها على شيءٍ واحدٍ

ألا وهوَ .. ..

أنِّي مُتَّجهٌ إلى حوشِ الدَّارِ
وبالتّحديدِ إلى ذلكَ الرُّكنِ القَصيِّ منْهُ ..

وتتأكَّدُ شُكُوكُهم ، وتنجَلي الغمَّةُ حينَ يشاهِدونَني
أسيرُ على عَجلٍ

متأبِّطاً سلاحيَ الذي أُشْهِرُهُ
على من لا حولَ لهُ ولا قوَّةَ
سلاحِيَ من نوعِ (بودرة البف باف)



أسيرُ وأعْدُو حتى أكادُ أن أقَعَ على وَجهيَ
من شدَّةِ الفرحِ لأنِّي شاهدْتُ أحدَ الأعداء يسيرُ مبْتَعِداً عن بيتِهِ
أو كإشارةٍ بلسانِ الحالِ بأنَّ الحياةَ
بدَأت تَدِبُّ من جديدٍ في ساحةِ المعركةِ ومكانِ الوغى والوطِيسِ

وإن كنتُ أزهو بالنَّصرِ لساعاتٍ بعدَها
ولكنَّ الواقِعَ يشيرُ إلى أنَّ الحسمَ لم يتحدد بعد ..
لم أنتَصِر
لم أُهزَم ..
هنَاكَ شيءٌ مـــا لا أَعلمُهُ ..



في ذلكَ الرُّكنِ القَصيِّ من بيتِنا يقعُ
بيتُ نـمـلٍ ..

نَعم ..

بيتُ نملٍ

الواحِدَةُ منْها بحجمِ جميعِ النَّملِ في بيوتِكم جميعاً
بِتَطلُّعاتِها وأحلامِها –وهي صاحبَةُ أحلامٍ- ويَحقُّ لها ذلكَ

فهي كائنٌ ، وفي بيئةٍ وتحتَ الربِّ الواحِدِ
ربِّ الجميعِ

فلمَ لا تَكونُ لها أحلامُها ..



أُغيرُ عليها الفينةَ بعدَ الفينةِ ، وهيَ تُغيرُ بِدورِها على ما شاءَت
ولكنَّ غاراتِي معلومةٌ ، وغاراتُها غيرُ معلومةٍ
غاراتِي مُؤذيةٌ وهيَ غيرُ مؤذيةٍ
ولكن

من المنتَصِر
لا أعلم ..

بحقٍ .. لا أعلمُ
تَعلَّمتُ منها الكثيرَ .. مالا تتخيَّلونَه
تعلمتُ الصّبرَ ، تعلمتُ المناضلةَ لوصولِ الهَدفِ
تعلمتُ الصِّدقَ ، وبُغضَ الكَّذبِ
نعم .. الصِّدقَ
أما سَمعتُم بقِصَّةِ صاحبِ مفتاحِ دارِ السَّعادةِ
والتي سَاقَها عن رجُلٍ ، وهيَ كالتّالي بتَصَرُّفٍ ..

أنَّهُ شاهدَ في حوشِ منزلِه نملةً تسيرُ تبحثُ عن الطّعامِ فشاهدَت حبةً
فوثَبت مسرعةً إليها محاولةً حمْلَها فما استَطاعت إلى ذلكَ سبيلاً
ثمّ إنّها ولت على عَقِبها ، فقالَ شاهدْتُها من بعيدٍ وهيَ مقبلةٌ مَعها عددٌ
من النَّملِ فقمتُ فأبعدتُ الحَبَّةَ فظلت وصُويْحِباتُها يبحثنَ في ذلك المكانِ
حتى مللنَ وانْصَرفنَ فوَضعتُ الحبَّة مرةً أخرى فجاءتْ تلك النّملةُ وشَاهَدتِ
الحبَّةَ وحاولت كمحاولتِها الأولى ، وانصرفتَ وأتت بعدَ برهةٍ معَ صويحِباتها
ففعلتُ كالأولى وأخفيتُ الحبَّةَ ، وهكذا للمرةِ الثالثةِ ، يقولُ فلما جِئنَ للمرةِ
الثّالثةِ ولم يجدنَ الحبَّةَ اجتَمعنَ على النَّملةِ ، ومَزَّقنَها ، ومَضينَ في طَريقِهنَّ .

أما النّملُ في بيتِنا ، فأكادُ أجزِمُ أنَّهُ لم يستَفِد منِّي ولو معشارَ
ما استَفدتُ منهُ ، لا من قريبٍِ ولا من بعيدٍ
إلا دِراسَتُهُ لحالتِيَ النَّفسيةِ وإيحاءاتِ جسدِي عندما أَدلفُ إلى المنزلِ

وهل يظْهرُ عليَّ الإعياءُ والتَّعبُ ،
فيَطيبُ العيشُ ، ويَحسُنُ البحثُ عن الغذاءِ
أم أني في عزِّ النَّشوةِ والنَّشاطِ
فترجِعُ الطَّلائعُ إلى البيتِ محذِّرينَ من رولكس
بـ مثلِ يا أيُّها النَّملُ ادْخُلوا مَساكِنَكُم ..



عَجَبي لا ينْقَطِعُ من إصرارِ أصحابِ ذلكَ البيتِ على النِّضالِ
وحبِّ البَقاءِ ، ومصارعةِ الأهوالِ ، ومكابَدَةِ المشاقِّ
والتَّعاونِ ، والعيشِ في كَنَفِ العائلةِ
والأخذِ على يَدِ الضَّعيفِ منهنَّ ، والانتصارِ من الظالمِ
والدِّفاعِ عن حقوقهنَّ ..

ما أكثرَها اللحظاتُ التي أمطرتُ فيها منزِلهُ بسلاحيَ المتأبَّطَـا
كم قتلتُ منهنَّ وأرديتُ ..
ولا يزالُ ذلكَ البيتُ مدراراً بالجنودِ والأفرادِ
وكأنِّي بآدمِ النَّملِ يعيشُ فيه ، وفي بيتِنا بالتحديدِ
لا يرضى بتحديدِ النَّسلِ
ولكن ..
بتَحديدِ الهَدفِ

كم آذيتُ ذلكَ البيتَ وسَاكِنِيهِ في لقمةِ عيشِهِ
حتى عندمَا تنشُرُ النَّملُ ما جَمَعتْهُ من رزقٍ خارِجَ بيتِها
بعد ليلةٍ رَطبةٍ أو مَطيرةٍ .. خشْيةً من فسادِ الحبوبِ ، والغَلَّةِ

آتِي على غيرِ موعدٍ ، وأسطُو على ما جَمَعت
وأُلقِي بِه خارجَ المنزِلِ
أَقطَعُ طَرِيْقَها ، ولا أحمِلُ لها الكلَّ ولا أُعيْنُها على نوائبِ الدَّهرِ
وتنتَصرُ عليَّ من الغدِ بأنَّها ما زالت
تعيشُ
وتنتظرُ الشِّتاءَ
وكأنَّ المخزونَ لم ينفدْ
والحالَ لم تتغيَّر

انتِصارُها مثُبَتٌ بوقائِعِ
أنَّها ما زالت تعيشُ إلى جوارِي
رغماً عنِّي ، وتسيرُ في حَياتِها ونحو هدَفِها
أما انتِصارِي ، تَرسُمُهُ ابتِسامةٌ صفراءُ فاقِعٌ لونُها لا تَسرُّ الناظرينَ
ولكن ..
وأنا أولي الأدبارَ

لا جَديد يُذكر ..
الحربُ سجالٌ بيني وبينَها
أمَّا المنتَصرُ
فلا شك .. آدمٌ النَّملِ وذُريَّتُه وعَقِبُهُ من بَعدِهِ
بدليلِ البَقاءِ ، وضعْفِ الحالِ والوسائلِ



ولكن
وما أكثرَ هذهِ الـ لكن في مواضِيعِي

لماذا لا أستَفيدُ ونستَفيدُ من هذا المخلوقِ الضَّعيفِ البنيةِ قويِّ العزيمةِ

كيفَ لنا أن نتعلَّمَ من ذلكمُ المخلوق ..
كيفَ نستَفيدُ من نضالِهِ ..

كيفَ نعيشُ مثلَهُ في مجتَمعٍ سويٍّ متكاتِفٍ متعاونٍ
الجميعُ يأخُذُ بيدِ الجميعِ
نأنَفُ من التوافِهِ ونجتَمعُ على العِظامِ
لم تُبنَ أمَّتُنا من توافِهَ ، ولا من دعةٍ وراحةٍ
بل بجدٍّ وعزمٍ للأوائِلِ ..
هلكَ من هم خيرٌ للأمَّةِ منَّا ، لنَعيشَ ، ونكْرَمَ ونَهنأَ
يَجِبُ أن نُكمِلَ المسيرةَ نَحوَ نفسِ الهدَفِ الذي رسمُوه ولو اخْتَلفتِ الوسائلُ

يَجْمَعُنَا الهدَفُ ، حتى باختِلافِ الوسائِلِ
فقَد تغيَّرَ الزَّمانُ والأفرادُ
ولكنَّ الهدفَ باقٍ
فاخْتَرْ وسيلتَكَ .. وامضِ إلى هَدَفِكَ

***

دَعُونا نبني اللبنةَ الأولى
(الفردُ)

المكلَّفُ يبدأُ بنفسِهِ ، وغيرُهُ يبنِي فيهِ
استَثمِروا بِأبنائِكم ..
لَـــهُمُ
ولَـــكمُ
ولَــــنا

***

وَقفَةٌ : عندما مَنَعت الرئاسةُ العامةُ للشبابِ إحضارَ الطبولِ والطارِ والمايكروفونات
في المبارياتِ ، لم يحضر أحد ، وبَعدَ أن عادَت عادَ الناسُ معها ..
لأننا أصبَحنا نعيشُ بين الطبلةِ والطارِ .. فبالتَّأكيدِ لن نسمعَ غيرَ الطّنينِ




ألقاكــم
رولكس

آخر من قام بالتعديل رولكس; بتاريخ 01-02-2013 الساعة 01:33 AM.
رولكس غير متصل  


 

الإشارات المرجعية


قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 07:28 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)