|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
10-03-2013, 04:48 PM | #1 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Feb 2004
البلد: مدينة بريدة
المشاركات: 557
|
طـــــــــــــرطـــــــــعان .. بردقــــان .. طـــــــــــــــــرطـــــــــــــعان ..
حقيقة يجب أن أعترف .. أنّ هذا المعرف يكتب به شخصان لا ثلاثة شخص نفسه أمارةٌ بالسوء إلا ما رحم ربي وشخص نفسه لوامةٌ .. أما النفسُ الثالثةُ فلم أستطع أن أستكتبها في هذا المعرف فقد أبت واستعصت عليّ لأنها لا تحضرُ إلا شخصاً رضيّاً ، لا يتداخلهُ الغبشُ ولا تتواجدُ فيه النفسان الأوليان فهي تحبّ الاحتكار .. احتكارٌ مباح محببٌ وكما يقول المصريون : "مثل الفريك ما يحب الشريك" . موقفٌ مررتُ به قبل أيامٍ وكنتُ مصطحباً معي النفس اللوامة والأمارة فهما ملازمتان رغماً عني أو حتى برضى أو بدون أن أعرف لا بد من المرافقةِ رفيقي في مشواري كان اللوامةُ وكانت الأمارة معنا أما الأمارةُ فكانت نائمةً في خلف السيارة يوم أن خرجت من المنزل واللوامة قدام صاحية مصحصحة نقطة *** خرجتُ للتبضُّعِ (حلوة التبضع) لشراء غريضات ومررتُ بإشارةِ وسط الخبيب "الكنعان" وأنا أستعرضُ الآيفون ، فجعني صوت "بوري" سيارة وآخر ، وآخر فالتفتُّ فإذا جامُ -نسبة للجميع وليس للجامي- غضبها منصبٌّ على شخصٍ يقفُ على الرصيف في وسط الطريق بين المسارين حتى السياراتُ القادمةُ لم يسلم منها .. ومن الـ "البوري" فدققتُ النظرَ فيه وفي حركاتِهِ فعلمتُ أنهُ من الأشخاصِ فاقدي العقل "المجانين" وكان شاباً –والجنون متاح لجميع الأعمار حتى من على الكراسي وفيهم بكثرة- أعطيه ما بين الثامنة عشرة والعشرين سنة وبالطبع مجنون ، تصرفاته لطفل بل أدنى من ذلك وليس عليه حرجٌ ... فآلمتني رفيقتي اللوامة وشددت عليّ بالتصرفِ فانتهزتُ الجوالَ واتصلتُ برقمِ الأمن رولكس : آلوووووووووو عسكري : عالوووووووووو رولكس : عندي مجنون عسكري : وده للنفسية رولكس : لا .. أقصد يوجد بالشارع بنص الخبيب مجنون بيصدم تصرفوا عسكري : إيه .. هذا جانا أكثر من اتصال علشان رولكس : ولا تصرفتوا . عسكري : أرسلنا له دورية من شوي رولكس : طيب عسكري : لحظة عطنا جوالك واسمك ورقم بطاقة الأحوال رولكس : طرررررررررررررررع *** التفت على اللوامة وقلت الأمور تمام ، بيجون يضفونه ويحمونه ويحمون غيره ودورة وآخذ الأغراض ، وأرجع من نفس الطريق ، للمفاجأة مفاجأة ،،،،، المسكين "المجنون" لازال متسمر بوسط الطريق والبواري تتخاطفه من كل جهةٍ ولا يملك إلا أن يبتسم يمنة ويسرة ويعبّط إيدينُه المسكين *** لا أخفيكم ،، هزبتني اللوامة وقالت أجل أنت تصرفت عندها توقفت مقابل الفالح للرياضة مع التكاسي ومعيقي الحركة بالمنطقة بسرعة عالية .. توقفت عندها دبجت الأمارة بالسوء المرتبة الخلفية وصحت من النوم ودار الحوار التالي : الأمارة : على وين إن شاء الله رولكس : أبجيب هالمسكين لا يصدم الأمارة : اقعد بس وامش لا تصدم أنت رولكس : والله إنك صادقة الأمارة : وأنت مكلف بخلق الله رولكس : إيه وبعد اتصلت بالأمن ما جو الأمارة : شفت وشلون .. امش بس عندها لم أنتبه إلا على كف حلاقة من يد حانية .. من اللوامة اللوامة : انزل بس جبه .. المؤمن للمؤمن كالبنيان وإذا ما نفع غيرك انفع أنت رولكس : صحيح الأمارة : شف .. اصبر رولكس : انثبري ونامي *** نزلت واتجهت إلى المسكين وعبرت الشارع ووقفت بجانبه ، حيث يوزع الابتسامات وأمسكت بيده ، وبدأت أعبر به الشارع كان يرددُ باستمرار : طرطعان .. بردقان .. طرطعان .. بردقان .. طع طع ولهم طقوس ، عافانا الله إياهم وجميع المسلمين خطواتُه مثقلة حاول إفلاتَ يدي وكأنّه يقول : اتركني للمجتمع الذي لا يرحم ، دعهم يتخلصون مني دعهم .. وتأكد سيتصرفون فقبضت على ساعده ويده وسحبتُه إلى أن أوصلتُه إلى الرصيف المقابل وتركتُهُ هنالك خشية أن يعبر مرة أخرى ولكنّه وقف ، وجلس يلقي نظرة على الناس نظرة بانورامية مبتسماً .. ولا أستغربُ أن تكون ابتسامات صفحٍ ومغفرة لمن راعَهُ ، أو عبَثَ معه ، ولمن أهملهُ بمكانه ثم اختفى بين السيارات المتوقفة "سيارات التأجير" عدتُ لمركبتي ومررتُ برجال التاكسيات واقفين يقتنصون الدنيا يقتنصون الراكبين لأجل ريالين .. قال أحدهم : جزاك الله خير ، ما قصرت فالتفت بغضبٍ : إليه ومن معه ، وقلت : لكم فترة تشوفونه ماتتصرفون فوجم الجميع ركبت السيارة وغادرت كما غادر ذلك المسكين بهدوء *** يجب أن يتكاتف المجتمع مع هذه الفئة ، وهي فئة غالية علينا نستمطر بها حين الجدب ، حين نحسن إليها يدفع عنا الله السوء حين نسيء إليها فلا نأمن عقابهُ .. حين قال عليه الصلاة والسلام : ( من ابتلي من هذه البنات بشيء فأحسن إليهن كن له ستراً من النار ) متفق عليه ويعني البنات ، ووسمهنّ بالبلوى وهنّ يجررن الخير وأثنى الله عليهن بكتابه : (أَوَمنْ يُنَشَّأُ في الحليةِ وهوَ في الخِصَامِ غيرُ مبينٍ ) ووعدَ بالأجرِ العظيمِ للإحسانِ إليهنّ فكيفَ بمن ابتلي بهذهِ الفئةِ الغاليةِ علينا ، فئةُ فاقدي العقلِ ، واضمم إليهم إن شئت فئةُ الاحتياجاتِ الخاصةِ ، وأصحاب متلازمة داون "المنغوليين" يجب التكاتُف نحوهم فهم منا ونحنُ منهم وابتغوا الأجر من الله فيهم .. *** وقفتان : الأولى لا تغضب من العامل عندما تدير محرك السيارة بعد غَسلها وتشتغل مساحة الزجاج الأمامي لأنه في نفس الوقت اشتغل مكيف الهواء فلطف به جوك الثانية ألقاكم على خير إن شاء الله رولــــكس |
الإشارات المرجعية |
|
|