|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
22-04-2013, 02:52 AM | #1 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Feb 2004
البلد: مدينة بريدة
المشاركات: 557
|
لحظة : لحــــظات الـــــــولادة .. .. أرويـــــهــــــا لــــــــــكــــــــــــــــم
قبلَ الفجرِ يبدأُ المخاضُ .. الأجواءُ ملبدةٌ بالهمومِ ، والطموحِ ، والخوفِ ، والوجلِ وكأيِّ جديدٍ ، وتجربةٍ أولى ، يكمنُ الفرقٌ والفَرَقُ هناكَ حركةٌ والوضعُ العامُّ متوترٌ ، جلبةٌ ، ولا مجالَ للتفريطِ فالانتظارُ طالَ ، ولا يحتملُ الوضعُ الإخفاقَ ، هكذا يتأزَّمُ الموقفُ الرَّحمُ لا يتَّسِعُ لواحدٍ فكيفَ باثنينِ .. ولا يعلمُ الجميعُ ما سيحصلُ الكِبرُ لهُ ظروفُهُ ، والوقتُ والإمكاناتُ لا تسمحُ بالنَّجاحِ ، ولكنَّ هناك مؤشراتٍ له فقط .. .. لتبدأ المخاطرةُ .. وقد بدأت الآن ساعاتُ الصَّباحِ الأولى .. وطالَ المخاضُ ، في العادةِ ينتهي بفرحةٍ بعدَ ساعاتٍ قليلةٍ ، ولازالَ يلقي بظلالهِ لثلاثةِ أيامٍ ولا يُعلمُ ما النَّتيجةُ !! البيتُ خالٍ من أيِّ أحدٍ إلا الراقدُ على الفراشِ ، لحاجَتِهِ ، ويستشعرُ أخبارَ الولادةِ فهوَ بشوقٍ للقادمِ الجديدِ ، تبدو أنامِلهُ وقد أعياها الانتظارُ لما سيحدثُ وإن كانت غضَّةً .. تلكم الصورةُ تنتَقلُ إلى مقرِّ الولادةِ .. وهناكَ هدوءٌ مشوبٌ بالحذرِ ، الوقتُ حانَ ، ولا بدَّ للرأسِ أن يبدو فمعلومٌ وجودُهُ ولكنّ خروجَهُ بيدِ ربه -تعالى- ، كأيِّ ولادةٍ يكونُ الاستعدادُ على أتمِّهِ جميعُ المكلفينَ متواجدُونَ ، ومن يعنيهمُ الأمرُ يترقَّبونَ حتى مع قلَّتِهم بعيدٌ وقريبٌ .. عُلْويٌّ ، وسُفليٌّ فهيَ لا زالت أسرةً صغيرةً ، لم تزِدْ بعد حتى إبليس كان حاضراً ليطعنَ بالخاصرةِ نسائمُ الصُّبحِ بانت وبانَ معها الرأسُ خارجَ الرَّحمِ بانَ وتبعتْهُ القدمانِ ، وتبعتْهُ الدُّنيا بأسْرِها ، الآمالُ ، والتَّطلعات لم يخرج من فيِّهِ أيُّ صرخةٍ ، فقد خنسَ الخنَّاسُ لا يوجدُ من يؤذِّنُ في أُذُنِهِ .. فالوضعُ يحتاجُ للسرِّيةِ ، فالعينُ ترقبُ خرجَ الرأسُ الثاني .. وتوالتِ الخطواتُ .. الفرحةُ تملأُ المكانَ والآفاق .. هنا البدايةُ وربُّ البيتِ حامِيها زغردي ياطيورُ ، ولتردِّي ياآفاقُ ويا جبالُ قدمَ المنتظرُ .. عجلى .. التفاتاتٌ وجلى ، من الرأسِ الثاني أمَّا الأولُ فبسم الله مَجريها ومرساها ، اكتمالٌ بالجسمِ والعقلِ والأهمُّ إيمانٌ لا تهُزُّهُ ريحٌ ، يقينٌ لا تُدنِّسُهُ شائبةٌ .. الطريقٌ طويلٌ ، عشرُ مراحلَ .. كلُّ مرحلةٍ أربعون .. وما أشقَّها على الآمنِ فكيفَ بالمطلوبِ حيَّاً وميِّتاً .. وما أعظمَ الجائزةَ ، وما أعظمَ النيلَ والطَّلبَ .. هناكَ غبارٌ قادمٌ .. يلوحُ بالأفقِ اقتربَ .. فاقتربَ .. دنا فتردَّى .. قابَ قوسينِ أو أدنى وما أسرعَ الملتقى لكن لا مجالَ ، لا نيلَ للطَّلبِ يا صاحبَ الغبارِ فالترابُ أخفُّ من غُباركَ عندَ الحاجةِ ، وبعدَ الأمرِ وللضَّيفِ الإكرامُ .. بسوارينِ ، لن يحتاجَهما مستقبلاً .. فقط .. وعدٌ ووفاءٌ ابتعدَ المسيرُ ولكنّ الخوفَ قائمٌ ،، فالأمانةُ نفيسةٌ ، والحِملُ غالٍ الكونُ بأسرِهِ في حالةِ ترقبٍ عند اقترابِ الوصولِ ، وأشدُّ من ذلكَ أولئكَ القومُ المنتظرون ، اللهفةُ تحدوهم والشوقُ يُخرجُهم كلَّ صبحٍ إلى المغيبِ .. بانتظارِ القادمِ ولكنّ اليأسَ دائماً يدبُّ عند الآصالِ بدؤوا ينقلبونَ على أعقابِهم كعادةِ كلِّ يومٍ.. إلى بيوتِهم وليومٍ آخرَ من الانتظارِ معتلي النخلةِ .. .. يصيحُ أدركوا .. صاحِبُكم ، قد وصل .. قد وصل الضجَّةُ ترتفعُ ، الجميعُ يصيحون ويتنادونَ ، يخرجونَ بدونِ أحذيةٍ أو أرديةٍ ينهضونَ بدونِ شعورٍ .. .. قدِمَ الغالي ، فهبوا إليهِ اثنانِ يملؤهما التعبُ براحةِ الشوقِ يقتربانِ من صوبِ الثّنِيَّةِ .. يقبلُ الناسُ ، والملائكُ حضورٌ ، والكونُ بأسرِهِ أعلنَ انتهاءَ حالةِ التأهبِ .. إلى حينٍ يحيطُ النَّاسُ براكبِ الدّابةِ ، يتأملونَ "الأَسَنَّ" منهما يلمسونَ أجزاءَ جسمِهِ البعيدُ والضّعيفُ في مؤخرِ المتحلقينَ حوله وهم فقط يأملونَ .. بلمسِ الدَّابةِ يصيحونَ فيهِ يا محمد ، يارسولَ اللهِ أهلاً بكَ فيبتَسمُ إليهمُ ويقولُ لستُ بصاحِبِكم بل ذاكَ التفتَ الناسُ جميعاً صوبَ الإشارةِ إلى الأشمِّ .. على القصواءِ فصارَ الضَّعيفُ والصَّغيرُ البعيدُ هوَ الأقربَ منه .. إيذانٌ بقدرٍ بأنَّ هذا هو القدرُ .. قريبٌ من هؤلاءِ قبلَ القويِّ اجتمعَ النَّاسُ حولَهُ يجرونَ خِطامَ الناقةِ .. كلٌّ يريدُ الذّهابَ بما حَمَلت إلى بيتِهِ فشرفٌ قربُهُ والبداءةُ بهِ إيذانٌ .. من الله –عز وجلّ- عبرَ رسولِهِ –عليه الصلاةُ والسلام- "دعوها فإنَّها مأمورةٌ " .. تسيرُ والنَّاسُ –على غيرِ العادةِ- أمامَها ، لا أحدَ يعترِضُ طريقَها وهيَ لا تكترثُ لأحدٍ ، فعُلِّمت إلى أينَ .. !! إلى مكانِ المسجدِ .. المسجدِ الشريفِ فمنهُ بدأنا ، وإليهِ ننتهي فرداً فرداً لمن أرادَ أن يُحشرَ مع محمدٍ عليه الصلاةُ والسلامُ ألقاكم رولكس |
الإشارات المرجعية |
|
|