بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » علاج الأسباب لا علاج الظواهر .. !

ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول

 
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 15-07-2013, 04:25 AM   #1
دعبل نجد
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Aug 2007
البلد: !!!
المشاركات: 2,024
علاج الأسباب لا علاج الظواهر .. !

علاج الأسباب لا علاج الظواهر .. !

قبل أكثر من خمسة عشر عاماً تجرأ أحد المغنين وقرأ الفاتحة على لحن غنائي مصحوبا بصوت المعازف الموسيقية وضج الناس حينها وأعلنوا غضبهم وإنكارهم وانتشرت بعض المطبوعات التي تبين خطورة فعله وأنه ردة عن الدين , وانتشرت فتاوى لبعض العلماء بكفر ذلك الفاعل ووجوب إقامة حد الردة عليه وهكذا في تفاعل كبير جدا اتفقت فيه غضبة الشعب ممن سخر من مقدساته وجهود العلماء والدعاة المبينة حجم وخطورة هذا الفعل وشناعته , ولكن هذه الغضبة وهذا الحماس ما لبث أن هدأ وضعف نتيجة عدم وجود خطوات عملية لاستئصال مثل هذه الأورام من جسد الأمة يقوم عليها مجموعة من المحتسبين والمصلحين على منهج واضح وقويم .
كنا ومازلنا نكرر هذه الخطوات مع كل منكر ومع كل طامة يفاجئنا بها الإعلام ندغدغ عواطف العامة ونلهب حماسهم وما نلبث أن ننسى أو نتناسى خطورة تلك المنكرات وننشغل عنها .
إنّ ثقافة إنكار المنكر لدى كثير من المحتسبين تحتاج إلى إعادة نظر وتقويم حيث إن الإنكار لا يقصد منه الإيقاف المؤقت للمنكر فقط مع أن هذا مطلب ولكن الأهم السعي لعدم تكراره واجتثاثه من جذوره .
إن انشغال المصلحين بعلاج الظواهر السيئة بعيدا عن الأسباب ما هو إلا مضيعة للوقت والجهد بينما لو سعوا إلى المسببات وقاموا بعلاجها إما بإصلاحها أو حتى استئصالها لوفروا بذلك الوقت والجهد وضمنوا عدم تكرار تلك الظواهر وقاموا حق القيام بأمر الله سبحانه الذي أمرهم فيه بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في غير ما موضع من كتابه .
ما فائدة أن تجلس على ضفة النهر لتنقذ الغرقى وتترك المجنون فوق الجسر يلقي بالمارّة في النهر !؟
ولأن الإعلام العربي عموما وخصوصا الرسمي منه ما هو إلا سبيل للتغريب ونافذة للتحرر كما هو مشاهد وظاهر , يحارب الفضيلة ويسعى لنشر الرذيلة ويزين المنكر ويشين المعروف ويسخر من العلماء والدعاة والمصلحين ويحرض المسلمين على بعضهم , بل ووصل به الحال للسخرية من بعض المقدسات والمبادئ في ظل حمايته من قبل المتنفذين ودعمهم المادي والمعنوي له , وحصانته من القضاء الشرعي وغير ذلك من الأسباب التي تدفعه دفعا لإشغال الناس في دينهم واستفزاز مشاعرهم , والواقع شاهد لا تمر بضعة أيام إلا وينشر مقال مشكك أو رسمة كاريكاتورية مستفزة أو مشهد ساخر برمزٍ أو ركن من أركان الدين وهكذا هي في ازدياد وتكرار , حتى أن كثيرا من الناس استمرأوا مثل هذه المنكرات وكثير من المصلحين فتروا عن إنكارها وكثير من العلماء أصبحوا يتجاهلونها وهكذا يستمر المخطط التغريبي ويتقدم الخطوة تلو الخطوة مقابل تراجع المشروع الإصلاحي خطوات مقابل كل خطوة .
لا يجوز أن ننشغل بكل منكرٍ يفجؤنا به الإعلامُ على حدة ولا أن نضيع وقتنا في قضايا فرعية نشبع بها عواطفنا فقط .
ماذا يعني عندما يسخر الإعلام من داعية من الدعاة أن أضع صورته في حسابي في تويتر أو في معرفي في الانترنت لبضعة أيام .!؟
ماذا يعني أن أكتب قصيدة عصماء في هجاء من استهزأ بشعيرة من شعائر الدين ثم أنام مرتاح الضمير .!؟
تبقى الأشياء الشكلية شكلية لا تسمن ولا تغني من جوع ويظل الواقع يئن من التقصير ويفتقر إلى الخطوات العملية لإيقاف هذا العبث .
لا تنقذ الغرقى ولا تدافع عن الدعاة ولا تكتب قصائد الهجاء في أهل المنكر ولكن أبعد المجنون عن الجسر ليعبر المارة بسلام , وصحح مسار الإعلام من أصله واسع إلى تغيير سياسته لتكون وفق الهدى المنير وليؤطر أهل الباطل على الحق إن استمروا في غيهم وعنادهم .
مشكلتنا ليست مع أشخاص يمثلون المشاهد الساخرة أو يكتبون المقالات المشككة أو يرسمون الصور المستفزة , بل مشكلتنا أكبر من ذلك بكثير فمشكلتنا مع سياسة إعلامية مضللة فتحت الباب على مصراعية لهؤلاء الرعاع ومنعت أهل الإصلاح من ممارسة واجبهم ونصبت على كل وسيلة إعلامية مقروءة أو مرئية شخصية تنتمي لطيف معين عرف بعداءه لكل ما يمت للفضيلة بصلة .!
مشكلتنا في سياسة إعلامية لا تحتكم لدستور البلد ولا تتقاضى أمام قضاته ولا تهتم بثقافة شعبه .
هنا المشكلة ..
وعندما تعالج لن تتكرر تلك الظواهر المؤلمة .
__________________
مَـنْ يـُعَـمّـَرْ يـَجِـدْ أَحِـبّـَاءَهُ فِـيْ الأَرْضِ أَوْفـَى مِمَّنْ عَـلَيْـهَا وَأَحْـنَـى ..!
دعبل نجد غير متصل  


 

الإشارات المرجعية


قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 10:31 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)