بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » حـلـقـات رسائـل [ الأنـا ] ( عـشـر حـلـقـات )

ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول

 
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 03-10-2013, 03:11 PM   #1
علي لسـلوم اليـامي
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Sep 2013
البلد: بين مدينة نجـران وبريـدة
المشاركات: 51
حـلـقـات رسائـل [ الأنـا ] ( عـشـر حـلـقـات )


الحمد لله وحده وبعد:

فلا أشكُّ أبداً أنَّ لكلِّ واحدٍ منّا مواقف وذكريات يودُّ التعبير عنها بطريقته الخاصَّة؛ لكنه يخشى التكلُّف والتعسُّف فيها، ومهما كانت تلك المواقف؛ فإنَّ الغرض الأسمى من ذكرها هو الشفافية والوضوح مع (الأنا)؛ باعتبار أنَّ الإنسان في هذه الحياة يسير فيها بمجدافين:
المجدافُ الأول: مجدافٌ في الماضي يُمثِّل له كتاباً مفتوحاً يتعلم منه في مستقبل أيامه.
المجدافُ الثاني: مجدافٌ في الحاضر يحاول أن يكتب صفحاته بنفسه وبما يعتقد أنه يُرضي ضميره (الأنا) بعد رضا الله - عزوجل -.
وعلى أيُّ المجدافين سار المرء؛ فإنَّ المسؤول عن نهاية كل واحدٍ منهما: هو (الأنا) التي بها تقوم ذاتُ الإنسان، وتتشكل بها ماهيَّة تلك الشخصية، علماً بأنَّ القصد هنا ليس (الأنا) التي حذَّر منها الإمام ابن القيم - رحمه الله -، بقوله:" وَلْيَحْذَرْ كُلَّ الْحَذَرِ مِنْ طُغْيَانِ (أَنَا)، (وَلِي)، (وَعِنْدِي)، فَإِنَّ هَذِهِ الْأَلْفَاظَ الثَّلَاثَةَ ابْتُلِيَ بِهَا إِبْلِيسُ وفرعون، وقارون:
1- فـ ( أنا خيرٌ منه ) لِإِبْلِيسَ. [ص: 76]
2- و ( لي مُلك مصر ) لفرعون. [الزُّخرُف:51]
3- و ( إنما أُوتيته على علم عندي ) لقارون. [القصص:78]
وَأَحْسَنُ مَا وُضِعَتْ (أَنَا) فِي قَوْلِ الْعَبْدِ: أَنَا الْعَبْدُ الْمُذْنِبُ، الْمُخْطِئُ، الْمُسْتَغْفِرُ، الْمُعْتَرِفُ وَنَحْوِهِ. (وَلِي)، فِي قَوْلِهِ: لِيَ الذَّنْبُ، وَلِيَ الْجُرْمُ، وَلِيَ الْمَسْكَنَةُ، وَلِيَ الْفَقْرُ وَالذُّلُّ: (وَعِنْدِي) فِي قَوْلِهِ: اغْفِرْ لِي جِدِّي، وَهَزْلِي، وَخَطَئِي، وَعَمْدِي، وَكُلَّ ذَلِكَ عِنْدِي ". [ انظر كتاب : زاد المعـاد لابن القيم ( 2 / 434 ) ]

والمقصود: أنها خواطرٌ سريعة لكلِّ (أنا)، كتبتها لكُلِّ إنسان طموح، كان - وما زال - يطمح في إرتقاء ذاته (الأنا)؛ (لعلَّ وعسى) أن يصل أثر ذلك إلى وجدانها.

وختاماً : هـذه باقة شكرٍ لقارأين:

الأول: من تفضَّل - مشكوراً - بقراءة هذه الخواطر، وألهمني جُزءاً من إهتمامه، سائلاً المولى - عزوجل - أن ينتفع بها.
الثاني: من سعى إلى تطوير (الأنا)، وَرَفْعِ مكانتها لمعالي الأمور بدلاً من العيش في سَفَاسِفِها فأحسن الظن في هذه الخواطر.
التوقيع: علي بن مسفر لسلوم اليامي.
صباح يوم الخميس الموافق للتأريخ : 26 / 9 / 1434هـ
منطقة عسير : حي الربوة بمركز الواديين


1- الوقوف الدائم مع أخطاء (الأنا) وفي كل (حين)؛ ليس من الصحة بمكان؛ فارفق بها، وتعاهدها بين الفينة والأخرى، وهذا يكفي في تقويم العِوَجْ - بإذن الله -.

2- لا تظهر محكَّات الرجولة للمرء؛ إلاَّ في أصعب المواقف، وهذا هو الفيصل بين من يتغنّى بالوفاء، وبين من يترك وفاء (الأنا) تتكلم على سجيّتها الخاصّة.

3- مهما بلغ الإنسان في العلم والمعرفة ولم يكن (للأنا) نصيبٌ من العمل بالعلم؛ وإلاَّ فإنه سوف يبقى في جَفَاءٍ روحيِّ ملموس، خاصَّة عند التعامل مع الناس.

4- هناك أسماءٌ في الذاكرة أصبحت مرهونة بعبارات التحطيم والتركيز على اللغة السلبية، وكأنَّ التفاؤل لديها قد ذهب ضياؤه للأبد، والألمعيّ: من ترك مجالستهم حِفاظاً على سلامة (الأنا) من شوائب التحطيم.

5- ليس كل ما تفكر به يا صاحب (الأنا) يستحق النشر بين الناس دون تمحيصٍ ومراجعة، فكن على حذر مما تكتب (الأنا).

6- النقاش العلمي الخاطئ تجده يقوم على إستهداف شخصية (الأنا)، ويترك أصل الفكرة التي يدور عليها النقاش، وهذا ما يرجوه المخالف مع ندِّه ، لئلاّ ينكشف القناع الذي يتلبَّسُ به.

7- كن صريحاً مع (الأنا)، ولا تجامل؛ فقد باتت بعض المواقف معها تستدعي المكاشفة.

8- في كل زلَّة قدم؛ هناك ضميرٌ (للأنا) يعترف بالخطأ، فكن عوناً له بعد توفيق الله عزوجل في إرشاده للصواب بالتي هي أحسن، بدلاً من الغِلْظَةِ والجفاء.

9- هناك عباراتٌ (للأنا)، وأفكارٌ حماسية تحتاج إلى تأمل، وبُعُدُ نظر قبل إخراجها من مهدها.

10- لكل مناسبة حديث يختصُّ بها، فارفق بنفسك يا صاحب (الأنا) وتريّث قبل الكلام؛ فالعجلة سوف تجعل منك حديثاً تلوكه المجالس مالم تعقل ضريبة تلك العجلة.


آخر من قام بالتعديل الـعـابـر; بتاريخ 10-10-2013 الساعة 08:20 PM. السبب: تم دمج جميع الحلقات لأجل ان لاتتفرق وتضيع ، و للفائدة العامة
علي لسـلوم اليـامي غير متصل  


 

الإشارات المرجعية


قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 11:47 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)