[علي لسـلوم اليـامي]

فاتحـة :

اسمحوا لي معاشر الإخوة الأفاضل والأخوات الكريمات أن أتكلم معكم بكل بساطةٍ حول ثلاثة مواطن أعتبرها ركائز الحُبّ التي تُشعر كل واحدٍ منَّا بسعادة وانشراح يتمنى بألاَّ تنقضي مجالسها في يومٍ ما وهي خواطرٌ ذكرتها اليوم وأنا في طريق سفرٍ يبعُدُ عن الأهل والخلّان - فضلاً - عن الوالدين 1300 كم فخذوها كمراجعة لعفو الخاطر الذي لم أتكلّف في كتابتها ورؤية تصاريفها اللفظية بل أوردتها كما جاءت في الخاطر المكدود فإنّ راقت لكم فالحمد لله وهذا فضل الله - أولاً وأخيراً - وإلاّ فأمروها كما جاءت :

الموطن الأول : في حضرة الوالدين وهذا الموطن لا يُفتقد إلاَّ في حالة السفر الذي يكون حائلاً بين المُحب وبين محبوبه لا سيَّما السفر الطارئ. أو في حالة لا علاقة للعبد فيها ونسأل الله ألاَّ يرينا في أحبتنا شيئاً من هذا؛ وهي السجن أو المرض أو القهر الذي يُجبر المرء بالبُعد عن مجتمعه بما فيه رؤية والديّه وقسوا على هذاالموطن غياب الزوجة وغياب الأبناء لا حرمنا الله منهم فألله الله في البرّ وتوخي موجباته لا حرمنا الله وإياكم من برِّ والدينا أحياءً وأمواتاً .

الموطن الثاني : في حضرة الأصدقاء ومن نحب الجلوس معهم وهذا الموطن يكاد يكون هو المسيطر على كل المجتمعات - خاصة - من يكون إجتماعيّاً بطبعه من تلك المجتمعات ويميل إلى تكوين أُلفةٍ مع الناس فكيف بمن يميل في طباعه - وللأسف - إلى خلاف ذلك من خَلْقِ جفوة مقصودة من حيث التعالي والكِبر - فضلاً - عن التهميش والإحتقار فلنحذر من هذا المسلك المشين .

الموطن الثالث : في حضرة الهمّ الذي يجعل العبد يظنَّ بأنَّ الحياة لا قيمة لها ألبتة فإذا خلا بنفسه وطرح بين يديّ ربه كل الهموم وكانت ثقته بربه حاضرة المقصد والتفكير فإنَّ الله عزوجل لا يُخيِّب ظنه ورجاه كما قال تعالى: ( قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً ) فإذا استشعر تلك المعاني فإنّا نجده يطيل البثّ ويؤمّل مالا يُؤمِّل في غيره سبحانه .

التوقيع : علي