بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » من يبلغ عني هذه الرسالة إلى جوانتنامو..حامد العلي..

ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول

 
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 16-05-2002, 05:07 AM   #1
صراع الأمواج
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Jan 2002
البلد: سويسرا
المشاركات: 553
من يبلغ عني هذه الرسالة إلى جوانتنامو..حامد العلي..

بسم الله الرحمن الرحيم

من يبلغ عني هذه الكلمات للأبطال في سجن غوانتناموا


***يمضى عليهم الليل والنهار ، لا يفرقون بينهما ، والفضاء المترامي الأرجاء ، قد
ضاق عليهم فصار كسم الخياط ، جاثمون على ركبهم في زنزانة سوداء الجدران ملؤها
الكآبة ، ليس فيها إلا مصباح ضئيل يجاهد لتمزيق الظلام فلا يفلح إلا قليلا ، قد
ذبلت أجسامهم ، فصارت كأفراخ ضم الجوع والبؤس بين ضلوعها ، فهي تعانق الحزن والأسى
صباح مساء .

***شاحبة وجوههم ، شاخصة أبصارهم ، مرتعشة أيديهم ، محزونة قلوبهم على مصاب الإسلام
في كل بقاع الأرض ، يسمعون هدير أمواج جزيرة (غوانتناموا ) ، وزمجرة رعودها ، وزفيف
رياحها ، وقعقعة سلاسل الحديد بين أرجلهم وأيديهم ، فيحسبون أنها نذر شؤم ، تأتيهم
من مستقبل مجهول ، في عالم مجهول ، أو أنها أجراس الموت تعج عجيجا ، وتلج لجيجا ،
فتبعث في الكبد لهيجا .

***يقاسون الآلام الشداد ، قد غدت قلوبهم نهبا مقسما في يد الهموم والأفكار ، بعضها
مما يحاك بالعالم الإسلامي من المكر الكبار ، و بعضها مما هم فيه من البلاء ،
وبعضها من ذكرى الآباء والأمهات الذين يعالجون كل يوم أنين الوالهين ، وينفثون
زفرات المكروبين ، والأولاد الصغار الذين خلفوهم ، فهم يلحفون في السؤال للام
المفجوعة :

***أين أبي يا أماه ، ما فعل أبونا حتى يذهبوا به ، فيلقوه هناك ، بعيدا عنا في تلك
الجزيرة الموحشة ، وحيدا طريدا ، لماذا يلبسونه هذا اللباس ، لماذا يكبلونه بهذا
الحديد ، ما ذنبه يا أماه ، ولماذا لا يأخذون الذين يقتلون المسلمين في فلسطين؟
ويأخذون آباءنا بدلا منهم ؟

***فتفيض الدموع من مقلتيها ، وتمسك بيد الصغير ، وتجيب بصوت متقطع لا يكاد يبين:
أي بني ، ليس لأبيك ذنب ، أبوك البطل ، قد نذر نفسه لامر عظيم جلل ، قد نذر نفسه
لينصر الإسلام ، ولكن أكثر الناس لا يعلمون .

***وسيرجع إليك ليأخذ بيدك الصغيرة هذه ، ويذهب معك إلى حيث كنتما تذهبان وتلعبان ،
أو يختاره الله شهيدا ، فتحيى بموته أمته من بعده ، وحسبت الأم أن هذه الكلمات
كبيرة على عقل ولدها الصغير ، ولكنها أرادت أن تبقى في ذهنه حتى إذا كبر استرجعها ،
فغدت له نبراسا يعلي همته ، فيغدو بطلا مجاهدا كأبيه .

*** وبينما أولئك الليوث القابعة وراء تلك القضبان ، على هذا الحال ، وبين هذه
الهموم ، إذا جاءهم صدق يقينهم بالله ، فقذف في صدورهم الانشراح ، وتنزلت عليهم قوة
توكلهم على الله فأرسلت على قلوبهم أعطر الرياح ، وتذكرت قلوبهم احتساب ثواب الآخرة
فعادت إلى أرواحهم الأفراح .

***إن الأبطال الذين في غوانتناموا ـ مهما حاول الإعلام الغربي زخرفـــة جريمة
أسرهم ـ ليسوا سوى ضحية إرهاب القوى العظمى ، التي في سبيل بلوغها أوج الاستكبار
تعبث بكل الفضائل الإنسانية، وتعمى عن كل القيم البشرية، وتستخف بكل حق ، وتتلاعب
بكل نظام ، بروح طاغية في الاستبداد ، وسادرة في العلو في الأرض والفساد .

***وهاهم الأمريكيون الذين نصبوا تمثال الحرية على مدخل إمبراطوريتهم الصهيونية ،
ينتهكون كل حقوق الإنسان في حق هؤلاء الأسرى ، لتسقط عنهم أقنعة الزيف التي طالما
تبجحوا بها .

***ولقد صدق الكاتب الساخر ( برناندشو ) إذ قال ذات مرة ( يقولون إنني كاتب ساخر
،ولكن لم تبلغ بي السخرية أن أذهب إلى أمريكا وأرى تمثال الحرية على مدخلها ).

*** ويا أيها المتفاخرون بجبروتهم ، القائلون : من أشد منا قوة ، تربصوا ، فستمضي
عليكم سنة الله في المستكبرين ( استكبارا في الأرض ومكر السيء ، ولا يحيق المكر
السيء إلا بأهله ، فهل ينظرون إلا سنة الأولين ، فلن تجد لسنة الله تبديلا ، ولن
تجد لسنة الله تحويلا ، أولم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم
وكانوا أشد منهم قوة ، وما كان الله ليعجزه من شيء في السموات ولا في الأرض إنه كان
عليما قديرا ) .

فيارب لا تبعث إلي منيتي **** إلى أن أرى الوعد المؤمل والنصرا
في نهضة بكرية عمريـــة **** تعيــد إلينـــا مجدنــــــــا تارة أخرى

حامد عبد الله العلي
__________________
صراع الأمواج غير متصل  


 

الإشارات المرجعية


قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 11:11 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)