[نساب صغير]

القصيم بلد العنصرية ومنطقتها
اعزائي وعزيزاتي اعضاء مجلس عنيزة الموقر

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . وبعد :

بداية ترددت قبل الكتابة كثيرا لانني اكره الاتهامات وخصوصا الاتهامات اللتي

تفند على ان الكاتب يبحث عن اهداف شخصية .. او غيرها .

ولكني تحدثت مع جميع من يرتكز عليهم المقال في تقسيم العنصرية القصيمية

وكلهم اجمعوا على ان الاخرين لا يقبلونهم .. لهذا السبب هم يحاربونهم او لا يقبلونهم

وكل طرف يتهم الطرف الاخر في عدم قبوله .

في البداية كنت ولدت وتربيت في قرية ليست صغيرة ولكنها لم تصل الى مسمى المدينة

عشت طفولتي وعلى عادت اهل تلك القريه وعلى عادة اقربائي وعائلتي

كان المجتمع ضيق وقليل التنوع لذلك لم نشعر بفرق في التعامل وكل من يأتي جديدا الى تلك القرية يعيش بين اهلها على انه ضيفهم جميعا فلا بد من كرمه واحترامه .
وان طال به البقاء . اصبح من اهل تلك القرية وعاش وفق عاداتها وتقاليدها .

فانا اجزم بان الفرد يجب ان يتأقلم مع المجتمع وليس المجتمع من يتأقلم مع الفرد .

اكملت دراستي حتى الثانوية في هذه القرية .

بعدها انتقلت الى مدينة الرياض وهي مدينة الجميع كما احب ان اسميها لدراسة الجامعة
وكان هناك الطلبة من كل حدب وصوب .

وكنا نقيم العلاقات الكثيرة مع الجميع .. ولكن الجميع ييقن انها علاقات وقتيه لغرض

الدراسة .. واحيانا من تصادقه خلال ترم دراسي واحد .. يبتعد في الترم القادم بحكم الجدول الدراسي .. ولكن يبقى الود والاحترام .

تخرج محصله نهاية باصدقاء اوفياء .. لا يتجاوزون عدد اصابع اليدين وقد يتقلص
العدد الى اصابع اليد والواحده وربما اقل .

ولكن الشاهد هنا .. اننا في مجتمع واسع بمختلف ثقفات ابناء الوطن الواحد ..
ومن خلال هذا المجتمع تكتشف الكثير من ثقفات ابناء بلدك .. لم تعلم بها من قبل .
وان اهتمامات الجميع كانت التحصيل العلمي فقط المرتبط في الخمسة ايام
التي بها الدراسة الفعلية .. فنهاية الاسبوع تمنح نفسك اجازة لسفرة قريبه الى مكانك وثقافتك واسرتك .

واثناء الدراسة تم انتقال العائلة الى مدينة عنيزة .. هذه المدينة المشهورة .. الحالمة

فتغير اتجاه سفر نهاية الاسبوع بتجاه مدينة عنيزة للبحث عن المكان والاسرة والثقافه .

وبدأت معها احلام اخرى مرادفه للاحلام السابقه فرضها تغير المكان .

تعودنا على عنيزة واحببناها .. واصبح الانتماء لها

حتى قررت نقل ملفي الجامعي للقصيم .. لنندمج اكثر في هذه المدينة واهلها

كانت اللقاءات سطحية تتسم بالاحترام والحب مع جميع اهل هذه المدينة خصوصا والمنطقة بشكل عام .

وعند الوظيفة الحلم الاكبر .. كانت في شركة .. مكان العمل مدينة الجميع الرياض

انتقلت مجددا الى الرياض .. وبدأت رحلة فراق القصيم .. وكان الامل كبيرا بالعودة لوجود الكثير من متطلبات العمل لهذه الشركة في القصيم .

كانت الشركة كبيرة جدا .. وكانت تجميع جميع اصناف مجتمعنا العزيز

فجميع ابناء مناطقها ومدنها متواجدين وعلى مستوى طبقاتهم .

القبائل بتقسماتها .. الحاضرة بتقسيماتها .. المجنسين .. غير السعوديين

الكثير والكثير .. تعايشنا وحمنا هموم العمل .. وننظر لمستقبل الجميع في اعينهم

تتعرف وتصادق لا يهم هذا الفلاني .. او هذا من المنطقة الفلانية .. فما يهم

من امامك .. وما تفكيره .. واتجاهاته السلوكية .

بدأت التفكير في الامل اللذي كل يوما يكبر معي .. العودة الى منطقة الانتماء

تحصلت على الصدمة الاولى .. بان من اعمل معهم قدروا الظروف وقدروا الشخص

اللذي يتعامل معهم واستغنوا عن احد الايدي العامله معهم .. ولكن الطعنة أتت

من منطقة الامل .. وثقافة الانتماء .. فهم يرفضون حضورك .. لان ليس لك اصولا لديهم .

وبعد كر وفر .. أتت القوة من خارج الامل لتنقذ بواقي الامل .. ول تقول هذا محسوبا عليكم فاقبلوه . لم اكن اعتقد ان هذا هو الدافع الحقيقي خلف الرفض .

ولكن بعد العمل في منطقة الانتماء القصيم .. اكتشفت الصدمه بان هذا السبب الوحيد للرفض .. فالتقارير مغرية لمن يبحث عن عمل جيد .. ولكن كان ينظر لتقرير البطاقة المدنية .. ومكان الميلاد .

تحقق الامل المجروح .. المنتصر بقوة خارجية .. وبدأت رحلة اكتشاف وجه اخر .

في القصيم يا سادة يا كرام العنصرية على اشدها ومتنوعة .

نأتي بالعنصرية المنتشرة في ارجاء مدن المنطقة :

البادية والحاضرة :
عنصرية منتشرة بقوة لا يستطيع احد انكارها . لن اضع اللوم على احد منهم لانني اعتقد الخطأ مشترك وجميعهم متسبب .ولكنها قوية تصل الى حد الكره والحقد.

بعدها نأتي لعنصرية المدن :
والاشهر والاقوى والاعنف عنيزة وبريدة : فالهمز واللمز لا ينتهي والحرب المعلنة
او المخفية لا تنتهي ولا يمل منها احد . وايضا باقي المدن لها نصيب . وهذه العنصرية
لا احد ينكرها وايضا الخطأ مشترك وجميعهم المتسبب .

عنصرية الشيوخ والخضيرية :
استحقار وكره ونظرة دونية وهجوم عنيف متبادل لا احد ينكرها وموجودة بقوة

عنصرية قبيلية :
وهذه بين قبائل البادية فيما بينهم . فهي حرب شعواء لا تنتهي .

عنصرية خضيريه داخلية :
فالخضيري الابيض يكره ويمقت الخضيري الاسود وايضا هناك خضيري له وجاهه
وخضيري صغير لا يريد الاقتراب منه . قد تكون اقل ولكنها موجودة وبقوة .

عنصرية المناصب والمال :
وهذه تنتشرح بين العوائل فالعايلة تريد ان تسيطر على منصب او تجاره معينة
تريد ان تستأثر بها وممنوع الاقتراب وكأنها وجدت لهم فقط .

ابعد هذا كله الا نقول ان القصيم بلد العنصرية ومنطقتها .

اخواني الاعزاء

لا نريد ان ندخل في الاسباب والمسببات نريد ان نبادر بقبول الاخر باحترامه

باعطائه فرصة .. نريد ان نحكم على الشخص لذاته وليس ما تحمله بطاقته المدنية

الا ندرك جميعا بان جميع تلك الفئيات والمدن على اختلافهم يمثلون منطقة واحدة

هم ابنائها . وان الجميع ينظر لهم على انهم قصمان . مهما اختلفت اسمائهم واماكنهم .

الا يجب علينا توحيد قوتنا اللتي نشتتها لحرب بعضنا البعض لمواجهة من اراد بمنطقتنا

سواء . الا يجب ان نوحد طاقاتنا لبناء منطقتنا .. الا يجب ان نمد ايدينا لابعضنا البعض

لنصعد بمن في الاسفل للاعلى .. ليكون جميعنا مكاننا في الاعلى

ونترك الاسفل لمن اراد بنا سوء ليكون هذا موقعه تحتنا .

الا يجب ان نكون القوة الحقيقية والقوية في بناء وطننا الرائع .. بلد الشريعة والسلام .

اخوكم / ابو حور

للامانه منقول