ذات ليلةٍ شاتية ... مقال

سـ ـ ـارايـ ـ ـزر · 24-01-2014, 05:48 AM

تكييف حار...ومدفأة
حاولت تدفئة ليلتي الشاتية بهما ذلك المساء ...

لم أكن أرتدي لباساً ثقيلاً ...
اضطررت لأنام بعد ليلة مليئة بالأشغال ، لكن الفجر أوشك أن ينبلج ، فآليت النوم على الأرض من النوم على السرير خشية أن تفوتني صلاة الفجر

لم أكن ألتحفُ سوى بشرشف الصلاة ... حاولت أن أغفو ... ساعة ...ثم اثنتين دون جدوى ...كنت كلما هممت بالنوم وأغمضت عيناي شعرت بقشعريرة تسري بجسدى فأحاول حينها تدفئة قدماي بالمدفأة فإذا دفئت قدماي أحسست بالبرد ناحية رأسي ...فأقترب برأسي نحو المدفأة فتبرد قدماي وهكذا دواليـــك

حاولت الالتفاف بجسدي على المدفأة لكن لم أستطع فالبرد قاسٍ جدا ويحاول أن يجتث مني كل ملامح الدفء
قمت بتغطية قدماي بشرشف الصلاة ثم اقتربت للمدفأة أكثر فأكثر ..أغمضت عيناي من جديد في محاولة مستميتة للنوم لكن لافائدة

انتهت تلك الليلة وعيني ساهرة ،لم تستطع النوم رغم أنني-وركزوا على ما سأقول- داخل بيت مسلح وأسقفهُ محكمة الإغلاق، مع وجود مدفأة وتكييف حار!كما أن المكان صغير والمنافذ كلها مغلقة

في هذه الليلة فقط خنقتني العبرات التي تحولت في بضع دقائق إلى شهقات...بكيت بحرقة لأنني تذكرت إخوة لي يربطهم بي رباط الدين يبيتون في العراء بلا بيوت ولا وسائل تدفئة ولاملابس شتوية ، كيف هي لياليهم الشتوية وكيف يقضونها !!
كيف تغمض لهم عين وهم بهذا الحال،إذا كنتُ أنا لم أسْطَعُ نوماً وأنا بهذا الحال فكيف بمن لايملك ربع ماأملك؟
فكيف بمن لا يتدفئ بربع ماتدفأت به؟
كم سأكون في حيرة حين يسألني ربي عن أخواني الذي تجاهلت إغاثتهم ونصرتهم والدعاء لهم
إخواني الذين أقصدهم ليس في سوريا فحسب
إنما في أصقاع كبيرة من هذه الأرض...
بل قد يكون جاري الملاصق لداري يعاني قسوة الشتاء دون أن يجد مغيثاً!

هلمو بنا نفتش عن أيماننا وعن شمائلنا لنسد حاجات إخواننا وجيراننا وأقربائنا؟
كم هم الذين يشكون قسوة زمهرير الشتاء ولايجدون من يمد يد الغوث إليهم ،بل قد يكون أقرب قريب لهم يسكن في بيت فاره وينام على فراش وثير...

أرجوكم ،،تطقسوا أحوال أقربائكم..أهاليكم ..وجيرانكم،
ابحثوا عن الفقير وتبرعوا بما يفيض عن حاجتكم للمراكز الخيرية
لايأخذكم الأسف والندم على أي مال تدفعونه في سبيل الله مهما كثر ،فالله سبحانه وتعالى حين قال لن تنالو البر حتى تنفقوا مما تحبون كان أعلم بعباده،فكلنا ينفق بسهولةٍ مما لايحبه أو لايريده ولكن قلما نجد شخصا ينفق مما يحب وبقلب راضِ.

إنتهى والله الموفق،،

24-01-2014, 05:48 AM	#1
سـ ـ ـارايـ ـ ـزر عـضـو تاريخ التسجيل: Jun 2011 البلد: بريــدة المشاركات: 154	ذات ليلةٍ شاتية ... مقال تكييف حار...ومدفأة حاولت تدفئة ليلتي الشاتية بهما ذلك المساء ... لم أكن أرتدي لباساً ثقيلاً ... اضطررت لأنام بعد ليلة مليئة بالأشغال ، لكن الفجر أوشك أن ينبلج ، فآليت النوم على الأرض من النوم على السرير خشية أن تفوتني صلاة الفجر لم أكن ألتحفُ سوى بشرشف الصلاة ... حاولت أن أغفو ... ساعة ...ثم اثنتين دون جدوى ...كنت كلما هممت بالنوم وأغمضت عيناي شعرت بقشعريرة تسري بجسدى فأحاول حينها تدفئة قدماي بالمدفأة فإذا دفئت قدماي أحسست بالبرد ناحية رأسي ...فأقترب برأسي نحو المدفأة فتبرد قدماي وهكذا دواليـــك حاولت الالتفاف بجسدي على المدفأة لكن لم أستطع فالبرد قاسٍ جدا ويحاول أن يجتث مني كل ملامح الدفء قمت بتغطية قدماي بشرشف الصلاة ثم اقتربت للمدفأة أكثر فأكثر ..أغمضت عيناي من جديد في محاولة مستميتة للنوم لكن لافائدة انتهت تلك الليلة وعيني ساهرة ،لم تستطع النوم رغم أنني-وركزوا على ما سأقول- داخل بيت مسلح وأسقفهُ محكمة الإغلاق، مع وجود مدفأة وتكييف حار!كما أن المكان صغير والمنافذ كلها مغلقة في هذه الليلة فقط خنقتني العبرات التي تحولت في بضع دقائق إلى شهقات...بكيت بحرقة لأنني تذكرت إخوة لي يربطهم بي رباط الدين يبيتون في العراء بلا بيوت ولا وسائل تدفئة ولاملابس شتوية ، كيف هي لياليهم الشتوية وكيف يقضونها !! كيف تغمض لهم عين وهم بهذا الحال،إذا كنتُ أنا لم أسْطَعُ نوماً وأنا بهذا الحال فكيف بمن لايملك ربع ماأملك؟ فكيف بمن لا يتدفئ بربع ماتدفأت به؟ كم سأكون في حيرة حين يسألني ربي عن أخواني الذي تجاهلت إغاثتهم ونصرتهم والدعاء لهم إخواني الذين أقصدهم ليس في سوريا فحسب إنما في أصقاع كبيرة من هذه الأرض... بل قد يكون جاري الملاصق لداري يعاني قسوة الشتاء دون أن يجد مغيثاً! هلمو بنا نفتش عن أيماننا وعن شمائلنا لنسد حاجات إخواننا وجيراننا وأقربائنا؟ كم هم الذين يشكون قسوة زمهرير الشتاء ولايجدون من يمد يد الغوث إليهم ،بل قد يكون أقرب قريب لهم يسكن في بيت فاره وينام على فراش وثير... أرجوكم ،،تطقسوا أحوال أقربائكم..أهاليكم ..وجيرانكم، ابحثوا عن الفقير وتبرعوا بما يفيض عن حاجتكم للمراكز الخيرية لايأخذكم الأسف والندم على أي مال تدفعونه في سبيل الله مهما كثر ،فالله سبحانه وتعالى حين قال لن تنالو البر حتى تنفقوا مما تحبون كان أعلم بعباده،فكلنا ينفق بسهولةٍ مما لايحبه أو لايريده ولكن قلما نجد شخصا ينفق مما يحب وبقلب راضِ. إنتهى والله الموفق،، __________________ (f) اللهم لاتتوفانـي إلا وأنت راضٍ عني تمـــــــام الرضى ~