|
|
|
![]() |
#1 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Jul 2008
المشاركات: 24
|
عين دامعة من أجل جثة ضائعة ... بقلم أ / عايد الشبعان
عين دامعة من أجل جثة ضائعة! (لَم تَكُن مُصيبتنا في عَزيزٍ فَقدناه، فهَذا قَضَاء الله وقَدره، ولَكن مُصيبتنا في بَشَر؛ كَانت كَرامة الأحيَاء قَبل الأموَات آخر اهتمَامَاتهم..! مَا أَعرفه ويَعرفه غَيري، أنَّ عَامِل النَّظافَة يَقوم بأعمَال جَليلة؛ ليَجعل المَكان نَظيفاً، وهَذا مَا جَاء مِن أجلهِ، ولَكن وزَارة الصِّحة تَحرص عَلى استقدَام عُمَّال مُتعدِّدي المِهن، فهو مُوظّف استقبَال، ومُمرِّض وإدَاري، وقَريباً قَد يَكون في غُرفة العمليّات..! قَبل أيَّام، تُوفِّي أحَد أقَاربي في مُستشفى الملك فهد بالقَصيم، وفي الطَّريق إلَى ثَلاجة المَوتى، كُنتُ أَتوقَّع أنَّنا سنَجد المُوظَّف المُؤهَّل -مِهنيًّا ونَفسيًّا- لاستقبَال أُناس هُم في أسوَأ حَالاتهم، ولَكنَّنا فُوجئنا أنَّ مَن استَلم الجُثَّة عَامِل النَّظافَة، وأخذ أورَاقها؛ وهو لَا يُجيد القِرَاءة أو الكِتَابة، حتَّى في لُغته الأُم، وبَعد سَاعتين، عُدنا لاستلَام الجُثَّة، فكَان العَامِل مُستلماً ومُسلِّماً، ولَكنَّنا لَم نَثق بصحّة اختيَاره، فأخذنَا جَولة في عَالَم الجُثَث، واضطررنَا -في مَوقف مُهين- أنْ نَكشف عَن وَجه الابن، لنَتأكَّد مِن هَويته، ولَو طَلبنا مِن العَامِل جُثَّة أُخرى إضَافيّة، لَن يُقصِّر، فهو كَريم، ونَحنُ نستَاهِل..! كَان لَابد أنْ أُسجِّل مَوقفاً، فاتّصلتُ عَلى المَأمور، الذي كَتَب كُنيته ورَقَم جوّاله عَلى البَاب، كتِلك التي يَضعها سَائق السّطحة عَلى سيّارته، فكَان الرَّد بكُلِّ برُود (عِندَكم العَامِل)..! حَاولتُ الاتّصال بالمُدير أو نَائبه، فكَان مِن البَديهي عَدم التَّجَاوب، وأنَا أتسَاءل: هَل العَامِل مُؤتَمن عَلى أموَات..؟! ألا يُمكن أن تُسلَّم جُثّة خَطأً؟ أو أكثَر مِن خَطأ؟ أو أُمور أخرَى لا أودُّ ذِكرها؟!.. اللهمَّ ارزقني طُول العُمر، لَيسَ لأنَّ الحيَاة جَميلة، بَل لأنَّ في المَوت إهَانَة)..! حَسناً.. مَاذا بَقي؟! بَقي القَول: يَا قَوم، لا تَعليق يَعلو عَلى فَحْوَى هَذه الرِّسَالة، لذَلك اترُك لَكُم التَّعليق بِمَا تَشاؤون، وكَمَا تُريدون..!!! |
![]() |
الإشارات المرجعية |
|
|