[الزنقب]

عالم الدين يحتاج الى التعرف على شي من العلوم الانسانيه لانه يتكلم في كل شي ولان القران اذا عالج اي موضوع يعالجه من زوياء متعدده يختلط فيه العلوم الانسانيه والطبيعيه .. والعجيب ان اصول العلوم الانسانيه اسهل من الترجمات العربيه بسبب ان من كتب الاصل فهو فاهم ومن قلد فهو يأكل عيش ويحاول تصعيب الماده ..

علم الاجتماع بدايته من ابن خلدون .. كتب في تاريخه مقدمه وهي اروع من التاريخ نفسه وسماه علم العمران .. ومن مبادئه الاول ان للتاريخ والمجتمعات قوانين حاكمه تسمح في الاغلب بقدر من التنبؤ اذا ما درست جيدا نسبيا اي في الاغلب لان العالم الانساني لا يمكن ان يقطع فيه بشي .. الثاني هذه القوانين لا تتأثر بالاحداث المفرده ولا الافراد وأنما تتأثر بالاحداث الكليه .. الثالث هذه القوانين تنتج من الصحة والراحه على مجتمعات مختلفه في امكنه وازمنه مختلفه اذا اتحدث البني اي مجتمع رعوي وزراعي .. وقال السخاوي في الضوء اللامع بأن ابن اخت ابن خلدون يتهم بالشذوذ الجنسي .. وهذا من المخازي التراثيه .. والتراث فيه الدرر وفيه البعر ويجب فرزه ..

ثم جاء اوجست كونت سماه علم الفيزياء الاجتماعيه ثم سماه علم الاجتماع ..ودعى الى ان نقراء المجتمع على انها اشياء عيانيه .. وفيه تطرف تجريبي واراد ان يطبق العلوم التجريبيه على علم الاجتماع .. وتأسيس ديانه جديده وجاء ضد الاديان وسماه دين الانسانيه ولبه وجوهره علم الاجتماع واشتهر بقانون المراحل الثلاث وليس اول من قال به بل قيل قبله المرحله اللاهوتيه والمتيفيزيقيه والوضعيه فالاولي ينظر الى المجتمع على انه مظهر قدر الله والثانيه نظر اليه نظرة طبيعيه غارقة في التجريد والتأمليات وخارج ما يكون عينانا ومحسوس والثالث العلميه والوضعيه لانؤمن الا بالمحسوس ولابد من استخدام مناهج العلوم التجريبه

ثم جاء دوركايم وانتقد كونت وقال بالوضعيه بدارسة المجتمع كأشياء .. ودرس العمل وتقسيمه والانتحار .. واختلاف عمن سبقه بأبراز التأثيرالاجتماعي مثل الانتحار عمل فردي مريض نفسي وسماه حقيقه اجتماعيه ويدرسها وظيفيا .. اعتماد متبادل بين الحقائق الاجتماعيه .. ولاحظ من خلال الوثائق انه يكثر في الرجال اكثر من النساء .. ويكثر بين البروستنانت اكثر من الكاثوليك ويكثر بين الاغنياء اكثر من الفقراء وبين العزاب من المتزوجين وفي اوقات الحرب اقل من اوقات السلم .. فخرج بتفسير قال الانتحار يفسر بالدمج كلما كان الفرد اكثر اندمجا في المجتمع قل عنده الانتحار لان البروستنانت اقل اندمجا وتحميل للمسؤليه للفرد بشكل كامل فاذا كثر التوحد قل الانتحار

والانتحار الايثاري بسبب قوة التوحد مع المجتمع فدوركايم قال ليست المشاكل فرديه بل اجتماعيه مثل الطلاق له علاقة بالمستوى المعيشي والبطاله والهوه الثقافيه والفروق الثقافيه واشتراء سيارة لها ابعاد اجتماعيه من ناحية الموديل والنوع سياسيا وديني واجتماعي وتربوي ونحوها ..

وعلم الاجتماعي يدرس التحيه وشرب القهوه .. ويدرس العولمه والحروب ونحوها .. اي يدرس صغائر الاشياء وكبارها .. احد علماء الاجتماع ربط بشرب القهوه بالسياسيه والاستعمار والدين ونحوها .. لانه ينظر الى الاشياء من خلال البني الاجتماعيه والعلاقات الاجتماعيه بأعتبار ان الانسان حيوان اجتماعي اي انه يتشكل وفق الاطر الاجتماعيه .. النيكو سسولوجي يدرس اشياء بسيطه والماكرو سسيولوجي يدرس الاشياء الكبيره .. يدرس انسان وليس الانسان الفرد الانسان مجتمعا من خلال البني والعلائق والحقائق الاجتماعيه من خلال كونه كائنا اجتماعيا ..وما يحدد شخصيته وهوامش نشاطه وميوله هو الاجتماعي .. فالوظيفي يدرس البني لا العلاقات .. اذا كنت في غرفة معينه له حيطان ونوافذ وابواب مهيكله هي بنويه وبنية هذه الغرفه تحدد مجال حركة الانسان العقليه والفكريه وطرق التحيه .. المجتمع عنده اليات اخضاعيه تخضع كل الافراد لها وهي القيم والمعايير .. والمعايير تحتاج الى القيم ولا عكس ويوقع العقوبه والاقصاء والاحتواء وسوء التفاهم في الاستخدام الخاطي للغه مثل خطاب السفير بقول وخطاب الامير بقول .. فالمجتمع عنده اليات فرض القيم والمعايير ..

فالفرد حر ضمن البنيه الاجتماعيه .. فالمنظور الصراعي والوظيفي يركزون على البني الاجتماعيه .. وهذه البني الاجتماعيه خارج الفرد موجوده قبلك وتكبر وتاخذ هذه البني الاجتماعيه .. فهي منفصله ومتستقله عن الفرد وهذا ما اكده دوركايم في كتابه قواعد علم الاجتماع .. وقال ان اتى الى هذه الحياة ولا اتي بشي جديد وأنما وظيفيتى ان اخذ كل شي .. ولابد من دراسة الاشياء

قال التفاعليون البني اسطوره وانما الموجود هي اهداف الفرد فقط وطموحاته ووسائله ولا تتحدث عن وسائل المجتمع .. ونقطة الوسط هي اخذ حساب الفرد والمجتمع .. والمجتمع اكبر من الافراد لانه كلي

واهتم دوكايم كعالم بنوي وظيفي انك لن تفهم الاشياء الا من خلال سياقها الاجتماعي .. اهتم بعوامل الدمج والتضامن في المجتمع التى تفضى الى الاستقرار والسلم وهناك عوامل التفتيت والتمزيق تسمي الصراع .. وهناك نوعين من التضامن الالي والعضوي .. الالي تقسيم العمل لم يكن بارز واكثر الاعمال متشابهه والاعتماد المتبادل كان قليل والتوحد في التقاليد والقيم السائده وفي مجتمع الصناعه مست الحاجه الى تقسيم العمل من الثورة الصناعيه التى بدأت من برطانيا.. فالانسان الحديث يحتاج الى سلع لم يكن يحتج لها في السابق وحصل تغيير في الحقائق الاجتماعيه والبني الاجتماعيه تغيرت مما افضى الى حالة الضياع كما يقول دوركايم فصار التضامن العضوي فلو وقف الزبالون لصارت مشكله اجتماعيه تهم رئيس الدوله الى ادني فرد .. وهذا تقسيم العمل .. العضويه تشبيه بالبدن الحي وهي استعارة قديمه مأخوذه من القانون الروماني ..


ثم جاء كارل ماركس .. وهو عالم اجتماع .. قال بالبني الاجتماعيه تمارس تأثيرها على الفرد غصب عنه ومنها الطبقيه وهو ليس من اختيارك .. ولم يهتم بالفعل الفردي ..وركز على الصراع وتمزيق المجتمع قال لم يزل التاريخ الانساني الى اليوم الصراع بين الطبقات .. واخذ جانب الصراع بين الطبقات الاقتصاديه ولم يأخذ بالصراع بين الجنسين والاحزاب السياسيه والطبقات الاثنيه .. والصراع عن السلطه اكثر ما كان في المجتمعات لانها اكبر المكاسب كما يقال ولم يركز عليها ماركس .. وشاهد ماركس في انجلترا ثورة الصناعه بعد نفيه من المانيا .. وراي ان هناك فيئه تملك كل شي وفئه لا تملك الى اي شي .. وطبقة الرأسماليين جأت خلف لطبقة الاقطاعيين والنبلاء .. وقال ان العمال سوف يفعلون بالرأسماليين ما فعلوه بالنبلاء والاقطاعيين .. لان المجتمعات في الانتاج بدأت بالشيوعيه ثم العبوديه والاقنان ثم الاقطاع و النبلاء ثم الرأسماليين ثم العمال .. شاهد تغيرات غير طبيعيه في المجتمع .. فلاحظ الفلاحيين يكون عامل في مصنع في عمل مأجور ولاول مرة الانسان يعمل وعمله ليس له في نمط كامل بأجره .. واستخدم مصطلح الاغتراب .. والعلاقة بين العامل وصاحب العمل علاقة استغلال لانه يلعب على ضرورة العامل ويبني بيوت كالدجاج .. ويخفض الضمانات الاجتماعيه ولا يهتم بي وأنما يهتم بالسلعه ..

كل المدارس تعالج بمنظاير جزئيه ولذا واجهت نقد شديدا من غيرها .. لانها تعاني من قصور


ماكس فيبر .. يعتير الى حد بعيد مؤسس التفاعليه .. وينكر البنيه انكار تاما .. ويهتم بالفعل الفردي والفرد يمتلك مستقبله بفاعليته نحن نصنع المجتمع والفرد يمتلك مستقبله .. لديه كتاب الاخلاق البروستناتيه وروح الرأسماليه .. فسر نشو الرأسماليه .. لماذا نشأت في الغرب مع ان دول امتلك اموال هائله استخدمت في تعزيز السلطه والامن .. قال لان اوائل الرأسماليين من التجار كانوا ينطللقون من افكار وقيم دينيه نابعه من المذهب التطهري وهو احد المذاهب البروستنانيه لان علامة نجاح في الدنيا هو علامة نجاحه في الاخره والترف والسرف مفسده وجريمه فصار عندهم مراكمة استثنائيه واستغلالها في مشاريع جديده .. هكذا نشأت الرأسماليه . العنصر الرئيس فيها افكار وقيم وليس الصراع ولا البني .. فالذي يحرك التاريخ الافكار والقيم والفرد له افكاره ..

وقال بالترشيد او العقلانه وهو تنظيم المجتمع والاقتصاد وفق مبدء الكفأة المرتكزه على المعرفه التقنيه .. فهذا يكون له التقدم والتصدر والابواب له مفتوحه .. والترشيد في كل شي .. وقبل نشو العصر الصناعي كان هناك تضامن وجداني بين الناس والعواطف والعقائده الخرافيه وفي عصر المكينه والحساب ضاع كل هذا فكان لابد من اخلاق جديده وهي اخلاق الكفأة والاقتدار وكل شي لابد ان يكون محسوبا مدخلات ومخرجات ولم يغفل من النتائج الكارثيه من روح الترشيد لانه سيدخل المجتمع الانسان في سجن حديدي ويقتل الروح الانسانيه وهذا الذي حصل في المجتمع الغربيه .. ولكنه قال هي ضروريه وهي ثمن الترشيد ..

الطبيعيه العلميه الوضعيه للمجتمع الغربي وهي التى تميزه .. والبيروقراطيه او المكتبيه في العربيه .. وهي احسن اليه يمكن بها استيعاب العمال الجدد في عصر يطلب فيه الترشيد عبر لوائح وقوانين

والنموذج او النمط المثالي وهو ما تأثر به المسيري في الانماط .. يؤكد على اننا اذا اردنا ان نفهم ونقترب من الظواهر الاجتماعيه ونفككها ونعيد بنأئها وتفسيرها تشتتك ولا تستطيع الفهم ونربط بين ظواهر غير مترابطه في الظاهر ولكنها مترابطه .. وهي مشتته وغير مترابطه قال دوركايم نرابطها بقواعد وقوانين ونصوص دينيه وقال ماكس فيبر في نماذج مفهوميه غير موجوده في الواقع لانها من ابداع العقل الفليسوف بحيث ننظر الى الظاهره بصفاء اكثر ودقة اكثر ..


وقالت التفاعليه الرمزيه .. ويعتقد انها تدين لماكس فيبر .. وجذوها الكبري في مؤلفات جورج ميد الامريكي .. ولا تعني بالقضياء الاجتماعيه الكبري ولا البني ولا دور الفرد الا في الاطار الفردي والنشاط الرمزي باللغه والنبرات .. والذي يعطي الاشياء دلالالتها من الرموز وليس من الخارج ولا من الاشياء .. فتقدم واقعا مختلف .. ولا نستطيع التعبير عن انفسنا الا بهذه الرموز ..