|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
16-11-2014, 10:30 PM | #1 |
كاتب مميّز
تاريخ التسجيل: Oct 2009
البلد: بريدة
المشاركات: 4,723
|
إليك يا زهرة الياسمين
أبعث لك التهاني محمولة على أجنحة الطير لتصل إليك سريعاً ولو كان لي ما لسيدنا سليمان عليه السلام لسخرت الجان لتصلك رسالتي بين طرفة عين وانتباهتها .. أو سخرت لك كل من عنده علم من الكتاب لتصل إليك رسالتي هذه قبل أن تقوم من مقامك .. ولكن هذا جهدي وعلى الله التكلان ..
إليك يا زهرة الياسمين .. تدق أجراس السفر .. أتمزق يائساً وأنا أستجدي الكلمات أن تبقى على صفحاتي .. أكاد أذرف الدمع ألماً وأنا أحزم حقائبي مغادراً مدينتي .. غالبتني الدموع وهي تتساقط منّي رغماً عنّي وأنا أستقل مركبتي مسرعاً أرى السماء من ورائي تهرب منّي .. تطوى كطي السجل للكتب .. أرحل تاركاً ليلي الحزين يجهش بالبكاء فوق رموش القمر .. تتهاوى أركان الدنيا على طاولتي .. يطاولني السهد .. وينازعني البكاء .. بالمرارة والعذاب .. فما تلبث أن تظلم الرؤى في خاطري وترحل طيور الفجر من بين ناظري .. يغيب القادم الأجمل .. تدور في ذاكرتي أماني مبتورة مكسورة .. ولدت أسيرة ليل الأحزان .. في دياجي النسيان .. انتظركِ عند كل محطة أتوقف بها .. وعند كل نقطة ماء أرتشفها .. وعند كل نسمة هواء استنشقها .. غداً يمكن أن يكتمل الأمس في عيني .. فأبحث عنكِ بين أوراقي .. أبحث عن أذن تسمع ألمي .. ومبضع جراح أشكو له غور جرحي .. ولا مجيب .. أبحث عن حضورك الذي يشعل المكان .. وعن تواصلك الذي ينسيني الحرمان .. أبحث عن عطاؤك الذي لا يمل .. وعن معينكِ الذي لا ينضب .. غداً وحيداً ستهطل دمعتي .. ولن يحنو علَّي أحد أو يكفكفها في غربتي .. وحدي أقاسم الوحدة .. أصارع قسوة العراء .. أنازع سكرة موتي دونكِ .. غداً يختطفني تيار البحر بأمواجه العاتية .. والملأ من حولي بتمتماتهم الواهية .. والأرض بصخبها الذي لا ينتهي .. والعاصمة بضجيجها الذي لا يمل .. وأنا بعيداً عنكِ .. أناديكِ .. أسائل كل من حولي .. عنكِ .. عن أخباركِ .. أسائل الطائر الرحال .. والخيل والجمال .. أسائل النجوم .. والكوكب المكلوم .. وسحائب الهموم .. رسم الرحيل ذكرى مؤلمة .. يتوقد جمرها .. ينهال رمادها فوق بقايا ذاكرتي .. تملؤني الحيرة .. تقتلني الرتابة .. أشعر بأن كل شيءٍ أصبح عديم الرائحة .. حتى زهرة الياسمين الحالمة أضحت بلا لون وبلا رائحة .. حتى لون الغروب الفاتن في الأفق .. يفتقد لونه الرائع الذي طالما تغنينا به ونحن نركب عباب البحر .. وأنا بعيداً عنكِ .. أنتظر ساعة عودتك .. لحظة لقاؤكِ .. لحظة عودة الغروب الى الأفق .. لحظة عودة الشذى إلى أزهار الياسمين ..
__________________
..
آخر من قام بالتعديل بندر 1430; بتاريخ 16-11-2014 الساعة 10:46 PM. |
الإشارات المرجعية |
|
|