|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
![]() |
#11 |
كاتب مميّز
تاريخ التسجيل: Jun 2007
المشاركات: 2,132
|
قال لي هل تستطيع أن تحدد لي عنوان حياتك ؟؟ قلت ماذا تقصد بعنوان الحياة ؟؟ قال لي اقصد أننا في حياتنا نجرب امور كثيره .. وتمر علينا احداث مختلفه تنذوق من رحيق الحياة ونعيمها .. ونصاب بشوك الحياة والمها لكن هناك احداث تكرر علينا في حياتنا وهناك مشاعر تتكرر علينا في اكثر الاحيان وهناك افكار لا تزول عن ادمغتنا الا فترة يسيره ثم تعود مرة اخرى ومن خلال هذه الاحداث والمشاعر والافكار تتخلق فينا عواطف تميزنا عن غيرنا ويتشكل لنا سلوك دائم لا نريم عنه طرفة عين .. قلت ارجوك لا افهم فلسفتك وضح اكثر قلها بصراحه قال لي أنني اجد أن عنوان حياة بعض الناس الفرج بعد الشده .. وعنوان حياة بعض الناس الغم الملازم .. وعنوان حياة البعض التنكيد والتنغيص .. وعنوان حياة بعض الناس حسن الطالع والحظ الملازم .. وعنوان البعض الرفعه وتشييخ الناس له .. وبعض الناس يكون الحظ له من المال والناس في أول عمره .. فاذا ادبر عمره كان له سوء الطالع ونبذه اقرب الناس اليه وبعض الناس جنتة وراحته في نهاية عمره حين يضعف جسمه وتذهب فورة شبابه قلت له ماذا تريد أن تصل اليه من كل هذا الكلام ؟؟ قال لا اريد أن اصل الى شي .. اريد أن افهم احوال الناس اريد أن افهم قول الله تعالي ( وتلك الايام نداولها بين الناس ) اريد أن اعرف عجائب تقدير الله لخلقه .. اريد أن اتأكد من مقوله البديات تدل على النهايات .. والعنوان يدل على المكتوب قلت له اولا القدر سر الله في خلقه لا ينبغي لنا أن نتدخل به ثانيا نحن نؤمن أن الله حكيم لا يقضى الا لمصلحه ثالثا نؤمن أن الله رحيم يرحم خلقه ويتجاوز عنهم رابعا نحن نؤمن أن الدنيا ليست هي نهاية المطاف بل هي دار امتحان خامسا نحن نؤمن أن الله يبتلى الغني بالفقير والصحيح بالسقيم والبر بالفاجر والكبير بالصغير كما قال تعالي وقوله: (وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً) ولك أن تقراء ما سطره ابن جرير الطبري في هذه الايه فهو يجيب عن اكثر اسئلتك .. قال رحمه الله يقول تعالى ذكره: وامتحنا أيها الناس بعضكم ببعض, جعلنا هذا نبيا وخصصناه بالرسالة, وهذا ملِكا وخصصناه بالدنيا, وهذا فقيرًا وحرمناه الدنيا لنختبر الفقير بصبره على ما حرم مما أعطيه الغنيّ, والملك بصبره على ما أعطيه الرسول من الكرامة, وكيف رضي كل إنسان منهم بما أعطى، وقسم له, وطاعته ربه مع ما حرم مما أعطى غيره. ي قال لي أن لا انكر ذالك كله .. ولكني ارى عجائب في القدر .. هذا كان محقورا لا يكاد يلتفت اليه احد .. ثم رفعه الله فصار عزيز شامخا وذالك كان قويا لا يقف في وجهه احد .. ثم اصبح ضعيف يبكي من كل شي رأيت بعض الناس منحوس في كل امره .. وبعض الناس يركض عليه السعد في كل انحاء حياته قلت له هذه وسوسه شيطان .. الدنيا مقسومه .. وهي فتنة وأبتلاء وامتحان .. والسعاده فيها بالطاعه والرضى عن الله كما في الحديث الصحيح ( ارض بما قسم الله لك تكن اسعد الناس ) صححه الالباني .. وأعلم أن جنة الانسان في قلبه لا في وضعه المادي والاجتماعي ولو كانت الدنيا تزن عند الله جناح بعوضه ما سقى كافرا منها شربة ماء وعطاء الله لخلقه ليس لكرمتهم عليه ومنعه ليس علامة على سخطه بل هو امتحان وابتلاء .. واقراء قول الله تعالي { فأما الإنسان إذا ما ابتلاه ربه فأكرمه ونعمه ، فيقول : ربي أكرمن . وأما إذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه فيقول : ربي أهانن } . . يقول صاحب الظلال .. فهذا هو تصور الإنسان لما يبتليه الله به من أحوال ، ومن بسط وقبض ، ومن توسعة وتقدير . . يبتليه بالنعمة والإكرام . بالمال أو المقام . فلا يدرك أنه الابتلاء ، تمهيداً للجزاء . إنما يحسب هذا الرزق وهذه المكانة دليلاً على استحقاقه عند الله للأكرام ، وعلامة على اصطفاء الله له واختياره . فيعتبر البلاء جزاء والامتحان نتيجة! ويقيس الكرامة عند الله بعرض هذه الحياة! ويبتليه بالتضييق عليه في الرزق ، فيحسب الابتلاء جزاء كذلك ، ويحسب الاختبار عقوبة ، ويرى في ضيق الرزق مهانة عند الله ، فلو لم يرد مهانته ما ضيق عليه رزقه . . وهو في كلتا الحالتين مخطئ في التصور ومخطئ في التقدير . فبسط الرزق أو قبضه ابتلاء من الله لعبده . ليظهر منه الشكر على النعمة أو البطر . ويظهر منه الصبر على المحنة او الضجر . والجزاء على ما يظهر منه بعد . وليس ما أعطي من عرض الدنيا أو منع هو الجزاء . . وقيمة العبد عند الله لا تتعلق بما عنده من عرض الدنيا . ورضى الله أو سخطه لا يستدل عليه بالمنح والمنع في هذه الأرض . فهو يعطي الصالح والطالح ، ويمنع الصالح والطالح . ولكن ما وراء هذا وذلك هو الذي عليه المعول . إنه يعطي ليبتلي ويمنع ليبتلي . والمعول عليه هو نتيجة الابتلاء! . آخر من قام بالتعديل الزنقب; بتاريخ 17-08-2015 الساعة 12:31 AM. |
![]() |
الإشارات المرجعية |
|
|