[السلال]

مقال للكاتب تركي بن عبد الله السديري له أهمية كبيرة لتطوير أداء أحد الهيئات الوطنية
بعنوان

( هيئة ولكن على مستوى علمي وإداري رفيع )

الغاية هي صيانة المجتمع وحماية الأخلاق..
لا أحد يختلف على ذلك.. إلا منحرف يريد إفساد كل شيء أو صاحب فكر تكفيري يريد أن يعادي كل شيء.. والاثنان طرفا نقيض.. يحاول كل منهما أن يشعل على بعد نار إحراق المجتمع..
عندما نتحدث عن أخلاق، فضيلة، دين، أسرة، مجتمع.. فنحن مهما مررنا بالمدرسة والجامعة والمسجد والصحيفة ووسائل الثقافة لابد أن نمر بالبوابة الأولى المؤدية إلى تعاوننا لتحقيق أهداف ذلك المنشود الذي يبدو لنا سهلاً وهو صعب بطبيعة ممارستنا..
البوابة الأولى هي هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.. لا أريد أن أتساءل عن رؤية المجتمع لها.. فهي إذا كان هناك من أساء لها بقصور وعيه أو بإقحامه نفسه بين كوادرها محتسباً دون تأهيل فإن المتضرر لم يكن من ضاق بالتصرفات الخشنة أو غير المبررة فقط ولكن أيضاً عضو الهيئة الملتزم بقواعد عملها والمتعامل بما يدعو إليه الإسلام من رفق ومعالجة رحيمة لا تقدم على التشهير.. وإن كان ذلك لا يلغي ضرورة العقوبة متى تأكدت.. وخصوصاً متى تكررت..
أذكر عندما كنت طالباً في المرحلة المتوسطة كيف كان يتم تكوين مجموعات هذه الهيئة.. لم يكن هناك مغريات وظيفية.. فهل يوجد الآن مغريات وظيفية؟.. لم يكن هناك آنذاك حرص على وجود مؤهلين أكفاء.. فهل تدار الهيئة الآن أو يوجد على الأقل في سقف مشورتها وقيادتها أخصائيون في علم الاجتماع وعلم النفس؟..
في تلك الأيام كنا نعرف بداهة من هو العامل فيها عندما نجده شيخاً لا يشغله عمل آخر وهو في الوقت نفسه رجل ورع ومتدين.. لكن هاتين الصفتين ما عادتا كافيتين في هذا العصر..
تلك الأيام كانت المشكلة الأولى تقريباً.. الطافية على السطح.. هي التدخين أو عدم أداء الصلاة.. الآن تعالوا نقرأ الأخبار الرسمية التي تنشر في الصحف.. عشرات المواقع بل مئاتها التي وجدت فيها مخدرات متنوعة ومثلها مصانع كحول بعضها فيه نسب سميات خطيرة.. ومظاهر كثيرة من السلوكيات الشخصية البذيئة المهددة للأخلاق.. مع أننا يومياً تلتقي عيوننا وأفكارنا ومعلوماتنا بالكثير الكثير مما لا يستطيع مجتمعنا هضمه أو قبوله عابراً ما دام ليس على مستوى من الحصانة في وعيه ومفاهيمه..
العنف يؤدي إلى العناد.. بل يتحول الأمر إلى عناد متبادل وهذا ليس من مصلحة المجتمع.. والحل ليس في الانفلات وليس أيضاً في إبقاء هيئة الأمر بالمعروف على حال ضعف إمكانياتها الراهنة..
لماذا لا تكون لها ميزانية كبيرة تساعدها على أداء دورها بكفاءة؟.. لماذا لا يتم اختيار أصحاب تأهيل اجتماعي تربوي للمشاركة في إدارتها؟.. الحاجة لها ليست بالسهلة والدور الذي عليها أن تؤديه ليس متابعة وجه المرأة ما إذا كان مكشوفاً أو محجوباً.. ولكنها مدعوة إلى ممارسة أدوار مراقبة وتقويم بإمكانيات جزلة وبكفاءات قادرة على التعامل الواعي