[أبو سليمان الحامد]

كثيرة هي الأسر التي يوجد لديها عاملات منزلية ( خادمات ) جيء بهن من بلاد بعيدة بغرض الخدمة أو المساعدة في تربية الأطفال , وكما يعلم الجميع أن هؤلاء الخادمات منهنّ المسلمة ومنهنّ غير ذلك. وحتى المسلمة منهن فإنها قدمت من بلاد استحكم فيها الجهل بالدين وظهرت غربة الإسلام إلا ما رحم ربي . ولست هنا بصدد الحديث عن حكم الاستقدام أو آثاره فهذا موضوع قتل بحثاً وكتابة , ولكن أحب أن أطرح سؤالاً لكل من لديه عاملة في بيته : ماذا قدمت لهذه المرأة الغريبة ؟ قد يقول قائل وماذا أقدم لها ؟ فأقول : تستطيع أن تقدم لها أو لأي مستقدَم للعمل هنا شيئاً كثيراً ينفعهم في دينهم ويكتب لك عند الله ذخراً , ومن ذلك ما يلي :

1. إهداء مصحف مترجمةٍ معانيه إلى لغة الخادمة , حتى ولو كانت كافرة , بل الكافرة أولى لكي تسمع كلام الله فلعله يكون فيه هدايتها .

2. إهداء كتيبات مختصرة في العقيدة والعبادات , والتركيز على مسألة السحر والكهانة . ومكاتب الجاليات بحمد الله توفر مثل هذه الكتب بمختلف اللغات بسعر زهيد .

3. شراء أشرطة فيها تلاوة السور القصيرة لكي تتقن تعلم شيء من القرآن .

4. إيعاز بعض الأهل بتعليمها كيفية الصلاة بصورة صحيحة وكذلك الوضوء, ومسائل الطهارة والحيض ونحوها .

ولا تنس أخي المسلم قوله صلى الله عليه وسلم : ( لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حُمْرِ النَّعَم ) وقوله ( بلغوا عني ولو آية ) ومجيء مثل هذه الخادمات إلى مأرز الإسلام ومهبط الوحي ثم رجوعها إلى بلدها وهي لم تتعلم منه شيئاً يعد مصيبة كبرى يتحمل وزرها من استقدمها .

والله الهادي إلى سواء السبيل , وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .