[الشفوق]

الأخوة والأخوات الكرام

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

موضوع أحببت أن أضعه بين أيديكم لإحساسي بأهميته وذلك لإرتباطه بالصدق مع النفس .. فأرجو منكم التكرم بالمشاركة إذا رأيتم ما أراه من أهمية لطرحه.

هذا الموضوع إقتحم أفكاري عنوة وأغتصب دقائق ليست بالقليلة من وقت خلوتي مع نفسي .. فأجبرني على مصارعة أمواج بحره الهائج حتى أعياني التعب فمددت يدي إليكم لإنقاذي من دوامته .. ولإقتناعي بأن الإسهاب في الطرح يبعث على الملل فسأختصر ما إستطعت .

مضمون هذا الموضوع هو ( إظهار الشخص ما لا يُبطن ) ويظهر جلياً في حالات التعاطف أوالإنتماء أوالوقوف مع الآخرين في مِحنِهِم .. فلننظر الى مواقفنا مع القضايا المحلية فالداخلية فالدولية فالعربية فالإٌسلامية:

فمحلياً نَجِدُ العداء والكراهية قائمين بين أهالي المدن أوالقرى المتجاورة الى أن يتدخل شخص من إقليم آخر بخصوصياتهم .. فيهبّ هؤلاء الجيران للتكاتف والوقوف في وجه هذا الدخيل عليهم .. وهنا يصبح العداء والكراهية داخليين الى أن تتدخل دولة عربية مجاورة لتتحول القضية من داخلية الى دولية .. وعند مساس أي دولة غير عربية بسيادة إحدى الدولتين العربيتين المتناحرتين .. تتكاتف هاتان الدولتان للوقوف في وجه هذا الدخيل الى أن تتدخل دولة غير إسلامية في شئون إحدى هاتين الدولتين لتتكاتفا ضد هذا الدخيل عليهما .

ويمكننا تبسيط مقالنا بالمثال التسلسلي التالي :

القصيم ---> الحجاز ---> الكويت ---> إيران ---> أمريكا
محلي ---> داخلي ---> دولي ---> عربي ---> إسلامي

1- ( عداء أوكراهية محلية القصيم ) عنيزة × بريدة .

2- ( عداء أو كراهية داخلية القصيم × الحجاز ) تكاتف أطراف 1 ضد 2 .

3- ( عداء أو كراهية دولية السعودية × الكويت ) تكاتف أطراف 1و2 ضد 3 .

4- ( عداء أو كراهية عربية الخليج العربي × إيران ) تكاتف أطراف 1و2و3 ضد 4 .

5- ( عداء أو كراهية إسلامية - دول إسلامية × أمريكا ) تكاتف 1و2و3و4 ضد 5 .

في نهاية هذا المثال نجد أن الفريق الخاسر في النهاية هو الفريق 5 حيث أن الفُرُق 1و2و3و4 تكاتفت نتيجة إحساسها بروابط الجوار ثم العروبة ثم الإسلام .. وهذا ما تُبطنه في الواقع .

فهل نحن هنا نستغفل أنفسنا أم نستغفل الآخرين بإظهار العداء لبعضنا البعض ؟ وهل يمكننا أن نخلق الثقة ببعضنا في مثل هذه المواقف ؟ وهل نستطيع أن نثبت للآخرين بأننا نؤمن بمبدأ الإنتماء الى عقيدة واحدة أساسها ( المسلم للمسلم كالجسد الواحد إذا إشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ) ؟

فمتى سيأتي هذا اليوم الذي نُظهِر فيه ما نُبطِن ؟؟؟ أرجو أن يكون ذلك في القريب العاجل .