[د.موكا]

بسم الله الرحمن الرحيم

سلامُ الله عليكم ورحمته وبركاته أهل بريدة ستي من أعضاءَ وزوار .


بلا مقدماتٍ فلسفية؛ مباشرةً إلى صلب الموضوع

أقول أجلكم الله ورفع شآنكم وأهلك شانأكم :

حرف (النون) في لغة العرب يأتي على استعمالاتٍ عدة فمنها على سبيل المثال لا الحصر:

1/ نون النسوة
2/ نون التوكيد
3/ نون العظمة إلى غير ذلك من الاستعمالات .

ومحور حديثي إليكم هو نون العظمة على قول بعض النحاة ممن يسميها بهذا الاسم .

أيها الفضلاء : في حديثنا مع الآخرين لا نبالي كيف نتحدث إلا من شاء ربك ؛ وقليلٌ ماهم !
كنتُ ولا زلت ألحظ ُ ممن أقابلهم وأسألهم بعضَ الأسألةِ عن ذواتهم يستعملون كلمة ( حنا) و ( فعلنا ) و ( زينا) و ( وحطينا) و ( شلنا ) إلى ما لا نهاية من أسلوب الجمع والمتكلم والفاعل واحد !

سبحان الله لماذا لا يختصر الكلام ويقول: ( فعلت) و(صنعت) بلا تفخيمٍ للذات أو استخدامٍ لألفاظٍ أكثر استعملاتها لصاحب الجلالة الله جل في علاه !
أضرب لهذا مثلاً ولأنه بالمثال يتضح المقال قال الله في سورة الأنبياء ( وعلمناه صنعة لبوس لكم)
وأيضاً في سورة القمر يقول عز شآنه وتقدس سلطانه ( إنا كل شيءٍ خلقناه بقدر )

فأكثر استعمالات نون العظمة جاءت في العربية لله وحده جلَّ وعز !

وبعبارة أوجز : لماذا لا نضع تفخيم الذات _ حتى ولو كان بالكلام فقط عن غير عمد_ لصاحب العظمة والكبرياء والجلال الله ربِ العالمين ؟

هذا الكلام مما جال في الخاطر وتردد في النفس أحببت طرحه لأبناء بلدتي الطيبة المباركة فأولو القربى أولى بالمعروف .

ومض الختام:

قال أحد السلف : احذر من قول أنا ولي وعندي؛
فأول من قال أنا إبليس حيث قال ( أنا خيرٌ منه خلقتني من نار وخلقته من طين) ، وأول من قال لي فرعون حين قال ( أليس لي ملك مصر وهذه الأنهار تجري من تحتي أفلا تبصرون ) ، وأول من قال عندي قارون حين قال ( قال إنما أوتيته على علمٍ عندي )

وفق الله الجميع لما يجب ويرضى

أخوكم /
د. موكا