بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » رسالتي الى موظف 0 0انت مهم ولذا اخاطبك

ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول

 
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 07-04-2006, 08:56 PM   #1
د. صالح التويجري
إمام وخطيب جامع الروّاف
 
تاريخ التسجيل: Sep 2004
البلد: السعودية
المشاركات: 261
رسالتي الى موظف 0 0انت مهم ولذا اخاطبك

بسم الله الرحمن الرحيم
رسالة إلى موظف ( خطبة جمعة)
إلقاء: د. صالح بن عبد العزيز التويجري
9-3-1427هـ
إن الوظيفة وسيلة للعيش الشريف، والكسب النظيف، وإن أفضل ما أكلتم من كسبكم، وما من موظف إلا وهو مسؤول عن وظيفته، ومؤتمن من خلالها على مصلحةٍ من مصالح المسلمين في حياتهم ومجتمعهم، لذا كان على كل موظف مسلم أن يجعل من وظيفته طاعةً لمولاه جل في عُلاه ، وعبادةً يتقرب بها إليه سبحانه وتعالى لاسيما وأن الأعمال بالنيات وليس للإنسان إلا ما نوى كما أخبر بذلك معلم الناس الخير صلى الله عليه وسلم .
بعض الموظفين يكون عبئاً على المصلحة العامة ولكن هناك أفراد تزهو بهم الوظائف، يستمدون قيمتهم بما يتصفون به من كفاءة وأمانة وإخلاص وحماس.
أخي الموظف.. ينبغي أن ينال أصحاب الحقوق حقوقهم بمنتهى السرعة والتيسير. لا لتعطيل معاملات الناس ولا بد من إجراء مراجعة أسبوعية للتأكد من عدم وجود معاملات معطلة وبذل أقصى جهد مستطاع للقضاء على المحسوبية والشللية ليكون الناس سواسية في الاهتمام والإنجاز. ومقابل ذلك ينبغي الوقوف بمنتهى الحزم ضد الادعاءات والتعديات والإجحافات في كل جوانب العمل. تقول عائشة رضي الله عنها قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في بيتي هذا: " اللهم ! من وَلِيَ من أمر أُمتي شيئاً فشقَّ عليهم ، فاشقق عليه . ومن وَلِيَ من أمر أُمتي شيئًا فرَفَق بهم ، فارفق به " ( رواه مسلم ، الحديث رقم 4722 ، ص 819 – 820 ) .
أيها الموظف: رغم الثقة التامة بك فإنني أوصيك أن تلتزم بالحق وأن تستمسك بالاستقامة, وأن تتقيد بالأنظمة والتعليمات وأن تحرص على العدالة التامة فيما يتعلق بالممتلكات العامة سواء في المحافظة عليها أو في معالجة الادعاءات أو في توزيعها أو حسن استخدامها وإذا تساهلت مرة فسوف تضطر للتساهل مرات فيفلت منك زمامُ الأمور.
انطلق من مكتسباتك الذاتية فالمروءة والشرف والرضا عن النفس والإخلاص وتحقيق النجاح وغرس المثل العليا والالتزام بالقيم الإنسانية الرفيعة أهم من المال ومن جميع المكاسب؛ فلتكن كما أنت عالي الهمة، عزيز الذات، رفيع المقاصد، كامل المروءة، لا تخضع لابتزاز أهل المطامع وإغراءاتهم مهما كانت كبيرة. عليك أن تمضي قدماً في نيل دورات تدريبية من خلال الدورات التخصصية المطروحة في السوق من وقت لآخر والتي من خلالها تنمي قدراتك الوظيفية وتزيد من مواهبك الشخصية لتطوير وتحسين أدائك الوظيفي على الدوام.
أيها الموظف: صن نفسك وارفع رأسك، فالأمانة كُلٌّ لا يتجزأ والذي يتهاون في القليل ينزلق إلى التهاون في الكثير، فالمبادئ لا يجوز أن تنتهك، فإن انتهكت بأتفه الأشياء فقدت حصانتها فيجب أن تصان عن الانتهاك من البداية وحتى النهاية .. ولا يعني ذلك أن تتشدد بدون مبرر وإنما يعني ذلك النزاهة التامة والتعفف المطلق مع بذل أقصى الجهد لتسهيل أمور الناس والإسراع في إنجازها في حدود الأنظمة والتعليمات وضوابط الأداء الجيد؛ فالأمانة ليست نقيض المرونة وإنما هي السماحة الواعية الواثقة.
أصحاب المصالح الخاصة يتلهفون إلى وقوع المسؤول في أية هفوة؛ لأنها تخدمهم في إخضاعه لنزواتهم فيضطرونه إلى الوقوع في هفوة أخرى حتى يصبح مرتبكاً وعاجزاً عن التماسك ليمتد ارتباكه إلى العمل، وتتأذى المصلحة العامة فلا بد من الانتباه الشديد لهذه المصائد..
ميول الإنسان وعواطفه تغلبه في معظم الأحيان؛ فتصرفه عن الالتزام بالحق؛ لأن رؤية الإنسان للأشياء والأشخاص والأفعال مرتبطة بحالتي الرضا والسخط، فهو إذا كان ساخطاً استقبح ما كان يستحسنه؛ لذلك فإن المسؤول لا بد أن ينتبه لهذه الحقيقة فيقمع رغباته، ويسيطر على أهوائه؛ ليكون منصفاً في كل الحالات: سواء مع الموظفين العاملين معه، أو مع الناس الذين يخدمهم الجهازُ الذي يرأسه.
انبذ المركزية في العمل وقم بتفعيل العاملين حولك وتهيئة البدلاء. لا بد أن تدرك ندرة الكفاءة والإخلاص فإذا وجدت من يتحلى بهما من منسوبي دائرتك فينبغي أن تهتم به وتستفيد منه، وتشجعه، وتسند إليه من الأعمال ما هو قادر على الاضطلاع به؛ فعلى هؤلاء الأكفاء المخلصين ينهض العمل، ويتحسن الأداء. فعن عائشة - رضي الله عنها - أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه " ( رواه أبو يعلى في مسنده برقم 4386 ، المجلد السابع ، ص 349 ).
عليك ألا تنشد الراحة تحت غطاء العمل، فالعمل في الدوائر التي تعنى بالصالح العام يحتاج إلى تكريس شديد، وتفرغ تام. أما الذي تتنازعه المشاغل لن ينتج ولن يفيد ولن ينجح، ولذلك عوِّد نفسك على العمل المتواصل ليلا ونهاراً ، وتقبل النقد البناء وأتح الفرصة للشكوى ما لم تكن كيدية فالسماع للنقد يساعد على النمو، ويعلم المهارات ويطور المعارف الأساسية، فلا تتضايق منه.
لكي تبذل أقصى طاقتك لتحسين الأداء ورفع مستوى الخدمات، فلا تنتظر الشكر من الناس وأنت تتقاضى أجراً.. يجب أن تدرك أن غالب الناس لا يعترفون لأحد بجدارة ولا بحق، وما دام أن هذه طبيعة عامة في البشر فلا تبتئس ولا تحزن؛ بل اعمل وأنت مستحضر الجحود والنكران، فإذا سمعت كلمة وفاء فلا تفرح كثيراً بها؛ لأنها لن تدوم؛ لذلك كن مخلصاً لعملك دون اهتمام بما يقوله الناس من ثناء أو ذم. واعلم أنك لن تدوم لمنصبك ولن يدوم لك فما هي منجزاتك، وماذا ستسجل في تاريخك.
الخطبة الثانية:
أيها الموظف: كل إنسان له طموحه في الحياة ، والحياة العملية هي من المعوقات الأساسية لإثبات قيمة المرء أمام نفسه وداخل مجتمعه، فعليك أن تعتبر نجاحك في العمل أهم الأهداف التي تسعى إلى تحقيقها من خلال تقوية الثقة بالنفس والبذل والتجديد والعطاء.
أيها الموظف لا تستغرب:
فكل فرد من الناس يقيِّم عملك بمنظار مصالحه الخاصة فالعمل الجميل يصبح قبيحاً في نظر بعض الناس إذا تعارض مع أهوائهم، والجهد الرائع يتحول إلى جهد عابث متى سخطوا.. والإنسان أناني بطبعه ولا يكبح هذه الأنانية الشرسة سوى الضمير الحي ينبعث من تحت الركام فيتكون لدى الإنسان ذلك الإحساس النادر بحقوق الآخرين، وسوف تواجه مواقف كثيرة تثيرك وتؤلمك إن لم تضع هذه الحقيقة دائماً أمام ناظريك، فكلما واجهك موقف يتسم بالنذالة تقبلته بصدر رحب وسماحة لأنك عودت نفسك على أن هذا سلوك طبيعي من بني الإنسان.. حين ترى من يقلب حسناتك إلى سيئات فلا تستغرب.. الكاره لا يطيق رؤية من يكرهه وعملك وحسناتك هي جزء منك فالذي يكرهك لا بد أن يكره عملك وأن يضيق بحسناتك، فإذا واجهت شيئاً من هذا فاعتبره سلوكاً طبيعياً من هذا الشخص المتقلب الذي لا يرضى إلا بتحقيق رغباته وتلبية أهوائه ويزن كلَّ الأمور بهذه الأهواء، والناسُ في الغالب غيرُ منصفين؛ فلا تستغربْ هذا منهم مادام أنه سلوك عام، وليس موجهاً إليك وحدك.. لو فعلت ألف حسنة فلن يذكرها أحد ولن يعلم بها أحد؛ لكن لو توهم الناس أنك ارتكبت خطيئة بسيطة ولو بصورة عفوية وعن حسن نية: فسوف تشيع بسرعة البرق، وكل ناقل سيضيف إليها حتى تتضخم فتتحول إلى وحش مرعب فإذا واجهت شيئاً من ذلك فلا تستغرب بل وطن نفسك عليه من الآن وواجهه بصدق التعامل ونقاء السيرة وجدية العلم ونصاعة الموقف..
لا تستغرب: إذا فوجئت بأن شخصاً يكن لك الحقد بدون سبب مقبول أو رأيت من أحسنت إليه أو من لم تسيء إليه يحقد عليك ويؤلب الناس ضدك. فواجه بعض الأهواء بالهدوء والتسامح، ولا تبدد طاقتك الذهنية في الاهتمام في تفاهات الناس؛ بل كرس جهدك لواجبك وحاول إصلاح ما تستطيع إصلاحه، وتعامل مع الناس وأنت تعرف الطبيعة البشرية وما تنطوي عليه من تناقضات وغرائب، وما تتسم به من أنانية وهوى وجحود ونكران وعدم إنصاف وعدوانية لا مبرر لها..
لا تستغرب: لو وقفت بحق مع إنسان عشرات المرات ثم استوجبت المصلحة العامة أن لا تقف معه مرة واحدة فإنه سوف ينسى كلَّ وقفاتك معه ويعتبرك خصماً تريد الإضرار به، ولن يفهم أن وقفتك ضده في هذه المرة تنبثق من نفس السبب الذي جعلك تقف معه مرات سابقة فالقيم والالتزام بالمبدأ هي أمور لا يدركها معظم الناس؛ بل قد تفاجأ بأن من تريد له الخير وتثق به يكنُّ لك الشر ويود لك الإخفاق، وما من شك بأن طول التعامل المباشر مع مختلف فئات الناس سوف يصيبك بالذهول، ولكن حاول أن تتعود على ذلك، وكلما زاد جحود الناس فازدد إتقاناً لعملك والتزاماً بأداء واجباتك، ولا تهتم إذا اكتشفتَ من سوءات الناس ما لم يكن يخطرُ لك على بال. (الدعاء)


المراجع/
أفكار واقتراحات إبراهيم البليهي (بتصرف)
رسالة إلى موظف مستجد عبدالله صالح الحمود مقال بالجزيرة
رسالة إلى الموظف المسلم د.صالح أبو عراد الشهري
__________________
1) الملاحظات.
2) اقتراح موضوع خطبة مع دعمه بوثائق أو مراجع.

الرجاء التواصل عبر البريد الإلكتروني:
saleh31@gmail.com

حفظكم الله ...
د. صالح التويجري غير متصل  


 

الإشارات المرجعية


قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 01:40 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)