بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » . . . : . : . : فـَضِيـَـــلة ُالشـَّــيْخ ِ : . : . : . . .

ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول

 
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 09-04-2006, 12:12 AM   #1
أسد العقيدة
Guest
 
المشاركات: n/a
. . . : . : . : فـَضِيـَـــلة ُالشـَّــيْخ ِ : . : . : . . .

فضيــــلة الشـــيخ

\

/

\

كان في بادئ أمره شابا ً يافعا ً ، غض الإهاب ِ ، طري ّ العود ينبض بالحيويّة ، قضى عنفوان شبابه مع أصحابه وبين خلانه ما بين نزهة ٍ ولعب ٍ ، ومضى به الزمن وإذ بجمع من أصحابه ممن لم يستهوهم ما استهواه من حب السفر ِ وعشق البراري قد استكملوا الكثير من البرامج العلميّة وعملوا على الغوص في بحور العلم ِ ومع هذا الهم ِّ الذي حملوه والعشق الذي كان يملأ قلوبهم من حب العلم وحب أهله من العلماء فلم يبرع منهم سوى ثلة قليلة ٍ ممن وصلوا الليل بالنهار وهجروا وثير المنام ولذيذ الطعام في سبيل تقييد العلم
وحفظه وفهمه وإذ بنجومهم تبزغ وصيتهم يذيع ُبين الناس لعظم ماحملوه من العلم وماذاك إلا لأن ربنا قال ( يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات ) ..

فكر صاحبنا في أمره ِوفي حاله وكيف أن قطار العلم قد فاته وعجلة المجد قد سبقته بسنوات فليس ممن جد في بادئ أمره فحاز ماحازه أصحابه بل هو ممن آثر ( الكـاتم ) على مدارسة المسائل و( المندي ) على المغني فعض أصابع الندم على حاله ففكر بجد ٍ يريد طريقة توصله إلى ما وصل إليه أصحابه بأقصر السبل وأسهل الطرق ِفهداه تفكيره السقيم وفكره العقيم ُ إلى التزبب قبل التحصرم وإلى ( الترزز ) و( تك ّ البشوت ) فصار من جماعة ( هج أثمك يرزقك الله ) .

وابتدأ صاحبنا يلوكُ اللغة العربية بلسان أجنبي ٍّ عنها بعيد كل البعد عن قواعدها ، وقطّب جبينه ، وصارت عنقه تشرإب للجواب عن كل سؤال ، يناقش أقوال السلف في أعمق مسائلهم ولا يملك للسانه خطاما ً بل يهرف بما لا يعرف ، يريد أن يُولِجَ الجَمل من سَمِّ الخياط ِلفرط جهله ، وإذا ووجه بزلاته التي لا تغتفر اعتذر بأنه جواد ٌ قد كبا ولكل جواد كبوةٌ ، يرى ما اعتذر عن الفتوى فيه أبو بكر وعمر في سبيل ِ الشهرة ِسهلا ً مذللا .

وفي لمحة بصر تجده قد وضع على كتفيه ِ ( مشلحا ً أسودا ً ) وجلس في مقدّم المجالس
وشمخ بأنفه ( النتن ) يتحدث في هذا المجلس مع وجود من هو أعلم وأجدر بالكلام منه
ولكن البحث عن ( يا شيخ ) أو ( فضيلة الشيخ ) جعله يستسهل قلة الأدب ويراها ( نشرا ً للعلم )


لقد ابتذلت ( يا شيخ ) و ( يا فضيلة الشيخ ) ، وأهين جنابُها ، واستبيحت بيضتـُها ، وتكلم الدهماء والروبيضة بأمر العامة بعد أن وضعوها قبل أسمائهم كبطاقات دخول إلى التكلم بأمر الدين دون علم وأصبحت وللأسف الشديد كلأ ً مباحا ً لكل من حمل شهادة ً أو اجتمع لديه الناس في رمضان يصلون معه أو من اكتشف الوحي الذي اختصه الله به من بين البشر فصار مفسرا ً مُلهما من مفسري الأحلام بعد أن كان (ولا بلاش نخطي على أحد )

إن للألفاظ والمسميات حرمة ً يجب أن يُتوقف عندها وأن لا تُطلق المسميات إلا عند استحقاقها أما أن نطلق الكلمات هكذا جزافا ً أو أن نوافق َ على إطلاقها على من لا يستحقها هو في الحقيقة خلط للمفاهيم وتضييع لها ..

ألا ترون يا أحبتي أننا في هذا الزمن نرى في كل بيت شيخا ً وفي كل استراحة مفتيا ً وفي كل مجموعة شباب مجتهداً ..


يازمن العلم .. ولا علم

كل الود أحبتي
أسد .

آخر من قام بالتعديل أسد العقيدة; بتاريخ 13-04-2006 الساعة 04:27 AM.
 


 

الإشارات المرجعية


قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 04:57 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)