[الحادي 82]

تشخ .. تشخ .. تشخ .. تشخ .. صوت سحب أقدامنا على الطريق .

المكان : السوق الداخلي . الزمان : بعد صلاة الأخير . حيث تقل الحركة في السوق .

أنا ببذلتي وعبد الله بثوبة وغترته ، نسير لقضاء بعض شئوننا قاطعين الممر الواقع في قبة رشيد من طريق الملك فيصل بإتجاه الشارع الخلفي الذي يطل عليه محل العليان للحلويات . وعلى خطوات بعيده منا قرابت المائة متر تقريبا ، تسير فتاة بكامل أناقتها وزينتها وعطرها ، عباءة مخصرة على الأخر وطرحة مزركشة ، ألفت نظر عبد الله بطرف كوعي عبدالله .. عبد الله .. لا يفوتك شف الغزال وإلا الظبية وإلا القمر وش أقول بس واااااااااااوك وش ذا الحلا . عبد الله يصرف نظره نحو الأرض : استح على وجهك وخل بنات الناس . تتناقص المسافة بيننا على أقل من النصف . اقول بصوت مسموع وأنا أهز جسمي كرقصة خفيفة : أذوووووووووب على البنات الحلوات .. حورية تتمشى في السوق يوووووووووووه .. ما أقول إلا يا حظ الأرض اللي تطين عليه .. وياحظ النعال اللي تدوسين عليه .. ازعق وأنا كاز على أسناني : ووااااااااااااوك .. ترتبك البنت وتعجل في سيرها حتى تكاد تتعثر حتى إذا جاوزتنا ألتفت بجسمي نحوها أناديها : بنت .. بنت دوك جلدي حطيه نعال لك .. أراقب جسمها من أعلى رأسها إلى آخر حذائها الذي يلامس الأرض .. أتأمل خصرها الذي سحرني .. أبقى على حالي حتى غابت عن ناظري .. استنشق هواءً عميقاً من عند أنفي .. أطرق نحو الأرض سابحاً في أحلامٍ وردية ..

افيق من غلفتي اتلفت حولي أنادي : عبد الله .. عبد الله ..

عبد الله من عند محل العليان يناديني : تعال أنا هنا .. أسأله : وينك وراك رحت ..

اسكت يالبجيح ياللي ما تستحي بنات مؤمنات غافلات مالك ومالهن . يجيبني عبد الله .

أقوله : المؤمنات الغافلات ما يلبسن اللبس ذا ولا يتعطرن ..

عبد الله : إيه أنت تفكر بشهوك ما تفكر بعقلك ..

أقوله : وش عنده .. كل ذا طوع .. ياخي أتأمل في خلق الله .. وبعدين انت ووجهك إيقاله ما يهمنك الحريم ولا يحركن فيك شيء ..

يسحب عبد الله نفساً عميقاً إلى الداخل ويخرجه بشكل هادي ومريح .. عبد الله : إيييييييييييييييه يا متعب تحسب ما يشتهي إلا أنت واللي مثلك ، وتحسب ما ودي أتمقل مثلك .. صوت الكعب كنه يطقطق على قلبي وريحت العطر هزتً هز .. بس ما خليت للشيطان مدخل .. حطيت شماغي على خشمي وأسرعت ..

يا متعب أموووووت في البنات .. وسوالف البنات .. أمسك خواتي وأدردش معاهن وأجيب طاري المدرسة على شان يقولن لي سوالفهن مع صديقاتهن ولعبهن ومغامراتهن .. أفكر أعاكس بنت أضحك معه أطلع معه حتى أوصل للي أبي .. بس حرام هذي بنات المسلمين هن خواتك إن ما غرت عليهن من اللي يغر .. تبي الكلاب يلعبون في أعرضهن .. ولا تقول خواتي أعرفهن وطاهرات .. ياصلهن (الله لا يقدر شر) الدور إن أنا وأنت والثاني والثالث تساهلنا بالشيء ذا .. يحترق قلبي لسمعت قضية اختلاء قضية اغتصاب والجرايد مليانه بالمشاكل والانترنت والجوالات مليان بالمقاطع .. إلى هالحد استهتار بأعراض المسلمين .. ولعب بعقول البنات الضعاف .. تدري إنك أنت والبنت اللي تو زُنات ..

أنا : أعوذ بالله .. استغفر الله .. تتهمن يا ... .

عبد الله : وراك حمقت .. يعني تبي تزني ولا تبي أحد يقولك إنك زاني .. بعدين الكلام مو أنا اللي أقوله الرسول صلى الله عليه وسلم هو اللي قال الكلام أظن إنك سامع الحديث اللي يقول " إن العين لتزني وزيناه النظر .." الحديث . والحديث الآخر – في ما معناه - : " أيما إمرأة خرجت متزينة ...... فهي زانية " الحديث . هاه وش رايك الحين . أنا : ما أقول شيء كلامك سليم .

عبد الله : متعب مشكلك أنت واللي مثلك إنكم عاطفين كلمه توديكم وكلمة تجيبكم .. يمكنك تأثرت بكلامي بس صدقً يوم ويومين وترجع لحركاتك .. إذا ما انطلقت أنت من قناعتك الشخصية وتأملت حالك ووش الاهداف اللي أنت حققته من أيامك الماضية وتفكيرك بمستقبلك أعتقد إنك حينها تتجه بالاتجاه الصحيح .. وتعرف إنك مارست سخافات ورايح تعض أصابع الندم مو بالآخرة بالدنيا لتذكرت مواقفك البايخة والطايشة .. وكلمة أخيرة : إن نسيت أنت فالناس ما تنسى جروحة اللي أنت سبب هالجرح . قسيت عليك بكلامي صح ؟! أنا : دايم العلاج مر بس يجيب العافية .

انتهى ..