بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » ثلاثٌ سمان ...!

ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول

 
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 29-05-2006, 07:41 PM   #1
Abufahd
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Mar 2004
المشاركات: 480
ثلاثٌ سمان ...!

سلمان العودة.. سعوديا!

نجيب الزامل - 02/05/1427هـ
najeeb@sahara.com

.. سلمان بن فهد العودة، الجميع يعرفه في عرض البلاد وطولها.. والمهم أنهم يعرفونه كواحد من أشهر العلماء والمشايخ، ولكن مقصد المقال هو سلمان العودة الإنسان السعودي.

وأما لماذا أقول سعوديا؟ فهذا أجيب عنه كالتالي: " السعودية الوطن تمر بوقت حرج، ونعني هذه الشقوق والصدوع في جدار الأمة التي تزداد يوما بعد يوم.. والغريب أنها تزيد كلما بدأ حوار يقف على حديه طرفان.. فلا تـُبنى جسورُ التفاهم والتلاقي والتواد.. وإنما يُهدم الجسرُ ذاته، ثم تؤخذ حجارته ليتراشق بها المتحاورون. شيء مؤسف.. وأكثر من مؤسف. مؤسف، لأن حواراتنا القائمة تهدم حجارة الجسر، ويتعمق الأسف ليصير أسى، والمحاورون يستخدمون الحجرَ في التراشق. ونخاف أن يأتي يوم نريد فيه أن نبني.. فلا نجد حتى الحجر!

لذا أقدم سلمان العودة إنسانا سعوديا، صاحب رسالة إعلامية وحوار محدد النقاط، وأجندة واضحة، بل إن صفة الوضوح تقف على أجندته بندا رئيسا. واختار سلمان العودة لسببين: الأول، سلمان بشخصه.. والثاني، لأنه في منظور الناس مصنف في طيف الشرع والدين.. وأكثر خلافنا الآن يدور حول ذلك.. وكل يدعي أنه يحاور من موقف إسلامي، والكل يحاول أن يشكك في موقف الآخر حول هذا الموقف. وأكثر من تحتمل له الأهمية، هو محاور الطيف العلمي الشرعي، وهذا النوع من المحاورين أكثر أهمية من أي محاور خارج هذا الطيف.. لأنك يجب أن تتنبه إلى ما نسميه المؤشر الخاطئ.. قد يكون لأي محاور خارج الطيف الشرعي، صدى في الصحف والإعلام.. ولكنه صدى من شطفة من السطح، ويبقى باقي السطح إما ساكنا أو متموجا.. ولكن العمق البعيد يكون مغلـّفا بالصمت، بينما تفور فيه الحياة.. هذا "الباقي" يتأثر بالمصنفين داخل دائرة الطيف الشرعي.. وهم الأخطر شأنا. فقد يغضب الناس على من يخرجون في الحوار والدعوات من خارج الطيف الديني أو يجابهونه أو يناصرونه, ولا يصير تغيرا، أو قل لا يصير تغيرا حادا، بل تغيرٌ يتطلب معالجة زمنية تحولية وتطورية تطول. المحاورون الشرعيون في مقدورهم أن يفتحوا قلوب الناس ويزرعوا فيها النار إن أرادوا.. لأن العاطفة الدينية تبقى أقوى العواطف على الإطلاق وأخطرها.. وفي إمكانهم أن ينثروا عطرَ الإيمان والراحة النفسية والسكون والصبر.. والأهم: التفهم والتفاهم.. وعن هؤلاء، أقدم لكم الإنسان السعودي والمفكر سلمان بن فهد العودة.

سلمان العودة كشخصية فيه قابلية دينامية، مثل المحرك الذي يجعل العربة تطوي المسافات، وكلما طوت أكثر من المسافة كان الهدف أقرب وضوحا.. ولا يتأتى الوصول للوضوح، أو طمأنينة الوضوح والجلاء دون السير في هذا الطريق الذي أوله اندفاع، وحماسة، وفكر وضمير.. ثم، والطريق يُطوى، تتلاشى مع المسافة الحماسة، وينقطع الاندفاعُ.. ثم يبقى الهدوء والعقل والضمير. سلمان العودة طوى مسافة طويلة من الطريق.. ومازال، وهو يعرف ذلك ويقوله. ومن الأكيد أنه يقوله تواضعا، وفي ظني أنه في داخل نفسه يسعد بهذا الصفة، فهي منحة ربانية، ولنسمها صفة الثبات والتغير.. معا، كما يقولون: وجهان لعملة واحدة. وجها العملة "العوْدية" إذن: الثبات والتغيير.

أما الثبات فهو ثبات العقيدة، ورسوخ المبادئ.. (ونحن نرى أن أكثر الجلبة تأتي ممن حُسِبوا من الطيف الشرعي ثم خرجوا عليه.. وسميناهم في مقال آخر المنتكسون، وسميت فكرهم الانتكاسية، ووضحت صفاتهم ودواعيهم السيكولوجية. المنتكسون لم يملكوا صفة الثبات) .. وإنك لا تقلق من فهم الثابتين، وأنت تطالع أفكارهم وتريد استيعابها، لأن طريقهم مُخـَلـَّص من المنعطف الغامض، وإن انتقلوا من محطة إلى أخرى خلال الطريق.. فهو انتقال ٌعبر الزمن والمسافة، وليس بعدا عن المبدأ والعقيدة. وسلمان العودة واضح العقيدة وراسخ المبدأ .. ولكنه يتغير.. والفكر الذي لا يطرأ عليه تغيير، فهذا يعني أنه لا يتلقى رفدا من الخارج، والماءُ الذي تنقطع عنه الروافد يصير راكدا.. ولا حتى يستمر كذلك، بل يتبخر مع الشمس. لا سكون مطلقا في الكون، ولكنها حركة دائبة إما للأمام أو النكوص.. ولا خيار بينهما.

بدأ سلمان العودة شابا متحمسا وكان شعلة من الذكاء، ولكن تقوده الحماسة، وهو يقول لك ذلك، أما كيف يقولها فله لغته أيضا، وهي لغة مفهومة ولكنه من أحذق صائغي اللغة فهو يعطيك إياها واضحة ولكن براقة تسر السامعين، فيسميها مراجعة. والمراجعة في قاموسي وقاموس الناس الأعم هي التغير في التفكير، التطور إن شئت.. وإن قلت إن التغير والتطور نتاج المراجعة.. فلا اعتراض. ولأن سلمان العودة يتغير ويتطور فكريا فهو جرد نفسه من الحق السلطوي مقدسا كان أو شرعيا، ولكنه من قلب يمتلئ بالإيمان بالمقدسات، ويؤمن بقواعد الدين الشرعية يتقدم إليك محاورا.. إنسانا فقط.. مثلك مثلي، وإن فاز فبعلمه ومنطقه وليس بسلطة معزِّزة.. وإن فزتَ عليه فلا شك أنك تملك إذن علما أو منطقا أكثر ولكن أن تواجهه في منطقة واضحة، ولا تقف في منطقة أخرى ثم تصنفها أنها منطقته.. وهذا الحاصل بين المتحاورين الآن.

يفهم سلمان العودة كل ذلك، فهو لا يجفل من حوار في أي مكان وفي أي زمان ومن أي جهة.. لأن أرضه التي يقف عليها يعرف مطمئنا عمق رسوخها. وهو إعلامي "يستغل" وسائل الإعلام التقنية الحديثة، ويتعامل مع الكاميرا بجاذبية، ويحضر الندوات والمؤتمرات وينفتح على الناس.. فينفتح الناس عليه. وهنا السر: أن ينفتح المحاورُ المصنف من قبل الناس شرعيا على الناس وأن ينفتحوا عليه.. والسيد سلمان العودة فعلها.. ولا يزال.

تكلمنا عن شقوق جدار الوحدة الوطنية.. سلمان بن فهد العودة أقدمه لكم كواحد من رادمي الصدوع.. وتكلمنا عن هادمي الجسور، وأقدمه أحد بُناتها.
__________________
__________________
في مجالسنا قد نغلط ونغلط ونقسوا ولا نعلم الا بعد أن تهدأ النفس فليس هناك شيئ أسهل من التلفظ بما تمليه النفس الأمارة بالسوء , خصوصاً حال الغضب .
ولكن هنا ... في المنتدى
تنفعل .. ثم تكتب وتكتب فتفكر, ثم تضحك على نفسك بعد أن تقرأ الرد قبل اعتماده فتقول هل هذا حقاً كلامي , فتلجأ إلى القص والتعديل وفي بعض الأحيان الحذف الكامل .
:)
abufahd@hotmail.com
Abufahd غير متصل  


 

الإشارات المرجعية


قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 10:25 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)