بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » سلسلة4 الإقلاع عن التدخين بعيداً عن القسرية

ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول

 
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 04-06-2006, 03:48 PM   #1
الدكتور طاهر
عـضـو
 
صورة الدكتور طاهر الرمزية
 
تاريخ التسجيل: May 2006
المشاركات: 12
سلسلة4 الإقلاع عن التدخين بعيداً عن القسرية

الفصل الثاني
(تصنيف التبغ)
ينتمي التبغ إلى العائلة الباذنجانية Solanaceae وهناك نوعين هامين منه يتبعهما عدة أصناف وهما Nicotiana rustica يتبعه صنف يسمى (حسن كيف)، ونوع Nicotiana tabacum يتبعه عدة أصناف منها:

1- تبوغ الطعم: وهي تبوغ حارة فيها نسبة كبيرة من النيكوتين، منها صنف بلدي يدعى (شك البنت) وصنف تركي يدعى (ترابزون باكستاني).

2- تبوغ نصف شرقية: وهي تبوغ خفيفة رائحتها غير نافذة وتركيز النيكوتين فيها منخفض منها صنفي،
Rafinac وLutelia اليوغسلافيين، وصنف Gromov grad البلغاري، وصنف القابولاق اليوناني.

3- تبوغ شرقية: رائحتها نافذة منها صنف بريليب
prilip اليوغسلافي المنشأ الذي يشغل معظم المساحات المزروعة في سورية، وهناك صنف صمصون التركي ذو الرائحة القوية جداً.

4- الفرجينيا والبرلي: صنفين مشهورين أمريكيين رائحتهما خفيفة.

5- التنباك: يزرع منه صنفين هما البلدي المسمى لاذقاني والمستورد الإيراني المسمى أصفهاني، ويستخدم التنباك لتدخين النرجيلة.

ولنلاحظ الأسماء المختلفة التي تطلق على بعض الأنواع والتي يمكن أن يكون لها دلالة ما، على الهوية الثقافية لأولئك الناس الذين أطلقوا هذه المسميات: (حسن كيف)، والكيف هنا يعني النشوة والحبور. و(شك البنت)، والشك كلمة عامية تعني الفص أو القلادة. و(صمصون)، أو شمشون، ذلك الجبار الذي اشتُهِرَ بصيحته قبل أن يشرع بهدم المعبد الذي رُبِطَ إلى أعمدته بالسلاسل، عندما قال :"عليَّ وعلى أعدائي يارب" وهو هنا رمز البطش والقوة الرعناء. و(الفرجينيا)، الولاية المنسية في أمريكا، والتي يقطنها رعاة البقر بما لديهم من تراثٍ فوضوي.

الفصل الثالث
(سموم التبغ)
يتألف دخان التبغ من مزيج من الغازات وجزيئات القطران الصغيرة. وكان قد اكتشف حتى عام 1936 حوالي 120 مادة، ثم ارتفع العدد إلى 450 عام 1959، ثم أصبح 950 مادة عام 1968، ثم قفز إلى 3875 مادة عام 1982، و3996 مادة عام 1988، ويزيد الرقم حالياً على 4000 مركب كيميائي. بعضها سام وبعضها مشوه للجنين، وبعضها مسرطن، ويؤثر بعضها بترسبه في الفم والمجاري التنفسية، بينما يمتص البعض الأخر إلى الدوران والأنسجة المختلفة.

وتصنف المركبات ذات الأهمية الطبية في الدخان إلى أربع أصناف:

1- المواد المسرطنة
Carcinogenic substances : هنالك ثلاثة وأربعون مادةً مسرطنةً في دخان التبغ يطال تأثيرها غالبية أجهزة الجسم، وينحل معظمها في القطران، ومنها ما له أثر بدئي في إحداث السرطانة Carsinoinitiators مثل مائيات الفحم العطرية عديدة الحلقات Polycyclic Aromatic hydrocarbons وأهمها مادة بنزوبيرين Benzopyrene ، صاحبة أعلى تركيز بين هذه المواد، ومنها ما له أثر محرض على التسرطن بدون أن يكون مسرطناً بحد ذاته Cancer promoters مثل مادة الفينول والحموض الدسمة الحرة والحموض الدسمة المؤسترة.

ويختلف التأثير المسرطن للتدخين تبعاً لنوع التبغ وطريقة احتراقه ولوجود المصفاة
(filter)..وإضافة مادة النترات المسرعة للاحتراق، والأخيرتان تخفضان تركيز المواد المسرطنة في الدخان نوعاً ما.

2- المواد المهيجة
Irritants : وهي مواد مسؤولة عن حدوث السعال الفوري والتشنج القصبي، اللذين يتلوان استنشاق الدخان عند الأشخاص المعرضين للتدخين لأول مرة، وهي مسؤولة كذلك عن تثبيط الحركة الهدبية وزيادة إفراز المخاط عند المدخنين المزمنين، وأهم مثبطات الحركة الهدبية في الدخان هي مادة الأكرولين Acrolein ، كما أن هناك مواد أخرى تسبب تشنجاً قصبياً وزيادة في إفراز المخاط، وهي ذات ارتباط وثيق بالتهاب القصبات المزمن وتَنَفُّخِ الرئة.

3- النيكوتين
Nicotine : المادة الرئيسية التي انصب عليها الاهتمام كأحد أهم مكونات الدخان، وهو مادة سائلة تستخلص من نبات التبغNicotiana tabacum تركيبه pyridyl methyl pyrrolidine، ينحل في الماء لا لون له ولا طعم إذا كان حديثاً، ويصبح أسمر بتأثير الهواء والضوء، طعمه مر حارق وهو شديد السمية حتى أن وضع قطرتين منه على لسان كلب أو في عينه يمكن أن تسبب له الموت آنياً.

يمتص النيكوتين بسرعة عبر الأغشية المخاطية للفم والمعدة والأمعاء والجهاز التنفسي والجلد، وتقدر جرعته المميتة بـحدود
50 ملغ تقريباً، أي ما يعادل محتوى لفافتي تبغ، فيما لو استُخلِصت منهما هذه المادة. أما باستنشاق دخانِهِما فإن معظم النيكوتين الموجود فيهما يحترق، لحُسنِ الحظ، أثناء التدخين، وجزء قليل من الباقي يمتص، وذلك بسبب قصر فترة تماسه مع الأغشية المخاطية.

يؤثر النيكوتين على المستقبلات الكيميائية وعلى المشبك
Synapse في الجملة العصبية المركزية وعلى المراكز الذاتية في البصلة السيسائية (مركز التنفس، والمركز المحرك الوعائي، ومركز العصب المبهم Vagus nerveالذي يعصب القلب والمعدة، كما يؤثر على العقد الذاتية، وعلى لب الكظر، فيحث على إفراز الموصلات العصبية مثل الأدرينالين والنور أدرينالين، وهما هرمونان منشطان ومحفزان، ولكن يتبع تأثيراته المنبهة البدئية شوط من التثبيط، لذلك يجوز نعته بأنه مادة مزدوجة التأثير (تؤثر بالتتابع في نظير الودي ثم في الودي)، وبأنه مادة ثنائية الطور (إذ تؤثر منبهة أولاً ثم شالة)، فلقد أدى إعطاء النيكوتين لبعض الأفراد إلى حدوث تغيرات في مخطط كهربائية الدماغ EEG تدل على أثر النيكوتين المنشط، إلا أن أثره المهدئ ثابت في كونه يخفف المنعكس الرضفي، ولذلك يوصف النيكوتين بأنه مادة ثنائية الطور منبهة أولاً ثم مثبطة، وهذه الخاصة تبدو واضحة في التوتر الشرياني والعضلات، حيث أن حقن النيكوتين وريدياً يفضي إلى هبوط توتر شرياني مع بطئ القلب، ثم ينعكس التأثير فيتسرع القلب ويرتفع الضغط، ويعقب هذه التبدلات هبوط توتر مديد وهو التأثير الشال للعقد.

إن إعادة حقن النيكوتين وريدياً لنفس حيوان التجربة لا يسبب حدوث نفس التأثيرات السابقة بل يؤدي مباشرةً إلى منع ومعاكسة مرور السيالة العصبية عبر المشبك داخل العقد الذاتية، ويدوم هذا التأثير الشال للعقد حتى تمام إطراح النيكوتين من الجسم.

تحدث الجرعات الصغيرة من النيكوتين غثياناً وإقياءً وإسهالاً وصداعاً ودواراً وتنبهاً عصبياً يتظاهر بتسرع القلب وفرط التوتر الشرياني والزلة وتسرع التنفس والتعرق والإلعاب واضطرابات نظم القلب.

أما الجرعات الكبيرة فتسبب تهيجاً في قشر الدماغ ينتهي بالاختلاج والسبات وتثبيط التنفس ثم توقف القلب أو الرجفان البطيني.

ويمكن للتسمم الشديد بالنيكوتين أن يسبب الموت خلال دقائق قليلة، ويعتبر النيكوتين عنصراً أساسيأ في تركيب عدة مبيداتٍ حشرية، حيث تصادف حالات الإنسمام الشديد به عند التعرض لأحدها، في حين لا يمكن أن تصادف كنتيجة لتدخين لفائف التبغ، وقد نصدفها بشكلٍ نادرٍ عند مدخني النرجيلة، ويعود ذلك لضآلة الكمية التي يمتصها الجسم منه خلال التدخين، كما أسلفنا.

يساعد النيكوتين أيضاً على زيادة تركيز الحموض الدسمة في الدم، ويزيد من التصاق الصفيحات، مما يؤهب لحدوث التجلط وتصلب الشرايين.

4- أول أكسيد الكربون
Carbon monoxide: وهو غاز لا طعم له ولا لون ولا رائحة، ينجم عن الاحتراق الناقص لمائيات الفحم، ويوجد بتركيز مرتفع في دخان التبغ وتؤدي الكميات المستنشقة منه إلى إنقاص قدرة الخضاب على ربط الأوكسجين، وذلك بنسبة 10%، نتيجة تشكلِ مركبٍ ثابتٍ يدعى Carboxy hemoglobin من خلال تفاعلٍ غير عكوس بين الخضاب وهذا الغاز السام. فألفة الخضاب لأول أكسيد الفحم تزيد مائتي مرة عن ألفته للأوكسجين، مما يجعل الأخير أقل كفاءةً بشكلٍ واضحٍ في المنافسة على الارتباط بالخضاب.

يزيد أول أكسيد الفحم من سرعة تشكل الخثرة الدموية، ويسبب حدوث تغيرات في الأوعية الدموية شبيهة بالتغيرات البدئية لتصلب الشرايين، ولا تحدث أعراض التسمم بهذا الغاز إلا إذا زاد تركيزه في الهواء على
1%، إذ أن هذا التركيز لا يشبع أكثر من 10% من الخضاب الدموي.

يلاحظ المدخن من خلال التسمم التدريجي بأول أو كسيد الفحم قلة تحمله للجهد، وشعوره بالزَّلَّة (ضيق التنفس) أثناء الجهد، كما يمكن أن يشكو المريض من كثرة التعرق والحمى وضخامة الكبد وزيادة الكريات البيض والتأهب للنزف وبيلة الألبومين وبيلة السكر، ويمكن أن تحصل وذمة دماغية وفرط في التوتر القحفي نتيجة زيادة نفوذية الشعريات الدموية ناقصة الأوكسجين.

ويسبب نقص الأكسجة هذا، تخرباً في البطانة الوعائية مما يحفز زيادة التصاق الصفيحات الدموية ويؤهب بالتالي لتشكل الخثرة.

كما تشترك آلية أخرى في رفع نسبة حدوث الجلطات عند التسمم المزمن بأول أو كسيد الفحم، حيث تزداد لزوجة الدم بسبب فرط إنتاج النقي للكريات الحمر لتعويض النقص الحاصل في الخضاب الفعّال، وفرط اللزوجة هذا عامل مهم آخر يزيد في احتمال تشكل الخثرات.

الدكتور طاهر غير متصل  


 

الإشارات المرجعية


قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 01:18 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)