بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » صـنـاعـة الـصـنـاعـة

ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول

 
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 05-06-2006, 11:48 PM   #1
Focus
عـضـو
 
صورة Focus الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Jul 2003
البلد: بريدة
المشاركات: 2,068
صـنـاعـة الـصـنـاعـة

صناعة الصناعة


في جولةٍ سريعةٍ ونظرةٍ خاطفةٍ على الكتب والأشرطة والمقالات الإسلاميّة نجدُ كثيراً منها يتكلم عن صناعة الأمة
فهذا اسمه (صناعة الحياة) والآخر اسمه (صناعة الأجيال) وهذا اسمه (صناعة المرأة) وهلم ماجرى ... .

لكن لو نظرنا في واقعنا الحالي المليء بالمهاترات والمغالطات نجدُ أننا
نحتاج فعلاً لصناعة هذه الصناعات ؛ كيف ندعو أمةٍ لصناعةِ
شيءٍ ما وهي بالأصل لم تؤصّل على هذه الصناعة داخل نفوسهم ,
كـ أن تأتي برجلٍ من البادية وتأمره بأن يبرمج لك برنامجاً أو سكربتاً ما !! .

سمعت في قولٍ لأحد المثقفين الغربيين يقول فيه : إءتوني بأربعين
شاباً يطبقون الإسلام تطبيقاً صحيحاً دقيقاً شاملاً
لأفتحنّ بهم الأمريكتين الشمالية والجنوبية ! . أ.هـ , وأنا أقول آتني اثنان
من هؤلاء آتيك منهم بثمانين ممن طلبت !

لو نظرنا نظرةً صحيحة لواقعنا الحالي دون مجاملات
لوجدنا أننا خاوين من الصناعة كـ خواء قريةِ صاحب القرية المذكور
في سورة البقرة ؛ لاتكاد تجد فيما من يُعدُّ لأمجادٍ لطالما
انتظرناها ؛ تجد من يتحدّث عنها نعم ! تجد من يعمل لها بجدٍ وحقيقة
فـ لا ! إننا نجيد صنع الكلام باحترافٍ مُبْهِر والحديث عن الأمجاد
السالفة والأمجاد المرتقبة باحتراف , نعم إننا نحتاج للحديث عن
هذه الأمجاد لشحذ الهمم والرقي بها إلى مناحيها لكن تكون الجدوى
عديمة في حال عدم العمل بها.

كثيرٌ منّا يظن أنه لاصناعة للنصر والأمجاد إلا بالجهاد ودقْ
الرقاب في سبيل الله , فـ كما سمعت في أحد الأشرطه قولهم : ولن يعلو هذا
الدين إلا على جماجم الأولياء ! , إن الجهاد ذروة سنام الإسلام ولكننا
نحتاج لصناعة المجاهد الفذ الهمام وصناعة هذا المجاهد تحتاج إلى
صناعةٍ كذلك ؛ فمدير شركة انتل مثلاً ماأتوا به مثلاً من
كلية الشريعة ليدير شركةً لتصنيع المعالجات , إذا فرضنا
مثلاً أن الأمة مثلاً انتصرت في الوضع الراهن وسقطت
أمريكا وحلفاؤها وعاد للأمه المجد التليد المنتظر ماذا
سيحل بنا ؟ هنا يبين من يستطيع القتل والفداء , ممن
يستطيع ذلك مع الإدارة والصناعة إن انتصرت الأمة
ستقام دولة الخلافة المنتظرة ويسود الأمن رقاع الأرض
ويعم الخير أرجاءها ويقام شرع الله ؛ هذا إن وجد من
يقيمه !!! بل والله ستتكرر أفغانستان أخرى تدور رحى حربٍ
أخرى لكن هذه المرة ليست بين فريقين فريق قتلاهم بالجنة
وفريق قتلاهم في النار ؛ بل ستدور بين فريقين كلهم في
النار كما قال صلى الله عليه وسلم : " القاتل والمقتول
في النار" وتعم الفوضى أرجاء الأرض ويعم السلب
والنهب ورائحة الدماء وتقاطيع الأشلاء .

إننا بحاجةٍ جمة لصناعة أنفسنا وصناعة من هم تحت أيدينا للعمل
للإسلام بالنهج الصحيح , فكيف لأمّة أنت تنتصر وأكثر أفرادها لو
أوكلت له عملاً ما لأنجزه بعد الوقت المحدد بأيّام متذرّعاً بحججٍ
واهية تضحك منها نفسه قبل المُتعَذِّر منه !

ولو سلّطنا الأضواء على من بأيديهم الأمانة الكبرى لصناعة الصناعة
المعلمين ومدرسي الحلق فبطول دراستي العامة في المدارس النظامية (12 سنة)
لم أكد أجدُ واحداً ممن أتحدث عنهم أو ممن طلبهم ذلكم المثقف الغربي لفتح
الأمريكتين , تجد فيهم المُحطِّم , المُتَسلِّط , المُتَساهِل , المُهْمل , المُفرِّط , ..... الخ . لكن الصانع لارائحة له بتاتاً .
وفي نظرةٍ صريحة للحلق ومدرسيها تجد أن اهتمام أغلب مدرسي الحِلق
اهتماماً وقتياً يهتم بإصلاح الطالب خُلُقياً في مرحلةٍ من عُمُره قد تمتد معه
باق العمر أو ربما ذهب وتركها تحجز مكانه في الحلقة , وتجد ربَّ
الأسرة يصنع أبناءه على مدى نظره هو في صلاح أسرته
بعض النظر عن هل سأصنع هذا الشاب لأمه أم سأصنعه لبيت !

إننا في هذه المرحلة من مراحل حياة الأمة نحتاج للصناعة الفعليّة , فـ نحتاج
لصناعة مدرس الحلقة قبل صناعة طلابها , وصناعة رب الأسرة قبل
أفرادَ أسرتهِ , وصناعة الشيخ قبل صناعة طلاّبه ..... , إني لاأتحدث
عن الصناعة الجادة والتربية الفاضلة فالأمة تزخر بهؤلاء بل أتحدث
عن صناعة هؤلاء ليصنعون الأمة التي طال انتظارها !
وإلا فـ "قليلوا التربية" يحتاجون لتربية لا لصناعة .

أسأل الله الكريم أن يبرم للأمه أمر رشد يعز فيه أهل طاعته
ويهدى فيه أهل معصيته !


والله الموفق والمستعان
,
__________________
هيْهاتَ ينسى محبٌ شابَ مفرِقُهُ
Focus غير متصل  


 

الإشارات المرجعية


قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 07:54 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)