بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » الوجه الآخر للصوفيه حتى لاتنخدع

ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول

 
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 07-06-2006, 04:17 PM   #1
- راحل -
عـضـو
 
صورة - راحل - الرمزية
 
تاريخ التسجيل: May 2006
المشاركات: 165
الوجه الآخر للصوفيه حتى لاتنخدع

الوجه الآخر لِلصُّوفيّة حتى لا تنخَدع
بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيداً ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، إقراراً به وتوحيداً ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين ، أما بعد:


فهذا فصل بيان الصلة بين التصوف و التشيع من كتاب (الوجه الآخر لِلصُّوفيّة حتى لا تنخَدع) لـــ أبو حمزة سيد بن محمد بن السيد المنياوي- الطبعة الأولى سنة 1426 من الهجرة النبوية- (دار المؤيد للنشر و التوزيع) (ص108-103)



أعجبني هذا الفصل من الكتاب فأحببت أن أنقل كلام الكاتب للأخوه في هذا المنتدى:


*فصـــل*

بيان الصلة بين التصوف و التشيع


إن الخبير بحقيقة التصوف و التشيع يرى أنهما وجهان لعملة واحدة ، فهما ينبعان من عين واحدة ، و يسعيان إلى نهاية واحدة –في الجملة- ، ويشتركان في تصورات وعقائد متشابهة في كثير من الأحيان، ومن ذلك:



أولاً : ادَّعاء العلوم الخاصة :



يَّدعي الشيعة أن عندهم علوماً خاصة ليست مبذولة لعامة المسلمين ، وينسبونها لأهل بيت النبوة ، ومن ذلك: ادَّعاؤهم أن لديهم "مصحف فاطمة" الذي يَعدِل القرآن الذي بأيدي المسلمين ثلاث مرات وليس منه في القرآن الموجود حرف واحد ، ويزعمون أن محمداً بُعث بالتنزيل ، وأن علياً بُعث بالتأويل.



وعلى هذا المنوال نَسَجَ كثير من الصوفية فزعموا أن عندهم "علم الحقيقة" وعند غيرهم "علم الشريعة" ، وأن الله حَبَاهم بعلوم "لَدُنَّيََّة" ، بينما أهل الظاهر يأخذون علمهم عن الأموات ، حتى قال كبيرهم البسطامي:



"خُضنَا بحراً وقف الأنبياء بساحله"



وبهذا يتضح التطابق بين التصوف و التشيع في مسألة العلم الباطني.



ثانياً: ألقى الشيعة على أئمتهم هالة التقديس حيث نسبوا إليهم منزلة فوق منزلة الملائكة المقربين والأنبياء المرسلين ، كما قال الخميني :



"من ضروريات مذهبنا: أن لأئمتنا مقاماً لا يبلغه مَلَكٌ مُقَرَّب ، ولا نبي مُرسَل".[1]


بل زاد الخميني نكداً فأعطاهم بعض صفات رب العالمين ، فقال:


"وإنهم يتحكَّمون في ذَرَّات هذا الكون".[2]



وهذه الصفات أطلقها الصوفيون على مَن سَمَّوهم "الأولياء" ، فقد جعلوهم المتصرفين في الكون : أعلاه وأسفله ويعلمون الغيب ، ولذلك اخترعوا ديواناً للأقطاب و الأوتاد والأبدال ؛ ليُدير شؤون الكون من خلال قراراته!!



يقول أحمد بن مبارك السلجماسي المغربي في وصف الديوان الباطني الصوفي: "سمعت الشيخ – رضي الله عنه – (يعني عبد العزيز الدَّبَّاغ)- يقول :



"الديوان يكون بغار حراء الذي كان يتحنَّث فيه الرسول – صلى الله عليه وعلى آله وسلم- قبل البعثة ، فيجلس الغوث خارج الغار ، ومكة خلف كتفه الأيمن ، والمدينة أمام ركبته اليسرى ، وأربعة أقطاب عن يمينه ، وهم مالكية على مذهب مالك بن أنس – رضي الله عنه - ، وثلاثة أقطاب عن يساره واحد من كلَّ مذهب ، ومن المذاهب الأخرى ، و الوكيل أمامه ، ويُسمَّى: "قاضي الديوان" ، وهو في هذا الوقت مالكي – أيضاً – من بني خالد القاطنين بناحية البصرة ، واسمه: سيدي محمد بن عبد الكريم البصراوي ، ومن الوكيل يتكلم الغوث ، ولذلك يُسمَّى وكيلاً ؛ لأنه ينوب في الكلام عن جمبع من في الديوان.



قال: والتصرف للأقطاب السبعة على أمر الغوث ، وكل واحد من الأقطاب السبعة على أمر الغوث ، وكل واحد من الأقطاب السبعة تحته عدد مخصوص يتصرفون تحته ... " إلى أن قال:



"ولهم التصرف في العوالم كلها السفلية و العلوية ، وحتى في الحُجُب السبعين ، وحتى في عالم الرقا – وهو ما فوق الحُجُب السبعين - ، فهم الذين يتصرَّفون فيه وفي أهله ، وفي خواطرهم وما تهمس به ضمائرهم ، فلا يهمس في خاطر واحد منهم شيء إلا بإذن أهل التصرف – رضي الله عنهم أجمعين -.



وإذا كان هذا في عالم الرقا الذي هو فوق السبعين التي هي فوق العرش فما ظنك بغيره من العوالم..."[3]



ثالثاً: القول بأن للدين باطناً و ظاهراً : ً



لقد اتفق الشيعة وربائبهم اللاتي في حجورهم من المتصوفة على زعمٍ باطل ، وإفكٍ قاتل : أن للدين باطناً و ظاهراً ، فالباطن هو المراد على الحقيقة ولا يعلمه إلا الأئمة والأولياء ، والظاهر هو المتبادر من النصوص ويفهمه العامة.[4]



رابعاً : تقديس القبور :



تقديس القبور وزيارة المشاهد ركنٌ من أركان المعتقد الشيعي، فالشيعة هم أول من بَنَى المشاهد على القبور وجعلوه شعاراً لهم.[5]



وجاءت الصوفية وجعلوا أهم شعائرهم زيارة القبور ، وبناء الأضرحة ، والطواف بها ، والتبرك بأحجارها ، والاستغاثة بأصحابها ، كما هو معلوم ومُشاَهد ، والله المستعان.



وهذه الصلة بين التصوف و التشيع أمرٌ أَقَرَّ به المؤرخون ، فقد قال ابن خلدون في "مقدمته" (ص298-297/ط. دار الهلال) :



"ثم إن هؤلاء المتأخرين من المتصوفة المتكلمين في الكشف وفيما وراء الحس ، توغَّلوا في ذلك ، فذهب كثير منهم إلى الحلول و الوحدة ، كما أشرنا إليه ، وملؤوا الصحف منه مثل الهروي في "كتاب المقامات" له ، وغيره ، وتبعهم ابن عربي ، وابن سبعين ، وتلميذهما ابن العفيف ، وابن الفارض ، والنجم الإسرائيلي في قصائدهم ، وكان سلفهم مخالطين للإسماعيلية المتأخرين من الرافضة الدائنين – أيضاً – بالحلول وإلاهية الأئمة مذهباً لم يُعرف لأولهم ، فأُشرب كل واحد من الفريقين مذهب الآخر ، واختلط كلامهم ، وتشابهت عقائدهم ، وظهر في كلام المتصوفة القول بالقطب ، ومعناه: رأس العارفين ، يزعمون أنه لا يمكن أن يساويه أحد في مقامه في المعرفة حتى يقبضه الله ، ثم يُوَرَّث مقامه من أهل العرفان.



وقد أشار إلى ذلك ابن سينا في "كتاب الإشارات" في فصول التصوف منها ، فقال:



"حُلُّ جناب الحق أن يكون شرعه لكل وارد أو يطلع عليه الواحد بعد الواحد".



وهذا كلام لا تقوم عليه حجة عقلية ولا دليل شرعي ، وإنما هو من أنواع الخطابة ، وهو بعينه ما تقوله الرافضة ، ودانوا به ، ثم قالوا بترتيب وجود الأبدال بعد هذا القطب كما قاله الشيعة في النقباء ، حتى إنهم لّما أسندوا لباس خِرقَة التصوف ليجعلوه أصلاً لطريقتهم وتخليهم ؛ رفعوه إلى عليًّ – رضي الله عنه - ، وهو في هذا المعنى –أيضاً- ، وإلا فعليٌّ – رضي الله عنه- لم يختصَّ من بين الصحابة بتخليةٍ أو طريقة في لباس ولا مال ، بل كان أبوبكر وعمر –رضي الله عنهما- أزهد الناس بعد رسول الله –صلى الله عليه وعلى آله وسلم- وأكثرهم عبادة ؛ ولم يختص أحد منهم في الدين بشيء يُؤثَر عنه في الخصوص ، بل كان الصحابة كلهم أسوة في الدين والزهد والمجاهدة.


يشهد لذلك من كلام هؤلاء المتصوفة في أمر الفاطمي وما شحنوا كتبهم في ذلك مما ليس لسلف المتصوفة فيه كلام بنفي أو إثبات ، وإنما هو مأخوذ من كلام الشيعة الرافضة ومذاهبهم في كتبهم ، والله يهدي إلى الحقَّ".
كلام ابن خلدون –رحمه الله تعالى- .



ولقد صنَّف الدكتور كامل الشيبي الصلة بين التصوف والتشيع كتاباً أثبت فبه بدلائل تاريخية هذه الصلة الوثيقة.



ولم تقتصر الصلة بين التصوف والتشيع على الأقوال ، بل تَعَدت إلى الأفعال حيث عملا مُشتَرِكَينِ على هدم الدولة الإسلامية السُّنية ، وتعاونا مُخلِصَين مع أعدائها ، وفتحا مُُصِرَّينِ ثغور المسلمين لهم.[6]




انتهى كلام الكاتب في هذا الفصل



اللهم صلي وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.



[1] انظر " الحكومة الاسلامية" (ص54)


[2] المصدر السابق


[3] انظر "الأبزيز" (ص169-163)


[4] وقد عقد الدكتور كامل الشيبي في كتاب "الصلة بين التصوف والتشيع" (ص209-205) فصلاً طويلاً نقل فيه أقوال المتصوفة والشيعة في هذه المسألة. وانظر لمزيد الفائدة كتاب "التصوف والثورة الروحية في الاسلام" للدكتور أبي العلا العفيفي.


[5] انظر "رسائل إخوان الصفا" (4/199) وغيره من كتبهم.


[6] انظر لهذا كلَّه "الجماعات الاسلامية في ضوء الكتاب والسُّنَّة بفهم سلف الأمة" (ص105-93).









واحـذرْ مِـنَ المنـــاهجِ التي***قــدْ خـالفتْ نهـجَ النبيِّ الهاشمي
كمنهـجِ التكفـيِر والإخــوانِ***وشيعــــــــــةِ الضـلالِ والكفـرانِ
جمــاعةِ التبليــغِ والجهــادِ***وصــوفيةٍ لشِــــرْكِها تنــــــــادي
وكـلِّ حـزبٍ مـارقٍ يثــــــورُ***فعـــــدْ إلى الصَّــوابِ يـا مغــــرورُ
لاالقطبُ لاالبنَّـا ولا المـودوديْ***ولا المضـلُّ المسعري السعــوديْ
كـذاكَ لاســرورُ لاالتــــــــرابي***يـاربِّ ثبتنــا علـى الصـــــــوابِ
وكلُّ شخصٍ يحذونَّ حــذوهمْ***في ذا الطـريقِ فاحــذرنَّ شـرهم
__________________
[flash=http://www.l22l.com/upswf/up/l22lcom_307812829.swf]WIDTH=500 HEIGHT=170[/flash]
للمراسلة : asd042@hotmail.com
- راحل - غير متصل  


 

الإشارات المرجعية


قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 07:46 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)