[صهيل الحرف]

( هذا المقال ارسل الى جريدة الجزيرة قبل ما يقارب ثلاثة اسابيع .. ردا على مقالات وردت فيها للصحفي
حماد السالمي .. ولم ينشر حتى تاريخه ..!!!
ولأنني اعتبر الكلمة امانة ، رأيت نشره هنا .... )

" يكفي " يا حماد السالمي .. !!

المتتبع لما يكتبه حماد السالمي في مقاله الأسبوعي في جريدة الجزيرة ، يحار في فهم "المنظومة الفكرية " التي ينطلق منها في كتاباته وأطروحاته ، أو " البرامج العقلية " التي تحكمه في قراءته للأشياء ، وتحليله للأحداث ..!

والحق أنني لا أستسيغ المكرور من القول ، ولا يعجبني نشر النشارة – كما يقال ، ولكني كمتابع لجريدة الجزيرة ، تقع عيني خطأً على ما يكتبه حماد السالمي بين وقت وآخر ،، فأجد نفس الفكرة تعاد وتزاد ، وتُلت وتعجن بطريقة تحمل في طياتها أقصى درجات التحامل في توجيه الاتهامات ، والبعد عن الموضوعية في تشخيص الواقع .. !!

وأخطر من هذا وذاك " تضخماً " غريباً في " الذات المدركة " يصل حد " الوهم " .. !! واستخفافاً بذكاء القارئ يصل حد " البساطة " .. !!

فأحمد الله الذي عافاني ، وأغض طرفي ، وأمضي في طريقي غير آبه " ثقة بوعد الله ونصره " وتمر الأيام .. فتقع عيني مرة أخرى على نفس المكان ، وكلي أمل ويقين أن للكون قوانين ضابطة ونواميس ثابتة ، مفادها أن الصغير يكبر .. والجاهل يتعلم ، والحياة حُبلى بالجديد . فأبدأ القراءة عل وعسى أن أجد جديداً .. فلا أبرح الربع الأول من المقال ، إلا ويُغتال أملي بنفس العبارات الباهتة ، والمفردات المكررة حد الإملال .. !!! فأبتلع ريقي بمرارة، وأحمد الله وأدعو الكاتب بالهداية ، وأمضي .. !!

حتى وقعت عيني على عنوان غريب " حصادك مُريا مناهجنا .. ! " المنشور في العدد 12288 يوم الأحد 24/4/1427هـ تكلم فيه الكاتب بغير فنه فأتى بالعجائب .. !! وخلط فيه الحابل بالنابل بطريقة غريبة جداً .. !! ومع " هشاشة " الطرح الذي أورده الكاتب وكثرة "سقطاته " إن في مجال " الاستدلال " أو " الاستنتاج " أو " الربط " أو حتى " الفهم " .. ! فقد آثرت الانتظار وعدم التعقيب لأنني فهمت أن لحديثه بقية في الأسبوع القادم .. ! وفي اليوم المنتظر جاءت الطامة الكبرى عبر عنوان مثير ÷ مناهجنا تتعرى في الطرقات × المنشور في العدد 12295 يوم الأحد الموافق 1/5/1427هـ ، ليستفزني هذا العنوان من زاوية علمية وتربوية بحته " مناهج " " تتعرى .. !! " فاستعذت بالله من الشيطان الرجيم وبدأت القراءة ، لأجد نفس الموال " المكرور " و " الأسطوانة المشروخة " حول " المناهج " و " الصحوة " و " الأدلجة " و "الإقصاء " و " الوصاية " و " المنهج الخفي " ... إلى آخر هذه المعزوفة المملة والسخيفة .. !!!

فتذكرت على الفور ذلك المقال الشهير لنفس الكاتب الذي حمّل فيه هزيمة المنتخب السعودي أمام ألمانيا ، وطرد اللاعب محمد نور بالبطاقة الحمراء وقتها ، إلى " المناهج " و "خطب الجمعة " و " الشريط الإسلامي " .. !!! وهو مقال أضحك – وقتها – الثكالى .. وشر البلية ما يضحك .. !!! ليضيف عليها هذه المرة وهجاً جديداً واكتشافاً فريداً .. فيحمل "المناهج " مرة أخرى كل الشرور بدءاً من تكسير صناديق البريد في مدينة جدة ، ومروراً بالكتابة على الجدران ، وإفساد أعمدة الإضاءة ، والحدائق العامة ... الخ ، وصولاً إلى السرقة والاغتصاب والقتل .. !!! وكاد أن يذكر معها " إعصار تسونامي " و " زلزال باكستان " و " فيضانات بنجلاديش " و " اضطرابات تيمور الشرقية " و " الأزمة في بحر الصين" إلا أنه إثر الانتظار ، ربما ليضيفها في مقال آخر و اكتشاف جديد .. !!



ومع أنني كُفيت الرد العلمي على ما ورد في مقاليه الآنفين ، بتعقيب الأستاذ /

عبد العزيز بن صالح العسكر في العدد 12298 من يوم الأربعاء 4/5/1427هـ ، ورد الأستاذ صالح بن سليمان الحناكي في العدد 12302 من يوم الأحد 8/5/1427هـ ، إلا أنني ويعلم الله أتساءل بدهشة وشفقة : هل يكتب حماد السالمي بعقله ؟ أم بماذا ؟ وكيف يقرأ الأشياء ويحللها بهذه الطريقة " المضحكة " ؟ أيعقل أن هذا البلد بمؤسساته ورجالاته أخفقوا في قراءة الواقع كما يقرأه " الفذ " حماد السالمي ؟ !! أيعقل أن يصل " الخلط " بين الأشياء ، و "ابتسارها " ، و " استلالها " من سياقاتها بسبق وإصرار وترصد إلى هذا الحد .. ؟ !



هل يصل " الوهم " لدى بعض " أصحابنا " إلى هذه الدرجة .. ؟ !!! كل هذه الملايين من رجال ونساء وشباب هذا البلد إما " مؤد لجين " أو " مغفلين " ووحده فقط : حماد السالمي الذي يعلم ما في الصدور .. ويقرأ ما بين السطور ، ؟ !

إن لهذا " الوهم " وهذه " الإسقاطات " و "الاستعداء الواضح للسلطة " بطريقة " مكشوفة " أسبابه " النفسية " الذي لا يسع المجال لبسطها في سياق هذا المقال ، ولعلي أعود إليها في مقال آخر .

ولا أدري – وأيم الله – من الذي يتعرى في الطرقات .. !! أهي " مناهجنا " ؟ أم ذلك الفكر " العبثي " " المستلب " الذي يقتات على مهاجمة " الثوابت " وتحريف الكلم عن مواضعه .. !!

ومع فداحة هذا الطرح " الغريب " و " المريب " الذي يتهم الجميع في هذا البلد المبارك حكاماً ومحكومين ، صغاراً وكباراً ، عالمين ومتعلمين ، " بالجهل " ،، و " عدم الإدراك ".. و " الغفلة " ، بل و " التواطؤ " ،، !!!!

إلا أن الأكثر فداحة هو أن يجد له مكاناً لنشر هذا " الغسيل العاري " والبعيد كل البعد عن المروءة ، فضلاً عن المصداقية والموضوعية .. !!

أما آن لهذه الأسطوانة المشروخة المملة ، وهذا الصوت النشاز أن يتوقف ..؟!

أما آن لهذا الطرح العاري أن يخجل .. ؟!

أم أنها موضة " الفيديو كليب " " إياها " ووصفة النجاح الخاصة ببعض مبتدئيها ، انتقلت إلى أطروحات " بعض أصحابنا " فحجم النجاح هو بحجم الإثارة التي تصاحب العرض..! وحجم الإثارة هي بحجم مستوى التعري .. !!!

وعلى أية حال فإني أختم مقالي بنداء صادق مشفق أبتغي فيه وجه الله والدار الآخرة ..

- يكفي يا حماد السالمي هذا الاستخفاف بعقول القراء .. !

- يكفي يا حماد هذا الطرح " المأزوم " . !!

- يكفي هذا الخلط الفاضح .. !! واحترم بياض الورق الذي تسوده بكتاباتك .. !!

- يكفي وهماً .. وتذاكياًّ .. وتسلقاً .. !!

- يكفي .. يكفي .. يكفي ...

) فأما الزبد فيذهب جفاء واما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض ( { الرعد : 17 }