|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
28-06-2006, 11:49 PM | #1 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Sep 2002
البلد: Saudi Arabia
المشاركات: 225
|
زمن البقالة !!
زمن البقالة !! خاطرة .. دلفت إلى عقلي دون استئذان فدفعت بها إلى جهاز الحاسوب لأوثقها .. وما أن استقرت حتى قدح في ذهني أن أشارككم بها لعل عسى أن نخرج بفائدة منها .. قبل البدأ .. حكاية ما أجمل أول بقالة سمحت لي والدتي أن أذهب إليها وحدي عندما أذهب لخوالي كل خميس .. أشتري بنصف ريال "حلوى البرميت " أو " فيشار نسمه" و بالنصف الآخر " أيسكريم التوت المثلج " الذي أتحسس مذاقه الرائع حتى هذه اللحظة !! .. كانت تعطيني ريالاً أو ل النهار و إذا ما أنهيت اليوم دون مشاكل كافئني خالي بريال آخر قبيل العشاء .. تطور الحال قليلاً .. وبدأت أذهب للسوبرماركت الذي نتزود منه بأغراض البيت وبدأت أرى أطفالاً يتناولون أنواعاً من الحلوى ذات آلوان لافتة و أنواعاً من الآيسكريم يطلقون عليها " آيسكريم كوخ" .. بدأت أفكر كيف سأحصل عليها وكيف سأوفر المبلغ الخاص بها!.. مضت السنون و زهدت في بقالة خوالي ثم زهدت بسوبرماركت حارتنا عندما رأيت إعلان في إحدى الجرائد عن افتتاح أسواق غذائية كبيرة فيها ما لا يخطر لك على بال .. لم أكن أستطع زيارتها في الشهر و الشهرين إلا مره على أحسن الأحوال رأيت فيها الناس يتجولون في عربيات و سلات مشتريات وكأننا في مدينة ألعاب ، ورأيت " حلوى التويكس و المارس و الجالكسي قد تحولت إلى آيسكريمات!! و أنواعأ لا تحصى من البيسكويتات و المشروبات و المعجنات و البقوليات و المنظفات والعروض و الإعلانات " .. ومضت سنوات حتى شاهدت الــ : " هايبر ماركت " فلم تعد تدخل السوق لتشتري الحلوى و أغراض البيت فحسب .. بل تستطيع حتى إقتناء ملابس عائلتك و أثات منزلك و أنواع مختلفة من الأجهزة الإلكترونية و الجوالات و الكمبيوترات و حدث ولا حرج ! .. و بإنتظار القادم .. اخترت هذه الصورة من آلاف الصور المتاحة في فيلم حياة الكثير منا و جلست أتأمل هذا التحول السريع في الخيارات المتاحة لنا في هذا الجانب فقط من حياتنا و كيف كانت أيامنا في البداية و كيف أصبحت الآن .. تأملت كيف كان يكفي الطفل ريال واحد ليستمتع بيومه .. واليوم عندما يصحب الواحد منا أبنائه أو إخوته الصغار ليدخل السرور عليهم هل يكفي أن يدفع ضعف هذا المبلغ مرتين أو ثلاث أو أكثر !! هل ضريبة تغير نمط الحياة أن ندفع ضعف ما كنا ندفع !! أن نبذل ضعف الجهد الذي كنا نبذله !! لا أستبعد ذلك ! إذا ما قسمنا زمن هذه الحكاية إلى ثلاثة أقسام : زمن البقالة.. زمن السوبرماركت.. زمن الأسواق الغذائية.. زمن الهايبر ماركت .. هل يا ترى من الممكن أن نعيش جميع تلك الأزمنة مع بعضها البعض بصف متزامنة أم أن البعض منا أختر بعضها و تجنب البعض الآخر .. ولنفترض اننا نعيش في زمن الهايبرماركت : هل يا ترى هناك منا من يعيش في زمن البقالة فقط .. أعتقد أن الإجابة نعم و أقرب مثال على ذلك أهل القرى و البوادي خصوصاً الأطفال منهم فهم ما زالوا في هذا الزمن .. بينما أبائهم يتسنى لهم زيارة المدن و الإطلاع على باقي الخيارات المتاحة ولو على الأقل العلم بوجودها .. لنأخذ مثلاً شخص يعيش في هذه القرية عمره في السنة العاشرة من عمره أي في الصف الرابع الابتدائي و شخص آخر في نفس سنه و صفه ولكن يسكن في العاصمة .. ولنقارن بين هذين الشخصين من ناحية هذه الصورة فقط _ ولتقسها على غيرها من الصور كما تريد _ .. سأركز على ابن القرية و أترك لكم ابن العاصمة .. لا أحد ينكر ما يتمتع به ابن القرية من ميزات و خصائص ومع ذلك فينقصه الوعي بالتطورات التي من حوله في مختلف جوانبها السياسية و الاقتصادية والعلمية و التقنية و الدينية و الاجتماعية .. مع أننا في الفترة الأخيرة نلاحظ أن هناك تضارب في الأزمنة فتجد أن بعض ابناء القرية الذي لم يسمعوا بمصطلح الهايبر ماركت .. تجدهم على النقيض من ذلك يتابعون دعايات " Wall Mart" _أكبر مراكز تجارة الهايبر ماركت بالعالم-أمريكية _ عبر أطباق الفضائيات الموجودة في قريتهم إذا ما تهيئ لهم ذلك .. فأي تناقض يعيشه ابن القرية ذاك .. فتجده يعيش صراعاً مريراً متى استمر على تلك الحالة و لم يجد بيئة مناسبة ترعاه و تحاول تقليص الفجوة بين واقعه و تناقضه .. استطراد .. وقد يفسر هذا ما نراه من تصرفات و أشكال غريبة خصوصاً في أروقة الجامعات ممن هاجر من القرى و الهجر إلى المدن .. وكذلك نستطيع قياس ذلك على من انتقل للدراسة من مجتمع محافظ إلى مفتوح .. أو حتى ممن انتقل بقناعاته و أفكاره من ضفة إلى آخرى ويظهر هذا في المجتمعات المحافظة أكثر من غيره _ إطلاق مصطلح مجتمع محافظ أقصد فيه تسمية للتميز فقط لا غير_.. وهذا ما يمكن أن نطلق عليه أنه انتقل من زمن البقالة إلى زمن الهايبر ماركت .. فبدلاً من أن يجمع أغراضه في كيس في البقالة وبعد أن ينتهي يفرغ الكيس و يبدأ البقال بحساب مشترياته و إرجاعها للكيس .. الطريقة الجديدة أن يجمعها في سلة مشتريات و يعرف بالتفصيل مشترياته وبعد ذلك تودع في أكياس .. الهدف واحد و الطريقة مختلفة .. فمثلاً نرى من المنضبطين بتعاليم الدين من يغير من آرائه و مواقفه أو في شكل لحيته أو خلافه .. وهو قد يروق للبعض منا ممن لديه قدرة التنقل بين الأزمنة .. وسيقابل ذلك بصراع قد يصل إلى أشبه بالحرب من البعض منا ممن لا يملكون آلية التنقل بين الأزمنة أو لم يتهيأ لهم ذلك أو خوفاً من الانزلاق في شهوات و محرمات .. وأقرب مثال على ذلك ما حصل لكثير من مفكرينا و علمائنا فلقد شاهدنا أحداث و مواقف غريبة و فتاوى نحترم اجتهادهم فيها ، فمنهم من وفقه الله و منهم من ظل سواء السبيل .. و مهما كان اختلافنا معهم لابد أن يكون بيننا احترام متبادل مهما بدر منهم وألا نعطي الموضوع أكثر من حجمه الذي يستحقه !! ونقدر منهم من لم يكتفي أن يتقن حفظ القرآن والصحيحين و المتون و المعلقات و خلافها .. دون أن تظهر أثرها على حياته وسلوكه دون أن يتصنع و يمجد نفسه ويحرص على إعلاء شنه .. فنريده أن يظهر كما خلقه مولاه .. ونعلم أنه ما أسهل أن يتقن طالب العلم كل ذلك و يعيد تدريسه و تنقيحه دونما يحمل نفسه عناء دخول معترك الحياة و مواجهة التحديات و الصعاب و إدراك متغيرات العصور و معايشة أحوال الناس و همومهم و مصادر القوى و التأثير المحيطة بالواقع من حولنا .. وكذلك من السهل أن يقضي طالب العلم جل وقته في دراسة مناهج متعددة .. دونما تهيئة نفسه للدخول في اختبارات الحياة واحداً تلو الآخر _ طبعاً دون تجاوز الخطوط الحمراء_ ليصقل نفسه ويختبرها .. وعلينا نحن أن نتقبل نتيجة تلك الاختبارات التي مر بها علمائنا ونتقبل منهم من حصل على درجة ممتاز مرتفع و جيد جداً وجيد و مقبول .. أو حتى ضعيف وألا نسعى لإشهار السكاكين بعد سقوط الجمل فستكون النتيجة عكسية .. بل علينا الخروج بأقل الخسائر و أن نقف مع علمائنا أي كان مستواهم لأننا ما لم نعمل ذلك " سنزيد الطين بله " ويا ليتنا اتبعنا منهج ( إن الله لا يغير ما بقوم حتى ما يغيروا بأنفسهم ) بدلاً من أن نضيع أوقاتنا في الترقب و التقييم و التفحص وإعطاء الأحكام فتنطبق على الكثير منا مقولة " الفاضي يعمل قاضي".. وندفع طلبة العلم الصالحين للابتعاد عن التوجيه والنصح والأخذ بمبدأ السلامة والعيش في زمن البقالة !! و دوماً على دروب الخير و العلم و النور نلتقي .،
__________________
من مواضيع العضو : مثلث برمودا المال قوة !! زمن البقالة !! ::صدام حسين:: لن ننسى جرائمه .. كما لن ننسى مواقفه !! مافيا العلاقات !! |
الإشارات المرجعية |
|
|