|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
02-07-2006, 07:00 PM | #1 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Mar 2006
المشاركات: 63
|
كتب لها عبر الساحات فتزوجها ...وسأكتب للمرأة التي لن تقرأ مقالي هذا..!
أستودع الله في بغداد لي قمرا ,,,,, بالكرخ من فلك الأزرار مطلعه ودّعته وبودي لو يودعني ,,,,,, صفو الحياة وأني لا أودعه وكم تشفّع بي ألاّ أفارقه ,,,,, وللضرورات حال لا تشفّعه عسى الليالي التي أضنت بفرقتنا ,,,,, جسمي تجمّعني يوما وتجمعه ،،،،،،،،،،،،،،، السلامُ عليكِ في لندن ...في باريس ... في مقديشو ...في عيوني ...في أطفالي ... في المساءات الحزينة .... السلام عليكِ ...مع نيلسون مانديلا ..مع تشي جيفارا ..مع غاندي ...مع البجعات البرية ... والسلام على تلك المدن المتشنجة ..تنتظر عباءتكِ ..وحلوى أطفالكِ ...وعلى بقية الضباب في مدينة القهر ... والسلام عليكم جميعاً ورحمة الله وبركاته... آثرت أن أبدأ لها السلام ثم لكم .. ذات مساء ..كنت أتصفح الساحات العربية فوجدت كتابة كلها ألم ومعاناة لكاتب معروف ...فقلت هذه حروف تنبض فيها الحياة ..ليست كبقية مقالاته ...وليست كحروفه ..فالتقينا لقاء عابراً ..وتحدّثنا من أحاديث الجوى، وعرَفت أنها كُتبِت لامرأة تزوّجها عن طريق هذه الساحات... أما أنا فسأكتب لسارة .. تلك الطفلة البريئة ..والمرأة الوقورة ... ليست سارة تلك التي رأيتموها في مغامرات ..الــ (LBC) و(روتانا) ...بل عباءة ووطن وعصافير صباح .. آهٍ يا سيِّدتي سارة .. لو جاءَ السلامْ .. ورجعنا، كالعصافيرِ التي ماتتْ من الغُرْبَة والبَرْدِ لكي نبحثَ عن أعشاشِنا بين الحُطام .. ولكيْ نبحثَ عن خمسينَ ألفــًا .. قُتِلوا من غير معــنى .. ولكي نبحثَ عن أهلٍ وأحبابٍ لنــا ذَهَبوا من غير معــنى .. وبيوتٍ .. وحقولٍ .. وأراجيـحَ .. وأطفـالٍ .. وألعابٍ .. وأقلامٍ .. وكُرَّاساتِ رسْــمْ .. أُحرِقَتْ من غير معــنى .. آهِ ... يا سيّدتي ســارة .. لو جاء السلامْ ورجعنـا.. كطيور البحر، مذبوحين شوقاً وحنينـا وبنا شوقٌ إلى (منقوشة الزعتر) .. والليل .. ومَنْ كانوا يبيعون عقودَ اليـاسمينْ فمن الجائز، ياسيدتي، ألاّ تعرفينـا.. قد تغيَّرتِ كثيـراً ... وتغيّرنا كَثـيراً ... وكبرنا نحنُ – في عامين – آلافَ الســنينْ احتملنا نَفْيَنا عشرينَ شهراً .. وشربْنا دمعَنا عشرين شهراً .. وبحثنا في زوايا الأرضِ عن بيتٍ جديـد غير أنّا ما وجدنــا .. وبحثنا عن بديلٍ لـكِ، يا أعظمَ امرأةٍ .. ويا أطيبَ امرأةٍ .. ويا أطهرَ امرأةٍ ... ولكنْ ما وجدْنـا ... ورجعنـا .. نلثُمُ الأرضَ التي أحجارُها تكتُبُ شِعْـراً .. والتي أشجارُها تكتُبُ شعـراً .. والتي حيطانُها تكتُبُ شعـراً ... وأخذناكِ إلى القلبِ .. حقولاً .. وعصافيرَ .. وأشواقاً .. وبحـراً .. وصرخنا كالمجانينِ على سطح السـفينة: أنتِ ياسارةُ ... ولا سارةَ أخــرى ... أنت ياسارةُ ... ولا سارةَ أخرى... ،،،،،،،،،، أبحث عن العباءات وطهر المدن .. عن هويتي التي أضعْتِها حينما عرفت أنّ هناك أوراقاً نحملها لكي نجدّد ولاءَنا ... ولنحميها بدلا من أن تحمينا ... أبحث عن الخيل والليل وبيداء المتنبي ...وعن قبضة زيتون أمي ...فهي وحدها مَن علمتني كيف أجعل من ظفائر الجمال وتراً لعودي ...ولجاماً لخيلي ...وأن أنزل بها إلى البير من أجل أن أسقي لهاث الكلاب الضالّة ... أبحث عن أمان العصافير ...وعشّ الصغار ..وبيت طين ... جال فيه يوماً من وحّد وطني ..من أجل ألاّ تظلم النساء والرجال ... وعن البدر الذي علمنا ...أن الكل يراه ..السجين والطريد ..والمرأة ..وأنا ياسارةُ كذلك أراه ... فرضي الله عنكِ .. لا أدري هل ستودّعين ذكراه من قلبك، وهو الذي وسّدك دفأَه ونارَه ونورَه ... لأنه ليس لك بعد الآن ..وليس ملكك ..ولا أحدَ سيقف حامياً له ..غير دموعك ..وهل تفيد الدموعُ أمام الجزّار ...؟! سارة ...بلغي السلام والحب لصغيراتك، وازرعي في قلوبهن وفي روعهن ... أن القفص مؤلم ... وأن الظلم قاسٍ ...وأن الجرح ينبض بالحرب ...وأن والدهنّ ميّتٌ محكوم عليه بالحياة ... بلّغي الصغيرات أنك وقفت كثيراً من أجل الحبيب ومن أجل الذائد ...لكن كيف لمرأة أن تصفع الوجع ... وإذا وسّدتِهنّ مخدات الحب والذكريات فاقصُصي عليهن، كم كان والدهن يحبّهن كثيراً، ويحتضن الشعر والضحكات البريئة ... واحكي لهن أن أول ماسألك عنه يوم أن كان في سجنه هو السؤال عن لمى وأُخيّاتها. وإذا أُغلقت الأنوار ..فاهمسي وقولي: لم يكن هناك من يلوذ ويدفع الظلم عن أبيكن، لا رجلَ ..لاصديقَ، لا حبيبَ لا أحد لاوطنَ ..وحدي فقط مَن كان يمشي في المحاكم ...من ينشر قصته ...من تجرّ عباءتها من أجل أقمار القلب ...وحدي فقط ... احكي لصغيراتك حينما لايريْن والدهنّ لأول مرة في حياتهن، وهن عائدات في الطائرة ...أن بإمكان المدن أن تستجير بالقرى ... وبإمكان السماء أن تستجير بالأرض ... ودماء الظلم هي وحدها مَن يكتب قصة النصر ...ووحدها من ترسم الخرائط.. خبّريهنّ كيف ترسم العدالة سنتين لمن عَذّب في أبو غريب ..و مئة وعشرين سنة لمن اتهم في تعذيب عاملة ... ارسمي صور المجد في وجوههنّ ...وفي عيونهن ...وقولي لهن ..ماكان أبوكم امرأ سوْء وكانت أمريكا بغيًّا... وحينما تريْن (لمى) تجمع لعبها ودُماها الصغيرة التي اشتراها لها والدها ... وتبكي حينما تتشمم روح وعطر أبيها ..فضُمّيها وقولي ...هناك أبرياء حظّهم أنهم وُجدوا بين خونة ..وقلة نصير ... احكي لهم كيف نطق القاضي بكل بساطة (120) سنة أمامك وأمامهن ..وكأنه يتناول (الفودكا) في منتجع (سينتوسا).. نعم لقد رأيتهم هناك ..بكل بلاهة وصلافة... عن الحب أتكلم وعن الشوق أكتب وللوجع أرسم ...وعن الضوء حينما تسرقه الزنازين من قلوب الصغيرات ... ثمة أماكن نشتاق لرؤيتها، ونغالب النفس من أجلها ..لكن حينما تَنحر أبطالها نكرهها من أجل سكاكينها ولصوصها ... ياسارة .. لقد علّمت أطفال العالم .. كيف يهجّون اسمك .. فتحوّلت شفاههم إلى أشجار توت .. ,,,,, وهكذا رأيت في آخر زنزانة لك كيف صففتِ حروف الهجيع ...لزوجك البعيد القريب ... هكذا رأيت حروفك بعد الصباح وقبل المساء ..تتحوّل إلى لَسَعات من عذاب ... تستنطقين بها زهد قلبك وأوجاع الخريف .. هذه هي الحروف التي رأيتها مشتعلة في أحد الزنازين هناك .. لأي القلوب نمدّ يدينا ..؟ ولا أحد في شوارعنا يبكي علينا .. يهاجمنا السجن من كلِّ صوب ... ويقطعنا مثل صفصافتين ... فأحمل ذكراك فوق ظهري .. كمئذنة كُسِرت قطعتين .. ورأسُك فوق راحتي وردةٌ دمشقيةٌ ..وبقايا قمر .. أواجه سجنَك وحدي .. وأجمع كلَّ ثيابك وحدي .. وألثم قمصانَك العاطرات .. ورسمَك فوق جوازِ السفر .. وأصرخُ مثل المجانين وحدي ... وكلُّ الوجوه أمامي نحاس .. وكلُّ العيونِِِ أمامي حجر .. فكيف أقاومُ سيفَ الزمان ؟.. وسيفي انكسر .. لماذا الجرائد تغتالني ..؟ وتشنقُني كلَّ يوم بحبل طويل من الذكريات .. أحاولُ ألاَّ أصدِّق سجنَك ..كلُّ التقارير كذب .. وكلُّ كلامِ المخبرين كذب .. وكلُّ السلاسلِ عند سجنك كذب .. وكلُّ المدامعِ والحشرجات.. أحاولُ ألاَّ أصدقَ .... وأنت أمامي بدشداشة القطن تصنع شايَ الصباح، وتسقي الزهورَ على الشرفات .. أقلبي .. لو كان للقاضي زوجٌ لأدرك ماهو سجن الضنين .. ولو كان للقاضي عقلٌ سألناه كيف يفسر سجن البلابل والياسمين .. ولو كان للقاضي قلب .. تردّد في سجن أحبابنا الطيبين .. أقلبي .. ياملكيَّ الملامح ..ياقمريَّ الجبين .. صغيرات قلبك منتظرات .. رجوعُك ياسيدَ الروح والعاشقين .. فكيف سأكسرُ أحلامهن .. وأغرقُهنّ ببحر الذهول .. وماذا أقول لهن – حُبَيبات عمرِك- ماذا أقول ..؟ ,,,,, هذه حروفُك سرقْتُها قبل أن يلفظني السجّان ..وكتبْتُها حينما اشتغلَتِ المدينةُ بصناعة المجد الأخضر .. وبطحاء مكة تنتظره في إجازته معك ومع بنيّاته الصغيرات ...والقاضي ينطقها بكل بساطة: مئة وعشرون عاماً ..مئة وعشرون عاما لا أدري كيف سينتزع هذا العمر الطويل من طفولة احمرّت عيناها تنتظر لحظة الضم والأنس ...هل سيراها هذا القاضي أم سيتخيّلها في أبنائه ..إنها واحدة من القهر والألم ... اشتغل العالم بكأس العالم، واشتغلت (رُبا) ذات السنوات الست بوالدها.. تبحث بين شاشات التلفزة عن قرّة عينها ..لكن لها الله .. لا أدري... اشتقت أن أذهب لسجن نيلسون مانديلا، لأجدّد له ولاء العدالة ..اشتقت أن أذهب لغاندي لأجدّد له ولاء السلام ..اشتقت لجيفارا؛ لأجدّد له ولاء الثورة في وجه الظلم ..واشتقت أن أذهب لأمريكا لأبصق على ديموقراطيتها ... وهاهو يعيد نطقها بكل زيف وبساطة مئة وعشرين عاما ..يالقلبك وهو يشاهد لمى وربا ونورة وتركي ..أسائل القلب: كيف نطقتها في وجوه هؤلاء الصغار .؟!كيف استطاع قلبك أن ترى احمرار عيونهم على غيبة والدهم أشهر أن تقولها بكل صلافة مئة وعشرون عاماً ..أسأل الله أن يذيقك عذابها أضعاف ... ووطني ..هل سيلفظ روحه دون أن يداوي جرحه ...هل وطني سيحميني، وقد رأيت اثنين محمولين على صفائح الموت قادمين من جواتانامو ...والآخر يرقد هناك ..مئة وعشرين عاماً .. يالبؤس الحياة ..وانقطاع المطر ... سأنتظرك وطني حينما تمسح عبرات بنيات صحرائك وشتائك... ففيك العشم .. ولتنظرها ياوطني في وجوه صغيراتك الأثيرات ... فكلهم رضعوا من ثدي الشيح والجبل حميدان التركي ..لست أعرفُكَ ..سارة لست أعرفُكِ ..تركي لست أعرفُك ..لمى لست أعرفُكِ وكيف سأحدث رنا عن قلبك..نورة لست أعرفُكِ..أروى لست أعرفُكِ..ربا ياحشاشة القلب ياصغيرة السماء لست أعرفك ... لكني رأيتكم جميعاً في كل الوجوه ....في كل الحروف ... فالسلام عليكم في قصائدي وترتيلي ...وفي سورة الأنبياء ألقاكم ... أبو زياد صالح sf_317@hotmail.com drawFrame() |
الإشارات المرجعية |
|
|